السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 22 عاما, متزوجة منذ 3 سنوات, قبل الزواج تقدم لي كثير, ولكني كنت أريد شابا وسيما, والحمد لله تقدم لي شاب وسيم وذو خلق ودين, سعدت به جدا, وبعد الزواج عشت معه سنة كأني في الجنة, فهو خلوق, ومحترم, وعطوف, وحنون, ولكن عرفت من إحدى صديقاتي أنه كان له علاقات نسائية قبل الزواج, فصرت أشك فيه, وأفتش ملابسه وأغراضه, ولم أحصل على دليل, ولكن قلبي يحترق من الغيرة, ولا أجد الدليل رغم أن الله رزقنا بطفلة عمرها عامان, فهو يهتم بها أكثر مني, ويحبها جدا, وأشعر أنها تحبه أكثر مني, فتتلهف عليه جدا, ولا تطيق فراقه, أنقذوني من الجحيم الذي أعيشه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته, ومن والاه.
بداية: نرحب بك في موقعك، ونسأل الله لك السداد والرشاد، وأن يذهب ما في قلبك من الغيرة، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، هو ولي ذلك, والقادر عليه.
وقد سعدنا بهذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يستخدمنا فيما يرضيه، وأن يعيننا على خدمة أبنائنا والفتيات، الذين لا نملك أغلى منهم بعد توفيق الله تبارك وتعالى، فهم أمل هذه الأمة، غدها المشرق بإذن الله تبارك وتعالى.
وهنيئا لمن سألت الله تعالى فأجابها, ورزقها بالزوج الذي تريد، وبالحياة التي تريدها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم عليك الفضل والنعمة، هو ولي ذلك, والقادر عليه.
فأنت -ولله الحمد- لا تزالين في الجنة إذا تعوذت بالله من الشيطان، وطويت هذه الصفحة، فإن مثل هذا الكلام, وإخبار الصديقات, ومثل هذا الكلام قد لا يراد منه الخير، وليس في مصلحة أي امرأة أن تبحث من وراء زوجها وتشك فيه؛ لأن هذا مدخل عظيم جدا من مداخل الشيطان، والعجيب أنك فتشت, ولم تجدي شيئا، ومع ذلك فإن الشيطان يدفعك نحو الهاوية، ويدفعك من أجل أن يخرب عليكم هذه السعادة.
والشيطان يهدف إلى خراب البيوت، فإن الشيطان ينصب عرشه على الماء, ثم يبعث سراياه في الناس، فقد يأتيه من يقول: (ما زلت به حتى وقع في الكبيرة الفلانية والمعصية الفلانية) فيقول إبليس له: (ما فعلت شيئا، يوشك أن يتوب ويستغفر فيغفر الله له) وهكذا حتى يأتيه من يقول: (ما زلت به حتى طلق زوجته) فليتزمه إبليس ويدنيه, ويقول (أنت أنت), فالشيطان يفرح بمثل هذا الإنجاز الذي هو الطلاق؛ لأن فيه خرابا للبيوت، فيه دفع الأزواج للهواية، فيه ضياع للذرية، فيه انتشار للغيبة والنميمة وقالة السوء وسوء الظن بين الناس.
ولذلك فإن الشيطان يفرح بهذه المعصية, وبهذه المخالفة، فتعوذي بالله من الشيطان، وعامليه بنقيض قصده، واعلمي أنه يريد أن يعكر عليك صفو الحياة، بأن يذكرك بمثل هذا الكلام، ولا شك أن تلك الصديقة قد أساءت كل الإساءة عندما أخبرتك بهذا الكلام، فإنه ليس هنالك مصلحة، ولست مطالبة بالتنقيب والبحث، فأنت تأخذين الرجل على الحالة التي عليها، فليس له أن يبحث بعد ذلك عن تاريخك السابق، وليس لك أن تبحثي عن تاريخه السابق.
واعلمي أنه اختارك من بين ملايين النساء، ورضيك زوجة له، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف, فتعوذي بالله من الشيطان، وأوقفي هذا البحث وهذا التجسس؛ فإن هذا لا يجوز، وهو مصدر إزعاج وقلق واضطراب بالنسبة لك، فحافظي على هذا الزوج، واقتربي من زوجك أكثر وأكثر، فإن هذا يبعد شياطين الإنس والجن، ويعينك ويعينه على بلوغ العفاف والطهر.
وحق لك أن تسعدي بهذا الزوج الذي طلبته فجاءك كما طلبت، وحقق الله لك كل ما تريدين، وحق لك أن تسعدي بهذا الزوج الذي يرتبط بطفلة صغيرة، التي جاءت لتعمق بينكما مشاعر الود والرحمة, والتعاطف والمحبة، فحافظي على بيتك، واقتربي من زوجك، واحمدي الله تبارك وتعالى على هذه النعمة، واشغلي نفسك بذكر الله تبارك وتعالى، وتعوذي بالله من الشيطان، ولا تستمعي لا لشياطين الإنس ولا لشياطين الجن، فإن هؤلاء جميعا قد لا يريدون بنا الخير، قد لا يريدون بنا المصلحة، ونتمنى أن توقفي البحث فورا، وأن تتخلصي من الشك منذ وصول هذه الاستشارة، إذا وصلت إليك هذه الإجابة فأرجو أن تتخلصي من الشك؛ لأنك فعلا بحثت ولم تجدي شيئا.
ولذلك ينبغي أن تتيقني أن هذا من الشيطان، والذي يدفعك إلى الهاوية، ويريد أن يعكر عليك صفو الحياة، واعلمي أن الغيرة المحمودة المقبولة هي ما كانت في ريبة، وهنا الريبة منتفية، والخلل منتف، وليس لك مصلحة في التنقيب والبحث؛ فإن الإنسان ينبغي أن يطوي مثل هذه الصفحة، وتقبلي على حياتك بأمل جديد, وثقة في الله تبارك وتعالى المجيد.
فاشغلي نفسك بالخير، واشغلي نفسك بتلاوة القرآن.
وصيتنا لك: بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بكثرة الدعاء لنفسك ولزوجك ولطفلتك الصغيرة، وكذلك عليك أن تبتعدي عن سماع الكلام الذي يأتيك من هنا وهناك؛ فإن الإنسان لا يترك يقينه, وما استيقنه من نفسه من أجل كلام الآخرين, وعليك كذلك أن تشغلي نفسك بالخير قبل أن تشغلك بالباطل.
تجنبي الوحدة فإن الشيطان مع الواحد، وتذكري أن هذا العدو (الشيطان) يريد أن يحزن الذين آمنوا, وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله، فعامليه بنقيض قصده، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، وأكثري من ذكره، واعمري بيتك بالأذكار وبتلاوة القرآن، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، وحافظي على ما أنت عليه من سعادة وخير، ونسأل الله أن يديم عليك الفضل، واعلمي أن التنقيب والبحث لا يجوز من الناحية الشرعية، وهو مدخل عظيم – كما قلنا – من مداخل الشيطان.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يستخدمك فيما يرضيه, وأن يرزقنا وإياك الإخلاص في أقوالنا وفي أفعالنا وأحوالنا، هو ولي ذلك, والقادر عليه, ونكرر ترحيبنا وشكرنا لك في موقعك.
والسلام عليكم ورحمة الله.