خوف وتفكير دائم بالموت مع كراهية الأدوية.. فمتى يكون الخلاص؟

0 504

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أشكركم على هذا الموقع الرائع الذي أصبح مرجعا لنا.

ثانيا: أرجو منكم الرد على مشكلتي؛ لأنها أصبحت أمرا مؤرقا جدا، وأرسلت لكم من قبل، ولكن يبدو أنها لم تصل.

أنا بطبعي حساسة، وأميل للعصبية والتوتر، ومررت بمشاكل بعد ولادتي، وبدأت أشعر بآلام في منطقة الصدر والذراع، وأجريت رسم قلب أكثر من مرة، وإيكو، ومسح ذري، ولم أجد عندي سوى ارتخاء في الصمام المترالي، وقال لي أكثر من طبيب: أن الألم عندي إما أن يكون نفسيا أو عظام وعضلات القفص الصدري، وكتب لي الأطباء اندرال، وطبيب آخر وصف لي كونكور، ولم يذهب الألم مع أي منها، ثم أوقفت الدواء.

الآن تطورت حالتي، أصبحت أفكر في الموت كثيرا، وأتخيل نفسي حينما أموت، وأتخيل أولادي، وأرجع أحاول مع نفسي أن أخرج من هذه الأفكار وأنجح أحيانا، وأرجع مرة أخرى، وتأتيني نوبات خوف تجعلني أشعر أني سأموت الآن، ويزداد نبضي، وأشعر بفوران الدم في جسدي، والنبض في كل جسدي.

أريد أن أذهب لطبيب نفسي، لكني أخشى الأدوية وأعراضها، وأتوهم حدوث هذه الأعراض معي، فمثلا قرأت إن الاندرال يسبب الأحلام المزعجة، وضيق النفس، وحدث ذلك عندما أخذته.

وصف لي طبيب القلب دوجماتيل 50 مم يوميا أخذته لمدة شهر، فلم يأتني الحيض إلا بعدها بشهر؛ لأني أعلم أنه يزيد البرولاكتين.

أيضا كنت أخذت موتيفال مدة 3 أشهر قرصا واحدا يوميا مساء، ولم أشعر بتغيير، الآن نبضي يزيد أحيانا دون مجهود ربما بسبب ارتخاء الصمام المترالي، أشعر بآلام في عضمي، وعضلاتي، وجسدي كله، ليس فقط الصدر، وأكثر ما يزعجني آلام الصدر، والكتف وذراعي الأيسر الذي ينمل أحيانا، ومنتصف ظهري أمام القفص الصدري أيضا، والأهم آلام الرقبة عند الحنجرة، أشعر بضغط، وآلام حول الحنجرة، وعند الأكتاف، وليس في الرقبة من الخلف، وأحيانا أشعر بألم في الفك السفلي.

عموما أنا نحيفة، وزادت نحافتي طيلة هذه التسع أشهر بعد ولادتي، وهذا طفلي الثالث يصغر من قبله بعام، ولم يرضعوا رضاعة طبيعية، لكني لا أشرب الحليب مطلقا من صغري .. أيضا دائما أشعر بإعياء وإرهاق ودوخة، ولا آكل ولا أنام إلا قليلا وليس لدي شهية للأكل، ولست مقبلة أو مستمتعة بالحياة.

أحاول أن أتأقلم وأحقر فكرة التفكير في الموت التي تأتيني .. لكني أنجح أحيانا وأخفق كثيرا .. أخرج بأولادي ولي الكثير من المعارف، لكني أخشى الوحدة .. لا أدري ذهبت لأطباء عدة باطنة وقلب، فهل أذهب لطبيب عظام .. أم نفسية؟

ولا أدري ما الذي أعاني أجريت العديد من فحوصات الدم مستوى الحديد جيد، ومستوى هرمون الغدة الدرقية، ولا أعلم هل هذا نقص كالسيوم، أو أي فيتامين، وما هي الفحوصات التي يتوجب علي فعلها؟

وحين آخذ فيتامينات عن طريق الفم أصاب بحرقان في البول خاصة فيتامين ب، وأحيانا آخذه عن طريق الحقن .. وأتوا لي ببروتين مكمل غذائي لا أدري هل هذه الأشياء مفيدة؟

لا أعرف ماذا أفعل؟ فحالتي أثرت على بيتي وأبنائي بالسلب، فهل أجد عندكم ما يريح بالي ويساعدني ولو قليلا ... فالله المستعان.. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن حالتك واضحة جدا، فإنك تعانين من القلق، والقلق تولدت عنه الوساوس والمخاوف، وهذه أدت إلى عسر في المزاج الذي نسميه بالاكتئاب البسيط.

