ضمور القشرة الخارجية للمخ.. هل يمكن أن يشفى منه الطفل بدون جراحة؟

0 675

السؤال

ابني مصاب بضمور القشرة الخارجية للمخ, مع تلف جزئي, تم تشخيص الحالة عندما كان عمره 8 أشهر, وعمره الحالي سنة و 9 أشهر.

والأعراض: تأخر النطق, وارتخاء في عضلات الرقبة واليدين والأرجل, بدأ يتحسن تحسنا بطيئا مع العلاج, ولكن أكثر الضرر لازال في الأرجل, مع تحسن ملحوظ في عضلات اليدين والرقبة, تم بيان الأسباب لهذا المرض بأنه تعسر في الولادة, واختناق الطفل بسبب انقطاع الأوكسجين لفترة لم يستطع الطفل تحملها.

العلاج الحالي الذي نستخدمه هو: ( شراب ساموزين - شراب امريفابول - إبرة منشطة ديكافينون ) علما أنه لم يجلس لحد الآن, ولم يحب, ولكن يستطيع التحرك بكرسي الأطفال, وحالته الصحية جيدة من كل النواحي, ونموه طبيعي, فهل أستمر بالعلاج المذكور أم أغيره؟ وهل يستطيع المشي مستقبلا؟ وهل سأكون بحاجة إلى إجراء عملية جراحية لتمديد عصب الأرجل؟

وجزاكم الله خير الجزاء, ووفقكم, وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاشق محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فتعرض الطفل لنقص الأكسجين في الفترة ما حول الولادة يؤدي إلى تدمير جزئي في الخلايا العصبية المركزية والموجودة بالمخ, ذلك يرجع إلى عدم قدرة الخلية العصبية المخية على تحمل نقص الأكسيجين لفترة طويلة لا تتجاوز عدة دقائق، كما أن تلك الخلايا غير قادرة على الانقسام والتجدد, وبالتالي الخلايا التي تفقد لا تعوض.

بالطبع ينتج عن هذا نسبة من الإعاقة العصبية الحركية, والتي تختلف في درجتها من حالة إلى أخرى حسب نسبة ما تدمر من خلايا عصبية, ومكانها, ووظيفتها, وبالتالي تختلف الحالات كثيرا في درجاتها وما تحتاجه, لكن هناك خطوط عامة للتعامل مع مثل تلك الحالات, وأهمها: جلسات العلاج الطبيعي, الذي يساعد الكثير من الحالات, ويحد من تيبس الأطراف, وقصر الأوتار في ناحية عن أخرى، في الحالات التي يحدث بها تيبس قد تحتاج إلى عملية جراحية لإطالة الأوتار, ولكن هذا يحدث في الحالات المهملة, والتي لا يتم فيها عمل علاج طبيعي بشكل جيد.

هناك بعض العلاجات الدوائية تستخدم في مثل تلك الحالات, ولكن ليس لها تأثير كبير, مثل: مجموعة الأدوية المنشطة والمحفزة للجهاز العصبي.

التعامل مع تلك الحالات يحتاج إلى الكثير من الصبر, والمثابرة على العلاج الطبيعي, ونسب التحسن تختلف من طفل إلى آخر, لكن يجب علينا أن نأخذ بالأسباب.

علينا بذكر الله كثيرا وحمده وشكره؛ لأن ذلك ابتلاء منه سبحانه, وما من شيء إلا من عند الله العلي القدير؛ لذا وجب الحمد والشكر, ولا ندري من أين يأتي الخير.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات