ما مدى خطورة أساليب منع الحمل (الإبر والحبوب واللولب)؟

0 439

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على هذا الموقع المميز, وإن شاء الله في ميزان حسناتكم, يا رب.

أنا خائفة جدا جدا من حبوب منع الحمل, حاولت مع زوجي كثيرا ليقبل (الكندوم) لأني أراه أقل خطورة على صحتي كمانع, ولكن لم يعجبه, وأنا الآن مضطرة للتنازل, وأخذ أحد الأساليب: إما إبر, أو حبوب؛ لذلك أرجوكم أفيدوني, ما هي أضرارها؟
هل صحيح أنها تسبب سرطانات وجلطات؟

مع العلم أنني أشكو عند الحمل من الدوالي والإرهاق, وإن كانت خطيرة على الصحة فما العمل مع زوجي؟

وقد حدث بعد رفضه (الكندوم) أن استخدمنا القذف خارج المهبل, ومع ذلك حدث حمل ثان, وقدر الله وما شاء فعل؛ لذلك أرجوكم فأنا لا أريد حملا الآن, وبنفس الوقت لا أريد أن أخسر زوجي, ولا صحتي, ماذا تنصحوني -بارك الله فيكم-؟ وفي حالتي ما الأفضل؟

جزيتم عنا وعن كل المسلمين والمؤمنين كل الخير والجزاء, تحياتي لطاقم العمل جميعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فلسطين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فنشكر لك كلماتك الطيبة, ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.

ونقدر فيك خلقك الكريم وحسن عشرتك لزوجك, وتأكدي بأنه سيقدر لك تعاونك معه, وسيزداد حبا واحتراما لك, جعل الله عز وجل كل هذا في ميزان حسناتك يوم القيامة إن شاء الله.

إن وسائل منع الحمل تعتبر كالأدوية, فكما أن لها فوائد, فإن لها أيضا مخاطر, لكن نسبة هذه المخاطر تكون قليلة جدا, بحيث تبقى ضمن حدود دنيا مقبولة, وتبقى فوائدها للسيدة أكثر بكثير من هذه المضار, ولذلك يتم ترخيصها للاستعمال.

وحبوب منع الحمل, وكذلك الإبر, لا تسبب السرطان, والدراسات لغاية الآن لم تثبت هذا أبدا, وهي تستخدم منذ زمن بعيد, ومن قبل ملايين النساء, ولو وجد بأنها تزيد من نسبة السرطان لتم سحبها من الأسواق.

أما بالنسبة للجلطات, فإن هرمون الأستروجين الذي يدخل في تركيب حبوب منع الحمل الثنائية الهرمون يزيد من نسبة التخثر في الدم؛ لذلك فإنه لا يعطى لمن حدث لديها سابقا جلطة في السابق, أو من لديها عوامل أخرى مؤهبة لتشكل الجلطة.

أما بالنسبة للدوالي: فإن كانت على شكل عروق رفيعة أو توسعات شعرية سطحية وتزول بعد الحمل فهذا لا يمنع من تناول الحبوب.

أما إن كانت دوالي حقيقية ودائمة, فهنا يفضل عدم استخدام هذه الحبوب, لكن يمكنك استخدام الإبرة التي تعطى كل ثلاثة أشهر, فهي تحتوي على هرمون واحد هو هرمون (البروجسترون), وهو لا يزيد من نسبة التجلط, ويسمح بها في مثل هذه الحالات.

ولغاية الآن لا يوجد مانع حمل مثالي, بحيث يقوم بمنع الحمل بشكل مؤكد, ولا يسبب أعراضا جانبية, ويلائم كل النساء في نفس الوقت.

لذلك وعند تحديد مانع الحمل للسيدة يتم التأكد أولا من عدم وجود حالة طبية تمنع من استخدامه.

فمثلا: إن كان لدى السيدة مرض في الكبد, أو جلطة في الساق, أو دوالي حقيقية, فهنا لا يجوز استعمال حبوب منع الحمل الثنائية الهرمون.

وإن كان لديها فقر دم مثلا, أو التهابات, فلا يجوز استخدام اللولب, وهذا الأمر تحدده الطبيبة المتابعة بعد أخذ القصة المرضية بالتفصيل, وبعد الفحص الدقيق.

بعد ذلك تعطى السيدة الخيارات المناسبة لجسمها, ويتم شرح ما قد تواجهه من أعرض عند استعمالها, حتى لا تتفاجأ بها, ويترك الخيار لها بالتشاور مع زوجها, وهنا يجب ألا يكون خيارها بناء على تجربة الصديقات أو القريبات, فما قد يلائم سيدة, قد لا يلائم الأخرى؛ لأن استجابة الأجسام وبنيتها ليست واحدة.

بعد أن تختار السيدة الطريقة, يجب عليها أن تجربها لترى إن كانت تناسب جسمها وترتاح عليها أم لا, وهنا يجب ألا تتسرع السيدة في الحكم على أي وسيلة منع الحمل, بل يجب أن تنتظر لتمر من ثلاثة إلى أربعة أشهر على الأقل, قبل أن تقرر, فمن المعروف بأن الاختلاطات والمشاكل أكثر تحدث أكثر شيء خلال الثلاثة أشهر الأولى, ثم لا تلبث أن تخف وتبدأ بالتحسن تدريجيا, وهذا الكلام ينطبق على كل وسائل منع الحمل.

ويمكنك أن تجربي اللولب إن شئت, فقد يناسبك, ويكون فيه الحل إن شاء الله, فإن كنت لا تحبذين اللولب فإن البديل هو الإبرة التي تعطى كل ثلاثة أشهر, أو أن تستخدمي الواقي الأنثوي, وهو جهاز يثبت على عنق الرحم لمنع السائل من الدخول للرحم, مع اتباع طريقة العد بنفس الوقت لزيادة نسبة الفاعلية.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات