السؤال
أستفسر عن استخدام الكورتيزون بالجلد وبعض الأعراض عندي؛ حيث أنني استخدمت الكورتيزون عن طريق الحقن في جلد الوجه لتفتيح لون وحمة، وكان يتم كل أسبوع جلسة لمدة ثلاث جلسات فقط بواسطة دكتور طبعا.
وقد لاحظت أن لون الوحمة قد تفتح، ولكن حدثت تغيرات غريبة معي؛ فقد حللت البول بالمصادفة ووجدت نسبة سكر بسيطة في البول trace ، ونصحوني بإجراء تحليل سكر للدم صائمة؛ فوجدته 76، وبعد الإفطار بساعتين وجدته 157 ، وبعد يومين نسبة سكر عشوائية مفطرة ما بين (114 و 122).
وفي اليوم التالي وبقياسي للضغط وجدته 130 / 80 و 124 / 81، علما بأن ضغطي من قبل كان منخفضا بمعدل 115/79 تقريبا، ولاحظت أيضا ظهور عروق وأوردة في يدي وذراعي وقدمي الاثنتين طبعا، وأحس برعشة بسيطة بيدي، ولا أستطيع التحكم مثل السابق في إمساك الأشياء الصغيرة أو البسيطة؛ فأحس برعشة بيدي، ويصيبهم تنميل بكثرة, كذلك قلة التعرق وكثرة الإحساس بالنعاس.
ويأتيني صداع بشكل دوري، وأصبحت أحس بألم الأسنان عند شرب شيء بارد, كذلك أحس بألم أسفل البطن عند الحالب والخصية، ويوجد ارتخاء بها دوما, كذلك أحس ببرودة شديدة عند خروجي بعد الاستحمام, علما بأنني أصابتني جرثومة المعدة من فترة وأخذت علاجا لها وما زال عندي تعب، فأجريت منظار معدة منذ أيام والنتيجة وجود التهابات المعدة والمريء، والآن آخذ استوهالت وميوكوستا ودوجماتيل.
فهل هذا تأثير الكورتيزون؟ لأني قرأت أن الكورتيزون يسبب ارتفاع السكر وارتفاع الضغط وترقق الجلد وهشاشة العظام, لكنى سألت الطبيب وقال لي أن الكورتيزون بالجلد ليس له خطورة؛ لأنه بعيد عن الدم والأوردة.
فأرجو منكم توضيح سبب ما حدث لي: هل هو بسبب الكورتيزون؟ وإذا كان بسببه كيف أوقف تأثيره بالجسم؟ وكيف يعود السكر والضغط للمعدل الطبيعي؟ وكيف يرجع الجلد أكثر سمكا؟ وكذلك تقوية العظام؟
أرجو منكم توضيح ما لدى بالتفصيل، وما هو الحل حتى تعود حالتي لطبيعتها؟
الإجابــة
الأخ/نور حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله،،
لقد استخدمت حقن الكورتيزون وتشتكي من أعراض كثيرة، وتسأل إن كان لها علاقة بحقن الكورتيزون التي أخذتها؟؟
مركب الكورتيزون مثلما له من منافع كثيرة في الطب تصل إلى حد إنقاذ الحياة أحيانا؛ فإن له من الآثار الجانبية الكثيرة وقد تكون خطيرة، وتتوقف الآثار الجانبية على عدة عوامل منها نوع الكورتيزون وتركيزه ومدة الاستخدام، والطريقة التي يؤخذ بها هل هي موضعية (مراهم وقطرات)، أو هل هي عن طريق الفم ( حبوبا)، أو عن طريق الحقن ( تحت الجلد أو العضل أو في الوريد).
والآثار الجانبية للكورتيزون أكثر ما تكون وأسرع في حالة الحقن؛ وخاصة إذا تكررت، ومعظم ظهور الآثار الجانبية للكورتيزون بكل أنواعه - سواء أكان مرهما أو حبوبا أو حقنا - تأتي من سوء الاستعمال وعن طريق جهة غير متخصصة.
ومن أكثر وأشهر الآثار الجانبية المحتمل حدوثها هي ارتفاع مستوى السكر في الدم، وحجز عنصر الصوديوم داخل الجسم؛ مما يؤدي إلى زيادة السوائل، وبالتالي يرتفع ضغط الدم!
كما أنه قد يزيد من ضغط العين وهشاشة العظام و(الروماتيزم) وتخفيض المناعة، وقد يسبب بعض الآلام في العضلات، وقد يتسبب في اضطراب الدورة الشهرية ( عند النساء)، كما قد يسبب تقليل المناعة مما يؤدي إلى تأخر التئام الجروح وترقق الجلد مكان الحقن وظهور الشعيرات الدموية.
أنت والحمد لله لا تعاني من أي من هذه الأعراض؛ حيث أن نسبة السكر في الدم وكذلك قياسات ضغط الدم لديك في المعدلات الطبيعية لمن هو في مثل سنك، أما الأعراض الأخرى التي تشكو منها مثل ( ألم الأسنان وآلام البطن وارتخاء الخصيتين)، فهي في الغالب ليس لها علاقة مباشرة مع العلاج بالكورتيزون، وقد تكون التهابات المعدة التي تعاني وتعالج منها لها علاقة بوجود هذه الأعراض.
إن حقن الكورتيزون في أي مكان في الجسم، وخاصة في الوجة الغني بالشعيرات الدموية تصل الى الدم، إما مباشرة أو عن طريق الامتصاص من خلايا الجسم.
وعلى كل حال، فإن الآثار الجانبية للكورتيزون إذا ما تم التوقف نهائيا عن استعماله تقل تدريجيا إلى أن تختفي تماما بإذن الله.