السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أولا: أسأل الله عز وجل أن يجعل ما تقومون به من جهد في سبيل التنفيس عن الكثير ممن يعانون ألما نفسيا لا يعلمه إلا الله وحده, وأرجو أن يتسع صدركم لرسالتي الطويلة, والتي تترجم معاناتي منذ صغري, وباسم الله وأتوكل على الله.
أنا شاب في السابعة والعشرين من العمر, متزوج, والحمد الله, مقيم بفرنسا, متخرج من الجامعة, وحاصل على ليسانس في الإعلام والاتصال, ولكني لا أعمل في المجال الإعلامي, ولكن في مجال آخر, هادئ, حنون لأقصى درجة, أبسط المواقف من الممكن أن تجعلني أذرف الدموع، أحب والدي كثيرا وزوجتي، أظن أنني أعاني من الوسواس القهري منذ صغري, ستقولون لي وما أدراك؟!
أقول: نعم, وتحديدا -والله أعلم- منذ الخامسة, وهو عبارة عن أفكار, ونزعات, وخوف, وشك, وظنان, وكل ما يمكنك أن تتخيله من معاناة، نعم, وسألخص لكم معاناتي:
1- وسواس شديد في الدين, وفي جميع جوانب الفقه والعقيدة, ولا داعي للتفصيل, فهي أفكار لا يمكن أن أتخيلها, ولو أمام طبيب نفسي فلن أبوح بها.
2- وسواس في الزواج.
3- وسواس الردة, والعياذ بالله.
4- وسواس المرض فعندي خوف من مرض التصلب اللويحي, وخوف من أمراض الخصية, مع العلم أني أملك خصية واحدة, وزوجتي حامل, والحمد الله, وصاحب هذا الخوف التردد على الأطباء, وكلهم أكدوا سلامتي, والحمد الله.
5- التنقل بين العلماء وأئمة المساجد والفتاوى عبر الانترنت, ولكن لا جدوى.
6- وهذا ما يزعجني, وأكاد أجن, وهو إحساسي بأني سأتكلم وأقول أشياء لا يمكنني حتى التفكير بها, سواء تعلق الأمر بالعقيدة, أو بالنكاح.
نعم - يا دكتور - لا أستطيع إقناع نفسي أن لا أتكلم, ولن تنجح في إقناعي؛ لأني لست على استعداد لتطبيق تمرين عدم الاستجابة, وأترك تلك الكلمات تدور في رأسي دون أن أفندها, مع العلم أنني كلما أحسست بالكلمات وكأنها على طرف لساني أقول:
أرجوك اذهب عني يا وسواس، زوجتي حلالي معي دائما، أنت خلقتني يا الله سامحني، القران حق من عندك يا الله، عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
وتخيل - يا دكتور - أن كل هذه الأمور تأتيني دفعة واحدة, أي وسواس العقيدة, ثم مباشرة كلمات حول الزواج, وأخرى حول الدين, وكل هذا دفعة واحدة, حيث إنني أظل ألهث, وكأنني جريت لمسافة كيلومتر.
أرجوكم, أريد نصائحكم المفيدة فأنا على عتبة الجنون, وهنا في فرنسا لا يوجد طبيب مسلم أشرح له ما أعاني, وقد ذهبت مرة فقط لطبيب لأخذ وصفة دواء لأتمكن من شراء البروزاك, ولكن الطبيبة كانت مسيحية فزادت عندي الوساوس ولم تفهمني.
أرجو أن تعذروني على تشدقي في الكلام, وأتمنى دعاءكم الصالح لي ولجميع المسلمين بالشفاء العاجل.
والسلام عليكم ورحمة الله.