السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بنت، عمري 14 سنة، أدرس مع تلميذة هي صديقتي، بل هي أكثر من أختي، وهي أيضا تحبني، ولكنني من كثرة حبي لها أصبحت أعاملها بقسوة خاصة عندما أراها مع صديقتي الأخرى، وأيضا أخاف أن أخسرها، ولكن بعدما قلت لها كلاما جارحا أصبحت نادرا ما تتكلم معي، وأصبحت تقضي معظم وقتها مع صديقتها الأخرى بعدما كانت تقضيه معي.
الآن أنا نادمة على ما فعلته معي، وإذا قلت لها سامحيني تفعل، ولكن ليست مثلما كانت معي من قبل.
فماذا أفعل لأسترجعها من جديد، وأسترجع صداقتها وحبها لي من جديد، ولتعود العلاقة مثلما كانت؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إكرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال والكتابة إلينا.
كثيرا ما يحدث في حياة الشباب والشابات، أن تعرف الواحدة صديقتها على صديقة ثالثة، وما هي إلا فترة قصيرة حتى تشعر الأولى أن الصديقتين قد أصبحتا قريبتين من بعضهما، فتشعر الأولى وكأنها قد خرجت من حياة الاثنتين!!
ولاشك أن هذا أمر مزعج ومؤلم، إلا أنه أولا جزء من طبيعة الحياة، وطبيعة تطور العلاقات بين الناس، وثانيا أننا قد نبالغ في هذه المشاعر لمحبتنا للصاحب الثاني الذي عرفناه بالثالث، وربما هي فترة وتمر، ويمكننا من خلال هذه التجرية الصغيرة أن نتعلم شيئا عن أنفسنا، وعن طبيعة علاقاتنا ووفائنا لأصدقائنا، ومدى ارتباطنا بأصدقائنا.
حاولي أن تتصرفي بالشكل الطبيعي، وما كنت تقومين به من قبل، فأنت لن "تستجدي" ود صديقتك، وإذا أتت فأنت تريديها أن تأتي من نفسها، ومن تقديرها لعلاقتها بك، وليس لأي سبب آخر.
وينبغي أن لا تكون في نفسك أمور سلبية على الصديقة الثالثة، أولا لأنها ربما لم ترتكب شيئا، وثانيا كي لا يظهر منك أمام صديقتك أشياء سلبية وانتقاد للفتاة الثالثة، فهذا قد يدفع صديقتك للدفاع عن الثالثة، والاقتراب منها أكثر، وبالتالي الابتعاد عنك أكثر، وهذا عكس ما تريدين تحقيقه.
كوني خير صديقة لصديقتك، وستكون خير صديقة لك، والله تعالى يقول {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}، ويقول أيضا {وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} فسلوكك الصحيح مع صديقتك هو الطريق الوحيد لتقوية العلاقة بينكما.
وفقك الله، ويسر لك السبيل لتحقيق أمنياتك.