أعاني من اكتئاب، واضطراب في النوم، وعدم الشهية للطعام، فما الحل؟

0 357

السؤال

أشعر بالنعاس عندما يأتي إلينا الضيوف أحيانا، وكثيرا ما أتضايق منهم، وأشعر بصداع في رأسي مستمر.

أبي الغالي توفي قبل 4 أشهر، وقبل ذلك أشعر بأن الناس كلهم كاذبين، وكل واحد يبحث عن مصلحة نفسه، وأشعر بأن عندي اكتئاب في بعض الأحيان، وأنه لا شهية لي للطعام، وأحيانا آكل كثيرا، كما أن النوم لدي مضطرب، وأمي وأخواتي يعارضوني إذا أخذت حقي من الناس في حال أخطأوا علينا، كما أحب وضع حدود للناس، فالناس لا تحب الصراحة، تعبت من الناس.

وأعاني أيضا من ظهور حبوب في كلا الخدين، وأشعر بالصداع عند استرجاع معلومات سابقة، أو مهارات التفكير لحل المسائل التي لا أحبها، والتي أحبها أحيانا.

كما أنني أشكو من حالة النسيان، ولقد كنت في السابق فتاة تحب المرح، والآن فأنا أقرب للجدية، لا أتحمل المزح من أحد، لا أحب الناس بصدق، لأن قلبي لا يتحمل المشاكل، أو الغدر منهم، فما الحل؟ وما العلاج النفسي؟ ولا أريد أن أرجع ثقتي بالناس.

وبالرغم من ذلك فأنا أمازحهم، وأجاملهم، ولكن أحيانا يقع في نفسي أنني بودي لو طردتهم من البيت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلت/ خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

هذه مشاعر سلبية تسيطر عليك نحو الآخرين، وهنالك مشاعر عدم التحمل، وهنالك بعض مشاعر الكراهية، ومشاعر عدم الارتياح، ويوجد نوع من السخط والاحتجاج الداخلي لديك، ومن وجهة نظري أن هذا كله مرتبط بالعسر في المزاج -أي حالة الاكتئاب من النوع البسيط إلى المتوسط-، والأعراض الجسدية، مثل: الصداع، اضطراب الشهية للطعام، وكذلك النوم، نعتبرها أيضا من سمات الاكتئاب، وحتى الحبوب التي ظهرت على الوجه غالبا ما تكون ناتج من حالة القلق الاكتئابية التي تعيشينها.

نسأل الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة، وربما تكوني لازلت في مرحلة الأحزان عليه، وهذه المرحلة حين تطول، أي حين تتعدى الأربعة أسابيع مثلا، قد تدخل الإنسان في حالة اكتئابية، والاكتئاب غالبا لا يكون من النوع الاعتيادي المثالي المعروف، إنما يظهر في صور مختلفة، منها: الصورة والصفات والسمات التي عبرت عنها في رسالتك.

أنت محتاجة لأن تجلسي مع نفسك جلسة مصالحة، وتتدارسي هذه الأفكار، وبشيء من التأني والمصداقية مع النفس، يجب أن تصلي إلى قناعة أن أفكارك هذه ليست أفكار طيبة، فالإنسان يجب أن يكون في وضع يقبل فيه الآخرين، والكراهية ليست من السمات الطيبة، ونظرتك نحو الناس أنهم يكثرون من الخداع، فهذا فيه تعميم خاطئ، فليس كل الناس كذلك، بل أن الناس فيهم بل معظمهم من الطيبين والصادقين والجيدين، وهذه الأفكار التي سيطرت عليك يجب أن لا تقبل حين تأتي أفكار سلبية سيئة بهذه الصورة، ولا بد أن تناقشها، ولا تستسلمي لها.

فقبول الفكر السلبي، يؤدي إلى خلل في المزاج، وينتج عن ذلك الاكتئاب، والاكتئاب يؤدي إلى المزيد من الضعف في العلاقة الاجتماعية، وهذه بدوره يؤدي أيضا إلى الاكتئاب، وهكذا، فلا بد أن تخرجي نفسك من هذه الحلقة المفرغة.

اسألي الله تعالى الرحمة لوالدك، وصلي أرحامك، فصلة الرحم هي شيء طيب وجميل، امسحي على رأس اليتيم إن كان ذلك ممكنا، فهذا -إن شاء الله- يلطف عواطفك، وعليك الإكثار من الاستغفار، فهذا أيضا فيه خير كثير لك، ولا بد أن تجعلي فكرك إيجابيا نحو المستقبل، فأنت شابة متعلمة، حباك الله تعالى بأشياء طيبة وجميلة، فلماذا هذا الفكر السلبي.

أكثري من الإطلاع في المواضيع الجيدة والنافعة، ويا حبذا أيضا لو انضممت إلى أي عمل خيري اجتماعي، فهذا يولد الرحمة والتفكير الإيجابي لديك، وأنا أرى أيضا أنك محتاجة إلى دواء مضاد للاكتئاب، فإن كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإن لم تستطيعي ذلك فجانب ما ذكرت لك من إرشاد أرجو أن تتحصلي على أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والتوتر، ومن هذه الأدوية دواء يعرف باسم سبرالكس، واسمه العلمي هو استالوبرام، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، فابدئي (5 غ) أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10 غ)، تناوليها يوميا لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة، أي (10 غ)، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

نسأل الله لك العافية والشفاء والسداد والتوفيق، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات