السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستشيركم: هل أواصل دراستي في الجامعة أم أستمر في برنامج حافز حتى أحصل على وظيفة وأتزوج، وأكمل دراستي بعد زواجي، وبعد وظيفتي المنتظرة من الحافز, لكن أمر الوظيفة من الحافز غير مضمون؟
أفكاري تشتت, وأصبحت أنظر عن يميني وشمالي، ومن فوقي ومن تحتي، ما العمل؟ وما ذا سأفعل؟ أرجو من الله أن يفرج الهم والغم، وأن يكشف الكربة، وأرجو منكم أن تجيبوا عن سؤالي.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
وصلتني رسالتك, والتي عرضت فيها حيرتك في هذه الفترة بين عدة أمور، والحقيقة أن هناك جوانب عدة يعتمد عليها اتخاذ القرار الأنسب في مثل ظروفك، منها الوضع المالي لك ولأسرتك، فهل بالإمكان أن تسير أمورهم على ما يرام، حتى تنتهي من دراستك الجامعية؟ كما أن عليك ملاحظة الوظائف المتيسرة لك الآن، هل تحقق تطلعاتك وطموحك وغير ذلك من الأمور؟
بناء عليه أقول -وبالله التوفيق-: أوصيك أولا بالاستخارة في كل موضوع مما ذكرت؛ لأن الاستخارة هي صلة بالخالق عز وجل الذي يعلم السر وأخفى، ويعلم الأفضل لك وسيدلك عليه.
إذا كنت تستطيع إكمال الدراسة وعندك القدرة على التركيز فيها والانتهاء منها في الوقت المطلوب، والتخصص جيد فستكون فرصتك الوظيفية أفضل, والعائد منها أكبر، وبالإمكان الاجتهاد في البحث عن وظيفة مسائية لا تتعارض مع الدراسة؛ لتحسين دخلك المادي, وهناك شباب يعملون ويدرسون وهم في مثل عمرك, فاستعن بالله ولا تعجز, وستكون مثلهم وأحسن.
أكثر - يا بني - من الاستغفار فإنه من أكبر مفاتيح الرزق الذي غفل عنها بعض الناس.
اعلم أن الله خلق الخلق وقدر أرزاقهم, وأن رزقك مكتوب, وأجلك معلوم، ولن يأتي أجلك إلا وقد استكملت رزقك, فاستبشر بالخير الذي سيأتيك قريبا بإذن الله, ومن المهم -يا بني- أن تتعرف على ذاتك, وتسأل نفسك هذا السؤال: ما المهارات التي لدي، ويحتاجها أصحاب الأعمال ليوظفوني ويعطوني مقابلها مالا؟ فإذا كانت الإجابة بلا, فعليك اكتساب المهارات المطلوبة لدى الناس ليفرحوا بقبولك في العمل معهم، وعليك التواصل مع صاحب خبرة من أقاربك أو أصدقائك ليدلك عليها.
أوصيك بصلاة الفجر، فقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: "بورك لأمتي في بكورها" فإذا صليت الفجر مع الجماعة فاشغل نفسك بما ينفعك من تعلم إحدى المهارات المهمة لك.
في الختام: أسأل الله العظيم أن يعجل فرجك, وأن يهديك الصراط المستقيم؛ لتتحقق لك كل أمانيك, إنه ولي ذلك والقادر عليه.