وصفت حالتك بصورة جيدة جدا، ولديك ظاهرة واضحة جدا وهي ظاهرة التجنب.

التجنب من العلاج، ومحاولتك في وجود بعض التبريرات الخاطئة خاصة مفاهيمك حول الأدوية، وبحثك عن بدائل علاجية مثل تناول الفيتامينات والأغذية المكملة لا فائدة فيها أبدا في حالتك، فحالتك قلقية ووسواسية مع بعض المخاوف المرضية، وهذا تولد عنه اكتئاب، وهذا لا يعالج حقيقة إلا من خلال دواء صحيح مضاد لكل الظواهر التي تعانين منها، وبفضل من الله تعالى الآن توجد أدوية سليمة، أدوية فاعلة، أدوية ممتازة، ولا نشك في ذلك أبدا.

مفاهيمك حول الأدوية أنا أقدرها تماما، لأن صاحب القلق والمخاوف يخاف من كل شيء، يخاف من العلاج، يخاف من الدواء، وحتى حين تأتيه الصحة والعافية يخاف إلى متى سوف تستمر؟ وهل سوف ينتكس أم لا؟

إذن أنا أناشدك أن تذهبي إلى طبيب نفسي، وهذا لا يعني أنك مريضة مرضا حقيقيا، الذي تعانين منه هو ظاهرة نفسية، لكنها مهمة ومزعجة، وعلاجها سليم جدا.

الأدوية لا أحد ينكر آثارها الجانبية، إذا قرأت عن البنادول قراءة علمية صحيحة، فسوف تجدي أنه يسبب عشرات الأعراض، حتى قد يؤدي إلى فشل الكبد.

الأسبرين، وحتى الفيتامينات – هذه التي يتعاطاها الناس في بعض الأحيان دون لزوم – يمكن أن تترسب على الكبد، وتؤدي إلى فشلها.

لكن الدواء حين يكون بجرعة صحيحة، وبالتزام قاطع ليس لها أضرار، انظري إلى الناس يتناولون الأدوية بكثرة، وبعضهم يتناولها لسنوات طويلة كأمراض القلب والسكر والضغط، وتجدهم في أمان الله، لا آثار جانبية، لا مشكلة أساسية، وذلك لأنهم يتناولون العلاج بصورة صحيحة ومسترشدة.

فالفرق إذن هو ليس في في الدواء، إنما المشكلة في طريقة استعمال الدواء، ومن الذي وصف هذا الدواء؟ هذه أيضا إشكالية، فبعض الناس يعالج نفسه بنفسه، وهذا خطأ، بعض الناس أيضا لديهم محاذير أكثر مما يجب عن الأدوية، وبعض الناس يتهاونون في تناول الأدوية، الوسطية هي المطلوبة، وأقصد بالوسطية أن الدواء ما دام صحيحا، ما دام سليما حتى وإن كان له آثار جانبية، أطباء ثقة لا يصفون إلا الأدوية السليمة.

فاذهبي إلى الطبيب النفسي، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين مساعدة تامة، دواء واحد فقط يمكن أن يساعدك مساعدة كبيرة جدا، وأنا على ثقة من ذلك.

الأدوية المضادة للمخاوف والوسواس مثل الزيروكسات ومثل المودابكس ومثل السبرالكس، لا تحرمي نفسك منها، وأنت محتاجة لدواء واحد فقط، ليس أكثر من ذلك، ولابد أن تكون فترة العلاج لا تقل عن ستة أشهر، ولابد أن تكون الجرعة صحيحة، ولابد أن يكون هنالك التزام قاطع منك بتناول الدواء.

هذا هو الذي أنصحك به، وفي ذات الوقت أرجو أن تعيشي حياتك بأمل، برجاء، أنت لديك نعم كثيرة في الحياة بفضل الله تعالى، يجب أن تستشعري قيمة هذه النعم، وعليك إدارة وقتك بصورة صحيحة، أنت لديك صلات اجتماعية كثيرة، أرجو أن تستفيدي منها.

ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة فيه خير كثير، وفائدة ومنفعة كبيرة جدا لك.

تمارين الاسترخاء أيضا يجب أن تتدربي عليها، وإليك بعض الاستشارات التي توضح لك كيفية القيام بها، وهي برقم (2136015) وذلك حتى تأتيك الفائدة منها بفضل الله تعالى.

اذهبي إلى الطبيب النفسي، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين خيرا كثيرا، ونسأل الله الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات