السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله جميع أيامكم بالفرح والسرور.
عندي سؤال: أنا أدرس في المرحلة الجامعية, وعندي ربو وكتمة, وأحيانا لا أستطيع أن أتنفس؛ لدرجة أني لا أستطيع أن أجلس أو أقف, وتكون عندي رعشة في جسمي, و يؤلمني رأسي حتى لا أستطيع التفكير في أي شيء, وعندما ذهبت للمستشفى قال الطبيب: سليمة, وأنا لست قادرة على أن أتحمل من التعب, ورجعت للبيت وأنا بنفس الحال, علما أن نبضات قلبي تزداد, وفي آخر رمضان دائما ما تزداد نبضات قلبي وتنخفض بقوة, حتى أني أنام معظم وقتي من التعب, وأحيانا أكون على السرير بدون نوم, ومعظم وقتي في هذه الفترة لا أستطيع التنفس جيدا, وعندما تأتي فترة الامتحان تزداد نبضات قلبي, مع الدوخة, والرعشة في جسمي, وأيضا لا أستطيع التنفس, ومن المستحيل أن أدخل امتحانا إلا ومعي أكثر من خمس علب ماء باردة؛ لأنها تبرد قلبي قليلا, وأشرب إلى أن أطلع من الامتحان, وأحيانا عندما أنافس في شيء أتعب, فما هو تشخيصكم لي؟
ولكم خالص تحياتي من القلب, ولكم التوفيق والنجاح, وأن يجعل الله ما تقدمونه في موازين حسناتكم, وأن يغفر لكم ذنوبكم, آمين يا رب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
لم تذكري إن كنت تتناولين أي أدوية للربو, فهذه الأدوية يمكن أن تحدث أعراضا جانبية, مثل: الرعشة, والخفقان, والصداع.
فمثلا:( Aminiophylline ) وهو يستخدم للربو يسبب الصداع, وقلة النوم, والغثيان, بالإضافة إلى الرعشة.
وإن كنت تتناولين الكورتيزون فهذا أيضا له أعراض جانبية متعددة, بالإضافة إلى البخاخات التي تستخدم للربو, فهذه أيضا تسبب الخفقان.
أما إن كنت لا تستخدمين هذه الأدوية وقلت: إن الفحص الطبي سليم -كما أخبرك الطبيب- وهذا مهم جدا؛ لأن هذا يستبعد أن يكون الربو هو السبب؛ لأن الطبيب يستطيع أن يشخص الربو من فحص المريض, وكذلك أستبعد أي أمراض عضوية أخرى من الصدر, أو من القلب قد تسبب هذه الأعراض.
وواضح من كلامك ارتباط هذه الأعراض مع القلق بسبب الامتحانات, واحتياجك لوجود الماء البارد بهذه الكمية, وأنت تشعرين أنها تبردك, فلو كان هناك شيء عضوي في الصدر أو القلب فإن الماء لن يذهب الأعراض.
والله الموفق.
________________
انتهت إجابة الدكتور محمد حمودة أخصائي الأمراض الباطنية والروماتيزم, وهذه إجابة الدكتور مأمون مبيض استشاري الطب النفسي:
شكرا لك على الكتابة إلينا.
في كثير من الأحيان يترافق الربو أو أي نوع آخر من اضطرابات التنفس مع مشكلات أخرى، إما لها علاقة بالربو, أو مستقلة عنه.
وإذا كان الربو عندك منذ مدة: ففي الغالب قد مرت بك نوبات حادة من الربو وصعوبة التنفس، وكثيرا ما يحدث هذا عند المصاب من أمثالك الشعور بالخوف من توقف التنفس كليا, أو الإغماء, أو حتى الموت، لا سمح الله.
المهم أن يسبب الربو عند المصاب حالة من ردود الفعل التي تتجلى بالخوف, أو الرهاب: الخوف من المرض, ومن مضاعفات المرض، وبالتالي فأنت تشعرين بالتوتر الشديد, وخاصة في أوقات الشدة كجو الامتحانات، كما هي الحالة الآن، مع اقتراب اختبارات آخر العام.
وعندما حاول الطبيب أن يطمئنك فالغالب أنه قصد أنه من الناحية الطبية الجسدية أن الربو عندك تحت السيطرة المناسبة عن طريق الأدوية الخاصة بالربو, وربما ما تعانين منه هو هذا الرهاب المرافق للكثير من الأمراض البدنية، وخاصة التي تترافق بالنوبات الحادة التي تهدد حياة المصاب.
وربما تسارع نبضات قلبك في وقت الامتحان له علاقة بهذه الحالة النفسية، بالإضافة للأعراض الأخرى كالدوخة, والارتعاش, ويبدو أن هذه الحالة تتحسن وتخف بعد الخروج من قاعة الامتحان؛ مما يؤكد علاقة هذه الأعراض بالبيئة والظروف المحيطة بك، فما العمل الآن؟
أولا: أن تطمئني من أن حالة الربو عندك هي تحت السيطرة، ولو لم تراجعي طبيبك لكنت طلبت منك ذلك لاستبعاد مضاعفات الربو التنفسية، وقد طمأنك الطبيب من هذا.
وثانيا: أن تواجهي الأمر على أنه نوبة من الذعر أو الخوف تأتيك عندما تكونين في أجواء صعبة كالامتحانات، وأن تحاولي تهدئة نفسك من باب أنك جسديا سليمة، وأنه لن يحدث ما يعرضك للأذى، وما هو إلا وقت قصير وستشعرين بالكثير من الراحة والاسترخاء.
ومما يمكن أن يعينك القيام ببعض تمارين الاسترخاء، وخاصة التنفس ببطء، فهذا من شأنه ليس فقط أن يهدئ من روعك، وإنما أيضا أن يحسن من احتمال نوبة الربو التي يمكن أن تشعري بها, وانظري (2136015).
وفقك الله، ويسر لك امتحاناتك.