كيف أتخلص من الخوف من الظلام وأتغلب عليه؟

0 710

السؤال

السلام عليكم.

إخوتي في الله سأحاول سرد مشكلتي باختصار إن شاء الله تعالى.

أنا شاب عمري 25 سنة, مشكلتي هي أنني لا أستطيع النوم في الليل, ربما تستغربون الأمر وأنا في هذه السن, لكني عندما كنت صغيرا –للأسف- كان بعض أفراد أسرتي يخوفونني بالظلام, وكانوا يحكون قصصا عن الجن إلى غير ذلك في وجودي, وعندما أحاول أن أنام لم أنم بهدوء, ودائما يوجد شيء من الخوف, ومنذ شهر ونصف تقريبا بدأت أصلي الفجر, ولا أستطيع النوم, وأبقى هكذا مستيقظا مع الإنترنت حتى أصلي, فوالله لا أحس بالراحة الكاملة في السرير إلى أن يتبين النهار, ومنذ أسبوع تقريبا حدث لي شيء غريب, فقد قررت أن أنام لأقوم لصلاة الفجر وقرأت آية الكرسي والمعوذتين, وعندما بدأ يأخذني النوم -يعني عندما غفوت- أحسست بضربة قوية في ظهري, واستيقظت فزعا, وزاد خوفي إخوتي, سامحوني للإطالة في هذا الموضوع, فقد بدأ يؤثر في حياتي, في ديني, وحتى في عملي بسبب قلة النوم, فلذلك أردت أن أسألكم.

السؤال الأول: كيف أتخلص من هذا الخوف وأتغلب عليه؟
السؤال الثاني: هل يمكن للشيطان ضرب الإنسان أثناء نومه؟

وجزاكم الله خيرا عن مجهوداتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

الذي تعاني منه نسيمه بالقلق التوقعي, أي أنك بالفعل تعاني من حالة مخاوف في الصغر, وهذه التجربة والخبرة السلبية ظلت تسبب لك حالة وسواسية، من خلال الاجترارات والتذكر السلبي والخوف التوقعي فأصبحت لديك مشكلة مع النوم، والعلاج يتمثل في الآتي:

أولا: يجب أن تحقر فكرة الخوف.

ثانيا: يجب أن تتفهم أن النوم أمر طبيعي بيولوجي غريزي.

ثالثا: دع النوم يبحث عنك ولا تبحث عنه, وذلك من خلال أن تذهب إلى سريريك في وقت معلوم, أن تكون في حالة استرخاء, أن تحرص على أذكار النوم, أن تتجنب النوم النهاري، أن لا تشرب الشاي أو القهوة أو أي نوع من الميقظات بعد الساعة السادسة مساء.

رابعا: عليك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء وانظر(2136015)
خامسا: ننصحك بتناول دواء بسيط مضاد للقلق, محسن للنوم, غير إدماني وغير تعودي, والدواء يعرف باسم تربتزول (Tryptizol), والاسم العلمي هوامترتلين(Amtriptyline ), والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة جدا, ابدأ بعشرة مليجرامات ليلا, تتناولها قبل موعد النوم بساعتين، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوع, وبعد ذلك ارفعها إلى (25 غ) ليلا, ويجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل, وهذه هي المدة المطلوبة, بعد ذلك خفض الجرعة إلى (10غ) ليلا لمدة أسبوع, ثم توقف عن تناول الدواء، هذا الدواء دواء بسيط جدا, وسليم جدا وغير إدماني وغير تعودي، في بداية علاج ربما يسبب لك آثارا جانبية بسيطة مثل: الشعور بجفاف في الفم, لكن هذا يختفي تدرجيا إن شاء الله تعالى, وإذا لم يتحسن نومك فلا مانع من أن ترفع الجرعة إلى (50غ) مليجرام ليلا, فهذه أيضا جرعة سليمة وصحيحة, والجرعة القصوى لهذا الدواء هي (250غ) يوميا, لكنك لست في حاجة إلى هذه الجرعة أبدا.

إذن -أيها الفاضل الكريم- حالتك -إن شاء الله- بسيطة وبسيطة جدا, وعليك أن تستفيد من وقتك بصورة صحيحة, وابتعد تماما عن التعامل مع الإنترنت في فترات الليل فهو من أحد الميقظات المعروفة، هيئ نفسك للنوم, وكن مسترخيا، أحرص على الأذكار كما ذكرنا.

أما بالنسبة لموضوع الشيطان وما تحس به من ضرب فهذه لا علاقة له بالشيطان, وهذه نسميه بالهلاوس الكاذبة، والإنسان حين يكون مجهدا جسديا أو نفسيا أو قلقا قد يحس بأشياء تلمسه في جسمه, أو قد يحس بنوع من الضرب البسيط, والبعض يقول لك: إنه أحس بومضات كهربائية وهكذا, وهذا الأمر لا علاقة له بالشيطان أبدا, وهو جزء من حالة الاستيقاظ القلقي الذي تعاني منه, ونعتبره نوعا من الهلاوس الكاذبة أو ما يشبه الهلاوس, لكن -أخي الكريم- عليك أن تستعيذ بالله تعالى دائما من الشيطان الرجيم, وأن تكون حريصا على صلاتك مع الجماعة, وتلاوة القرآن, ووردك اليومي يجب أن تحافظ عليه, والدعاء, والذكر, كلها مدعمات نفسية وسلوكية عظيمة, ولك إن شاء الله فيها أجر .

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات