هل تشخيص حالة والدتي بأنها فصام صحيح أم لا؟

0 443

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع, وأتمنى أن تساعدوني في هذه المشكلة التي تؤرقني ليل نهار.

المشكلة تكمن في مرض والدتي البالغة من العمر 70 عاما, فهي تعاني من الهلاوس البصرية والسمعية, والشك في الآخرين بشكل كبير جدا ومؤذ, علما بأنها كانت منذ زمن بعيد تتناول دواء اسمه ستيلازين وستيسوليد وكانت تعيش عليهم طوال عمرها, لكن الستلازين انقطع من السوق الأردني فتوقفت عنه منذ زمن بعيد, قمنا بعرض حالتها مؤخرا على طبيب نفسي عن طريق الهاتف, كونها ترفض الذهاب للأطباء, وترفض فكرة أنها مريضة أصلا فشخصها على أنها فصام, ووصف لها الطبيب دواء سيوكويل عيار 25, ثم عيار 50 مرتين يوميا, إلا أنه سبب لها نعاسا شديدا, وعدم إدراك زماني ومكاني, وإرهاقا شديدا, فوصف لها دواء بريكسال عيار 10 ملغ حبة يوميا, إلا أنه يسبب لها عصبية, ونسيانا شديدا, وهلاوس بصرية, لا أدري إن كانت هي السبب, وحالتها تحسنت قليلا, ولكن ليس كما يجب, فلا زالت تعاني من الهلاوس البصرية والسمعية.

أرجوكم أفيدوني عن هذه الحالة, فهي تؤرق العائلة جميعا, وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم أنيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فكما ورد في رسالتك فإن الوالدة لديها خلفية مرضية، حيث إنها كانت تتناول دواء (استالازين), ويظهر أن حالتها كانت هي أحد الحالات الظنانية, أو ما يعرف بالاضطهاد البارونية – أو الظناني – وهو نوع من الفصام، لكنه أحسن أنواع الفصام من حيث الاستجابة للعلاج.

الآن يظهر أن حالتها نشطت من ناحية الأعراض، فهي تعاني من الهلاوس البصرية، وظهور المرض بهذه الحدة وهذه الشدة في هذا العمر يذكرنا بأن نكون حريصين أيضا لأن نعرف مستوى الذاكرة لديها.

كثير من الحالات التي يظهر فيها المرض الظناني تكون مرتبطة أيضا بضعف الذاكرة في بعض الأحيان, وأنا لا أقول: إن والدتك تعاني من الخرف مثلا، لكن وددت فقط أن أنبه بأن مراقبة درجة استذكارها خاصة للأحداث الحديثة مهمة جدا.

العلاج في نهاية الأمر يتمثل في تناول الأدوية المضادة للظنان، وهي أدوية كثيرة، وإن شاء الله تعالى كلها فاعلة، وأتفق معك أن بعضها قد يسبب النعاس، وبعضها قد يسبب القلق، لكن في نهاية الأمر يستطيع الطبيب أن يصل إلى حل وسطي جيد، بأن يعطي الدواء الذي لا يسبب النعاس، ولا يسبب القلق الشديد، وفي ذات الوقت يتحكم في أعراضها.

والذي أنصح به هو أن تراجع طبيبها – أيها الفاضل الكريم – وحالتها الآن تحسنت، لكن موضوع النسيان الشديد هذا يجعلنا حقيقة نتوقف عنده، لا نستطيع أن نتجاهله أبدا، فالوالدة قد تكون محتاجة لفحوصات: صورة مقطعية للدماغ، التأكد من هرمونات الغدة الدرقية، وصحتها الجسدية العامة من وظائف للكبد ووظائف الكلى، مستوى الهموجلوبين، وهذه أسس طبية مهمة جدا.

حاولوا إقناعها أن تذهب إلى طبيب حتى وإن كان ذلك إلى الطبيب العمومي, أو الطبيب الباطني، وبعد ذلك توجيه الأدوية ليس صعبا.

هنالك أدوية الآن يمكن استعمالها في مثل عمرها، فالعقار الذي يعرف باسم (إميسلبرايد), والذي يسمى بـ (سوليان) جيد جدا لكبار السن, وعقار (إبيفلاي), والذي يعرف باسم (إريببرازول) أيضا من الأدوية الجيدة والفاعلة لعلاج الأعراض الظنانية البارونية.

إذن التواصل مع الأطباء سيكون هو الأمر المهم والضروري في مثل حالة الوالدة، وأعتقد أنه حتى الطبيب النفسي الذي تم معه التواصل بالتليفون سوف يساعد؛ لأن حالتها واضحة جدا وظاهرة جدا، ونحن نريد الآن أن نعرف سبب هذا النسيان، هل هو من الدواء؟ - وإن كنت لا أعتقد ذلك – هل هو بداية لوجود علة رئيسية في ذاكرتها؟ هل هو ناتج من خلل في وظائفها ومركباتها الجسدية؟ .. فهذه كلها أسئلة يجب أن يجاب عنها، وأعتقد أن الإجابة ليست صعبة أبدا، ومن جانبكم: لا شك أن الحرص عليها هو وسيلة لبرها، وهذه فرصة عظيمة لكم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها الشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات