السؤال
السلام عليكم.
بعد ولادتي الأولى -يا دكتور- أصابتني حالة ذهان بعد الولادة، وكانت شديدة لمدة شهرين، وأخذت زايبركسي 10مج وتحسنت، ورزقت بابنتي الثانية، ولم أتناول أي أدوية.
وبعد ولادتي الثالثة بأسبوع، كانت طفلتي عندما تقوم بالليل تبكي تريد رضاعة، أقوم بعضها وضربها بشكل غير طبيعي، ولا أقدر أن أسيطر على أعصابي، وحاولت أن أبعدها عني فلم أستطع، واستمررت بعذابها، ومحاولة إماتتها.
فهل هذا مرض نفسي؟ وما اسمه؟ وما علاجه؟ وكم يستمر؟ وهل يذهب بالأدوية النفسية؟
وهذه الحالة لم تأتني إلا على الطفلة الثالثة فقط.
أفيدوني. جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة: نعم حالتك وطريقة المعاملة التي تقوميني بها حيال طفلتك، لاشك أنها دليل على مرض، ومرض نفسي، يجب أن يعالج مباشرة، وهنالك الكثير من الاضطرابات التي تحدث بعد الولادة، وكما ذكرت الذهان هو أحد هذه الأمراض، أنت الآن تقومين بتصرفات أرجو أن تدركي مدى خطورتها، فهذا دليل أن حالتك النفسية والصحية غير متوازنة، فأرجو - أيتها الفاضلة الكريمة - أن تذهبي مباشرة الآن وتقابلي الطبيب، والطبيب سوف يقوم بإعطائك العلاج اللازم، وفي ذات الوقت أرجو أن لا تخفي هذا الأمر عن زوجك وعن أقربائك أنك تعاملين الطفلة بهذه الطريقة غير المقبولة، فهذه الطريقة خطيرة جدا، وأنت أم، ولك كل الغرائز التي تساعدك على محبة ابنتك، لكن يظهر أن المرض قد تغلب على إرادتك، فأرجو الإقدام بل الإسراع إلى مقابلة المختص، وإخبار زوجك ومن حولك، وهذا المهم جدا، والعلاج سهل جدا بالأدوية، وإن شاء الله تعالى لن تكون مدته طويلة.
بالنسبة للحالة التي جاءتك بعد ولادة الطفلة الثالثة فهذا يحدث؛ لأن أمراض ما بعد النفاس قد تتشكل، وقد تتلون، ولها أنواع كثيرة واختلافات كثيرة، منها: كراهية الطفل، وعدم وجود الروابط العاطفية، وربما اللجوء إلى إيذاء الطفل، أرجو أن لا تتهاوني مطلقا في هذا الأمر، والحل هو أن تخطري زوجك وأهلك الآن، وتذهبي إلى الطبيب مباشرة، وسوف تعالج حالتك بصورة فعالة تماما إن شاء الله تعالى.
وبالله التوفيق والسداد.