ما رأيكم بالبروزاك لمعالجة الاكتئاب والوساوس القهرية؟

0 686

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله على كل حال.

أنا عانيت من مشاكل اجتماعية، ووصمات نفسية، وإحباطات سببت لي مخاوف، ثم قلقا، ثم اكتئابا، ثم سببت لي الوسواس القهري.

منذ سنتين ذهبت إلى طبيب نفسي، ووصف لي الفافرين، ووصلت إلى جرعة 300، استخدمتها مدة سنتين، وشفيت من الوسواس - والحمد الله - بنسبة 90%، ولكن الجرعة كانت قوية مما سبب لي خمولا دائما باليوم كله، بل أحيانا أستطيع أن أنام 20 ساعة من الخمول الشديد، وسببت لي مشاكل باطنية من عسر هضم وغازات -أعزكم الله -.

ولازلت أعاني من الاكتئاب، وليست لي رغبة بأي شيء، وعندي خوف، وقد كنت أعشق الأفلام والتنزه فكرهتها كلها، وليست لي رغبة بها، وأصبحت أغلب وقتي على فراش النوم، لا أجتمع مع أحد، وليست لي رغبة به، وأكره السمنة، فقررت تغيير العلاج وفذهبت إلى طبيب نفسي، فأشاروا لي بعلاج السيروكسات, أو البروزاك.

وقد قلت له: لا أريد أن أسمن، وقال: الحل البروزاك، ولي أسبوع منذ بدأت بالبروزاك، وأنا أتدرج في قطع الفافرين، كل ثلاثة أيام أنقص الجرعة من 200 حتى وصلت إلى 50، وأضفت بروزاك 20 والآن وصلت إلى 50 فافرين، ولي أسبوع على 20 بروزاك، وسأرفعها إلى 40"، وبدأت أشعر بوسواس خفيف يعود لي فما نصيحتكم لي؟
وما الجرعة المطلوبة؟
وما رأيكم في البروزاك؟
هل هو ممتاز لحالتي؟
وكم الجرعة؟

والحمد لله رب العالمين، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي: دراسات علمية كبيرة جدا وكثيرة جدا أشارت أن البروزاك هو من أفعل وأفضل الأدوية لعلاج الوساوس القهرية، وكذلك القلق والاكتئاب النفسي، ويتميز البروزاك بالفعل بأنه يساعد في تجديد الطاقات الجسدية, وكذلك النفسية؛ مما يشعر الإنسان بالنشاط، ولا يحدث معه تكاسل كما نشاهد ذلك مع بعض الأدوية الأخرى.

الطريقة التي ننتهجها الآن هي طريقة صحيحة جدا، وهي أن تستبدل الفافرين بالبروزاك، وذلك من خلال تخفيض جرعة الفافرين، وبناء جرعة البروزاك، أنت الآن على (50غ) فافرين، وعلى (40غ) بروزاك، وهذه جرعة صحيحة جدا، وبعد أسبوع يمكنك أن تتوقف تماما عن الفافرين وتظل على (40غ) من البروزاك، وبعد أسبوعين من الانقطاع التام عن الفافرين اجعل جرعة البروزاك ثلاث كبسولات، تناول واحدة في الصباح، واثنتين ليلا، و- إن شاء الله - تعالى سوف تحس بفعالية الدواء، وأنه بالفعل قد أفادك، ولكن هذا بالطبع يتطلب شيئا من الصبر.

عملية التغير - إن شاء الله - تمت بسلامة وفعالية البروزاك سوف تبدأ مباشرة؛ لأن هذه الفعالية لا تصل قمتها إلا بعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع، فعليك -أخي الكريم- بالصبر، وشعورك بالوساوس الخفيفة الآن أعتقد أنه ناتج من الترقب, وأنت في حالة تغير من دواء إلى دواء، وهذا حدث كبير في المفهوم النفسي، وأنت تكون متوقعا ومترقبا، ويحدث ما نسميه بالقلق التوقعي، وهذا قد يكون هو السبب في هذه الوساوس الخفيفة، وأؤكد لك -إن شاء الله تعالى- أنها عابرة، وأنك سوف تشفى تماما - بإذن الله تعالى -.

أيها الفاضل الكريم: بجانب العلاج الدوائي لابد أن تغير من نمط حياتك، لابد أن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأنصحك نصيحة خاصة بالرياضة، فالرياضة ذات مآلات ونتائج وعوائد إيجابية جدا على صحة الإنسان النفسية والجسدية، وتشعرك بالنشاط والرضا، وتشعرك بأنك بالفعل تعيش حياة طبية فكن حريصا عليها تماما.

الوساوس أيا كان نوعها: أفكارا أو أفعالا يجب أن تحقرها, يجب أن لا تتبعها، بل تقوم بما هو مخالف لها، لا بد أن تملأ فراغك، كن مبدعا وماهرا، وطور نفسك على مستوى الوظيفة، والمستوى الاجتماعي، وحاول -أخي الكريم- أن تبني هوايات جديدة، فالهوايات من الطرق الجميلة جدا لصرف الانتباه عن الوساوس والقلق.

لابد أيضا أن تطبق تمارين الاسترخاء إن كنت تعرف كيفية تطبيقها فقم بذلك، وإن لم تكن تعرف ذلك وقابلت الطبيب فيمكن أن يدربك عليها وانظر (2136015).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات