السؤال
السلام عليكم.
أرجو إفادتي, ولكم جزيل الشكر مقدما.
تقدم لي شاب كان زميلي في العمل, ذو خلق, وملتزم دينيا وأخلاقيا, ولكنه أصغر مني بسنتين, وأقل مني شهادة, ولكني شعرت بالارتياح لصداقته, وبعد فترة اكتشفت أنه يريد التقدم لخطبتي, وبصراحة خفت من عدم التكافؤ الدراسي والعمري, لكنه يحلف بالله أنه سيحاول إسعادي, وهو وأهله متمسكون بي جدا, فاستخرت الله أكثر من 10 مرات؛ لحيرتي الشديدة, مع العلم أنه حصل ارتياح داخلي تجاهه, وتقدم لخطبتي من والدي, لكن أبي رفضه رفضا قاطعا؛ لأنه أصغر مني سنا, وأقل شهادة, فهل هذا يدل على أن خيرة الله في تركه, ورفض الارتباط به, وأنه يجب أن أنقاد لهذا الأمر الإلهي أم أسعى لإقناع أبي؟
ولكم فائق شكري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
لقد أحسنت -أيتها الأخت- بلجوئك إلى الله تعالى واستخارته, فإنه سبحانه وتعالى يعلم ما ينفعك, وهو أرحم بك من نفسك, ومن ثم فما يختاره الله لك خير مما تختارينه لنفسك, والأصل -أيتها الأخت- أن هذه الأوصاف التي ذكرتها في هذا الشباب لا تمنع من الزواج به, ولا تمنع كذلك من إقامة حياة زوجية سعيدة, ففارق السن ليس كبيرا, وفارق المؤهلات الدراسية لا ينبغي أن يكون حائلا دون إقامة حياة تؤدى فيها الحقوق, وتراعى فيها العشرة الحسنة, ومن ثم فإن نصيحتنا لك أن تتلطفي بوالدك, وتحاولي إقناعه في القبول بهذا الشباب, وتوضحي له هذه الحقيقة, وأن مثل هذه الفوارق ليست حائلا ولا مانعا من الزواج بهذا الشاب, ومن إقامة حياة زوجية مستقرة معه.
والنماذج في الواقع كثيرة من هذا القبيل لا تحتاج إلى كثير عناء للنظر فيها, ومعرفة هذه الحقيقة, لكن إذا أصر والدك على الرفض فكوني على ثقة بأن موافقتك لوالدك ربما تكون خيرا لك, مع أنه ليس للوالد أن يمنع ابنته من الزواج بمن هو كفء لها وارتضته, ولها الحق في هذه الحالة أن تطلب الحاكم الشرعي بأن يأمر والدها بأن يزوجها, أو أن يتولى الحاكم تزويجها, لكن موافقتك لأبيك ونزولك عند رأيه ربما تكون خيرا لك, لا سيما وأن أباك فيه من الشفقة والحرص على مصالحك ما يكفي, وربما رأى من الأمر ما لم ترينه أنت.
وعلى كل حال فثمرة الاستخارة -أيتها البنت والأخت الكريمة- هي ما يجريه الله تعالى من القدر, فإن الاستخارة حقيقتها: سؤال الله تعالى بأن يقدر لك الخير, وما يجريه الله تعالى من القدر هو الخير, سواء كنت تحبين ذلك أو تكرهين, فقد قال الله تعالى " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".
والله الموفق!