السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أود أن أستفسر أكثر عن سكري الحمل مع الغلوكوفاج، فأنا حامل ببداية الشهر الثامن، ومن أول السادس أخبرتني دكتورتي بوجود سكري الحمل لدي، والحمية وحدها لا تكفي.
بعد نتائج تحمل الغلوكوز وهي:
صائمة4,4
بعد ساعة من تناول الغلوكوز100 كان الرقم 11,2
بعد ساعتين8,1
بعد 3 ساعات 4,5
بعد هذه النتائج قررت إعطائي غلوكوفاج 500 حبة مع الفطور، وتسجيل أربع مرات قياس السكر مع الحمية، وكانت على الريق 93_97_95_101_103 لمدة خمسة أيام.
وبعد وجبة الفطور لخمسة أيام أيضا: 115_95_99_118_119
بعد الغداء: 98_117_118_99_95
بعد العشاء: تقريبا تماما نفس أرقام الغداء.
فوجدت دكتورتي أن كل القيم طبيعية إلا على الريق، فقررت أن أستخدم غلوكوفاج مساء بدلا من الصباح وأقارن لثلاثة أيام، فما نصيحتكم لي؟ وهل من خطر على الجنين في هذه القيم؟
علما أن وزني مع الحمية نقص 2 كيلو، فقد كنت 70، وبشهر واحد مع الحمية 68كغ، ووزن الجنين بأول يوم من الشهر الثامن 1,8كغ، والمياه طبيعية والحمد لله، وأموره طبيعية.
أرجوكم، هل أنا بحاجة للأنسولين المسائي مع هذه القيم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأتفهم خوفك وقلقك ياعزيزتي, لكن قبل القول بضرورة تناول أي علاج يجب أن يكون التشخيص قد تم وضعه بشكل صحيح.
من أرقام تحليل تحمل السكر التي وردت في رسالتك لا يمكن وضع تشخيص سكري الحمل عندك، نعم، هنالك قراءة واحدة مرتفعة عن الحد الطبيعي, ولكن هذا لا يعني وضع التشخيص.
تشخيص سكري الحمل يجب أن يتم بعد أن يظهر تحليل تحمل السكر ارتفاعا لقراءتين على الأقل أو أكثر من قراءتين عن الحد الطبيعي, هنا فقط يقال بأن الحالة هي حالة (سكري حمل) وبعدها يمكن التدرج في العلاج من الحمية إلى الأدوية.
وتحليل تحمل السكر هذا هو تحليل مشخص وليس تحليلا ماسحا -أي يجب اعتماده في التشخيص- وقد صمم ليحوي على أربع قراءات, وهذا له هدف, وهو تقليل نسبة الخطأ فيه لأي سبب كان, ولرفع نسبة الدقة, وهو يعتبر مقياسا عالميا يتم اتباعه في كل بقاع العالم لتشخيص سكر الحمل, وبناء عليه تتم الدراسات والإحصاءات الطبية.
فعندما يقال بأن نسبة سكري الحمل في بلد ما هي مثلا 5% ونسبتها في بلد آخر هي 15%, فإن المعيار المتبع للتشخيص هو هذا التحليل, ولا يجوز أن يتبع كل بلد أو كل طبيب معيارا مختلفا في التشخيص.
بعد عمل هذا التحليل (تحليل تحمل السكر أو GTT) إن كان التشخيص بأنه لا يوجد سكري حملي, فلا داعي لعمل أي شيء آخر -أي لا ضرورة للاستمرار بعمل تحاليل متسلسلة للسكر – ولا داعي للعلاج, وتتم المتابعة كالحمل الطبيعي, مع الحذر والانتباه للحمية بعض الشيء, بحيث لا تتجاوز السيدة حاجتها وحاجة الحمل من الحريرات.
ومن الخطأ أن تقومي بخفض وزنك في الحمل, فالحمل ليس هو الوقت المناسب لخفض الوزن, حتى لو كان لدى السيدة سكري, وحتى لو كانت بدينة, فلا يجوز أن تتبع حمية لدرجة ينخفض معها وزنها ، هذا معناه بأنها لا تأخذ حاجتها الكاملة من السعرات, وهذا ما سيضرها وقد يضر الحمل -لا قدر الله-.
وحتى عند السيدة التي يثبت بأن لديها سكري حمل, فإن العلاج يهدف إلى أن يجعل السكر على الريق أقل من 105, وبعد ساعتين أقل من 120 والتحاليل عندك لم تظهر أرقاما فوق هذا الحد.
إن العلاج الذي لا ضرورة له قد يضر لا قدر الله, تماما مثل عدم تناول العلاج عند الحاجة له, لذلك أكرر لك يا عزيزتي بأن الرأي الطبي الصحيح في مثل هذه الأرقام التي وردت في استشارتك هو أنه ليس لديك حالة سكري حمل.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية، وأن يكمل لك الحمل والولادة على خير.