السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أحمد الله على أني ذهبت إلى العمرة، ولكني أخجل من نفسي؛ لأني عدت إلى مشاهدة الأفلام الخاطئة، ولكني - والحمد لله - انتهيت منها، وأنا متأكدة - للأسف - بأن عمرتي لم تقبل, فهل هذا صحيح؟
وأنا أعاني من ضعف في السمع، لكن الأمر المريب أن سمعي قد ضعف عن حده، بحيث إنه لا علاج له إلا بالعملية، وأنا أعلم أن السبب – للأسف - هو أنا؟
أنا أحتاج إلى سمعي، أريده أن يعود كما كان بلا عملية، ولكن ليس كحاجتي لغفران ربي، أتمنى أنني لم أضع الفرصة؛ لأنني سوية ظاهرا، ولكنني – للأسف - مذنبة باطنا.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
لا شك أن الحال الذي أنت عليه -أيتها البنت العزيزة - من خوفك من الله تعالى، والخوف من ألا يتقبل منك عمرتك، حال صحيح، وسلوك صائب؛ لأن المؤمن وإن فعل الحسنة، وتقرب إلى الله تعالى بالطاعة، فإنه ينبغي أن يكون خائفا من الله تعالى ألا يتقبل منه.
ولكن هذا الخوف لابد أن ينضم إليه الرجاء والطمع في عفو الله تعالى ومغفرته وسعة رحمته، وإذا جمع الإنسان المؤمن بين هذين الجانبين في سيره إلى الله تعالى – بين الخوف والرجاء – فإنه يستقيم حاله، فالخوف يدفعه للمزيد من العمل، وعدم الركون إلى بعض الحسنات التي قد قام بها، والطمع يدفعه إلى التعلق بفضل الله تعالى ورحمته، فيستبشر بهذا العمل الذي عمله، فتنشط النفس للزيادة منه.
ومن ثم فنحن ندعوك – ابنتنا العزيزة – إلى سلوك هذا الطريق الوسط، وهو الحفاظ على ما أنت عليه من الخوف من ألا يتقبل الله تعالى طاعتك، ولكن ليس الخوف المحبط عن العمل، الخوف الذي يغرس في النفس اليأس، ويزهدها في الطاعة، ويحول بينها وبين المزيد من الحسنات، فهذا الخوف مذموم، ولا يحبه الله تعالى، ولا يرضاه.
ولكنه الخوف الذي يبعثك إلى الزيادة من العمل الصالح، مع قيام الرجاء في قلبك، والطمع في عفو الله، فإن الله تعالى لا تنفعه طاعة الطائعين، كما لا تضره معصية العاصين، ولكنه سبحانه وتعالى يحصي أعمال العباد ليوفيهم أجورهم يوم القيامة.
فننصحك - ابنتنا العزيزة - بالمسارعة والمبادرة إلى التوبة من كل الذنوب، والإكثار من العمل الصالح، مع الطمع في أن يتقبل الله تعالى منك, وأن يثيبك عليه، وكوني على ثقة بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، كما أخبر عن نفسه في كتابه، وأنه من يعمل مثال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره، كما أخبرنا تعالى في كتابه العزيز، فأكثري من الأعمال الصالحة، محسنة الظن بالله تعالى، وأنه سيثيبك على عملك, وسيتقبله منك، فإن حسن الظن بالله تعالى من أعظم القربات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله، وقد قال الله سبحانه في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء).
فليس صحيحا إذن أن يسيطر عليك اليأس، أو أن يحاول الشيطان أن يدخل الحزن إلى قلبك فييئسك من ثواب عمرتك التي قمت بها، فأحسني الظن بالله تعالى، واطمعي فيما عنده من الثواب والفضل، فإنه سبحانه وتعالى كريم وهاب، واستكثري من العمل الصالح، فإن ذلك يعود عليك بالنفع في دنياك وآخرتك.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.
---------------------------------------------------
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي.
وتليها إجابة الدكتور عبد المحسن محمود:
=========================
للتأكد من وجود ضعف فعلي بالسمع يجب إجراء تخطيط سمع, ووفقا لذلك التخطيط نقرر أي نوع من ضعف السمع هو :هل ضعف عصبي - أي في عصب السمع - أم توصيلي, والذي يكون إما بسبب انسداد قناة استاكيوس, أو وجود شمع بقناة الأذن الخارجية, أو وجود التهابات بالأذن الوسطى, أو ثقب بطبلة الأذن, كما أن إجراء الكشف والمعاينة الإكلينيكية لحالتك لدى اختصاصي الأنف والأذن مهم؛ ليتبين سبب ضعف السمع حتى يمكن التعامل معه وفقا لذلك السبب, فغالبا ما يحتاج ضعف السمع العصبي لسماعة للأذن, أما التوصيلي فالشمع يحتاج لتنظيف.
والتهابات الأذن الوسطى, وانسداد قناة استاكيوس يحتاج لعلاج في صورة أقراص (كلارا) أو (كلاريتين) حبة كل مساء, مع بخاخ, أو نقط, أو تريفين, مع مضاد حيوي, مثل: كيورام 1جم حبة كل 12 ساعة.
أما ثقب طبلة الأذن: فيحتاج لعملية ترقيع للطبلة.
والله الموفق.