قضم الأظافر ونتف الشعر... سبب نشأتها وكيف أتخلص منها؟

0 495

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة، وعمري 26 سنة، ولدي طفلة هادئة، ولست اجتماعية كثيرا، وكذلك يغلب علي طابع الخجل، ولكن بشكل طبيعي، منذ أن كنت صغيرة وأنا أمص أصابع يدي -الإبهامين- حتى وصلت لسن 7 سنوات، ولكي تخلصني أمي من هذه العادة، وضعت عليهما مادة ذات طعم مر، وأنا نائمة حتى أكرههما، ولكن عندما بدأت بالمص وأنا نائمة شعرت بطعم غريب، ونهضت مسرعة لأرى ما فيهما، ووجدت عليهما هذه المادة، وقد يبست وجفت، وأخذت أعمل على تقشيرها بأظافري حتى وصلت إلى الجلد، ومنذ ذلك الوقت، وأنا معتاد على تقشير جلد الإبهامين بأظافري ( الجزء الأيمن العلوي فقط بجانب الظفر).

وللأسف فقد أصبحت عندي عادة لا تفارقني في كل مكان في المدرسة، والبيت، وعند النوم، والجلوس، وأي مكان آخر خصوصا عندما أمر بحالات توتر وقلق وتفكير تزداد معي هذه العادة، ولا أشعر بنفسي إلا عندما يخرج دم من المكان، وللأسف هذه العادة مستمرة معي إلى الآن.

والشيء الآخر هو أنه ظهرت لدي عادة أخرى في مرحلة الثانوية، وهي أنني أمسك شعر رأسي شعرة شعرة، وأتحسسها بأصابعي، وأحيانا أشدها، وأحيانا أنتفها من جذورها خصوصا في مقدمة الرأس، فقد لاحظت أنه يعجبني تحسس الشعرة التي تكون مجعدة وقاسية، وأجلس أتحسس شعري بأصابعي، وكأني في بحث مستمر عن شعرة بهذه المواصفات، وما أن أجدها حتى أنتفها، وأطيل النظر إليها، وقد أضعف ذلك بمقدمة شعري، وتسبب في تساقطه بشكل خفيف وللأسف أيضا، فأنا مستمرة على هذه العادة إلى الآن، وتزداد أيضا في حالات التوتر والقلق والتفكير.

أنا -ولله الحمد- سليمة نفسيا، ومتصالحة مع ذاتي وواقعي وناجحة في حياتي وأعيشها بشكل طبيعي وعلاقتي مع الناس جيدة لا أخفيكم أنني مررت بتجارب وضغوط في المراهقة والشباب، ولكنها كلها عادية، وتحصل للجميع كالعلاقات العاطفية العابرة والاختلاف مع الأهل في سن المراهقة، والمشاكل العاطفية والاجتماعية في سن الشباب، وأنا الآن مرتاحة مع زوجي إلا من بعض المشاكل البسيطة التي لا يخلو منها أي بيت.

السؤال لماذا تنشأ مثل هذه العادات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هنالك أنماطا من السلوك تحدث لبعض الأطفال، وتسمى بالأنماط العصابية، ويقصد بها التوترية، ومنها بالطبع مص الأصابع، والتبول الليلي اللاإرادي، والانفعال غير المبرر لدى الطفل، وقضم الأظافر، هذه كلها عادات مصاحبات لفترة الطفولة لدى بعض الأطفال.

وهنالك نظريات كثيرة، لكن النظرية التي تقول أنها تعبير عن قلق انفعالي لدى الطفل، أعتقد أنها الأقرب للصواب، ونعرف أن معظم هذه العادات تنتهي بمرور الأيام، وبعض الذين كانوا يعانون من هذه العادات في أثناء الطفولة قد يعانون من قلق نفسي في المستقبل، لكن نسبتهم ليست عالية.

الآن أنت مشكلتك هي تقشير الأظافر كما ذكرت وتفضلت، ولديك أيضا ما يمكن أن نعتبره نوعا من نتف الشعر، وهذا مرتبط بالقلق والتوتر وزيادة الانفعالات لديك.

مجمل القول أن الحالة هي حالة قلقية – أي ناتجة من قلق نفسي – وحين تستمر في مثل عمرك نعتبرها حالة وسواسية، وهذا هو تفسيرها، بمعنى أنها أخذت النمط الطقوسي الرتيب المتكرر، وقد يقوم بها الإنسان في بعض الأحيان بصورة لا شعورية، والقيام بها يخفف من وطأة القلق، والبعض قد يحس بارتياح، وفي ذات الوقت تكون هنالك قناعة من جانب الشخص الذي يمارس هذ النوع من الطقوس الوسواسية بأنها سخيفة ويجب التخلص منها، لكنه لا يستطيع ذلك.

هذا هو تفسير لما يحدث، أما العلاج فيتمثل في الآتي:
أولا: يجب أن تغيري قناعاتك أن هذه العادة بالفعل هي عادة سخيفة، وهذا مهم جدا.

ثانيا: لا تربطيها بالقلق والانفعال، قولي: (مهما أصابني القلق، مهما أصابتني انفعالات سلبية، فأنا لن ألجأ لتقشير أظافري أو قضمها أو تحسس شعر رأسي) المقصود بذلك هو فك الرابط، والرابط لديك هو القلق، فيمكنك مثلا أن تقومي بهذه العادة لكن بدرجة أقل كثيرا، حين تكوني مرتاحة، هنا تكوني قد وصلت لنوع من فك الارتباط الشرطي.

ثالثا: هنالك تمارين سلوكية بسيطة، وربما تكون مضحكة في شكلها، لكنها ذات أسس علمية.

بالنسبة لموضوع تقشير جلد الأصبع: قومي بوضع يدك على الإبهام كأنك تريدين تقشير الجلد، وفجأة قومي بسحب يدك والضرب عليها على جسم صلب، اربطي ما بين الفعل الوسواسي الانفعالي، والألم الذي سوف يصيبك من جراء الضرب على يدك بشدة، كرري هذا التمرين عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

يمكنك أيضا أن تضعي الرابط المطاطي الذي تربط به الأوراق المالية، ضعيه على يدك منطقة الرسغ، وقومي بشده وجذبه، وتأملي في نفس الوقت كأنك تريدين تحسس شعر رأسك أو تقشير جلد إبهامك، الهدف هو أن تربطي بين الألم وبين الفعل الوسواسي، أيضا هذا تمرين يكرر عدة مرات.

أمر آخر مهم وهو أن تفكري في تحسس الشعر بعمق شديد، وكذلك في تقشير جلد الإبهام، وخلال هذا التفكير العميق تقولي لنفسك: (قف، قف، قف) وأنت هنا تخاطبين الفعل الوسواسي بقوة شديدة.

رابعا: تطبيق تمارين الاسترخاء أيضا سوف يفيدك، وإليك بعض الاستشارات التي بها كيفية القيام بها، وهي برقم ( 2136015).

دراسات كثيرة أشارت أن عقار فافرين والذي يعرف باسم (فلوفكسمين) يفيد في علاج مثل هذه الحالات، وهو دواء سليم جدا، فيمكنك إن لم تتمكني من مقابلة الطبيب النفسي أن تتحصلي على هذا الدواء من الصيدلية، وتبدئين في تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا بعد الأكل لمدة شهر، ثم ارفعيها إلى مائة مليجرام ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول هذ الدواء، هو دواء بسيط وسليم وجيد والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات