السؤال
السلام عليكم.
أشكر المجهودات الطيبة لكل القائمين على الموقع, وأسأل الله أن ينفعني بكم.
كنت أعاني من رائحة العرق القوية عند وجود أعداد كبيرة من الناس والأشخاص القريبين فقط, أي أني إذا كنت في البيت أو مع اشخاص مقربين لي جدا لا أتعرق, وعلمت أن السبب هو التوتر والرهاب, والحمد لله استطعت أن أسيطر على التوتر والرهاب إلى حد ما, عن طريق بعض التمرينات, والكتب المختصة.
وأنا الآن أعاني من مشكلة جديدة وهي رائحة مثل رائحة البول تصدر مني, وليس لها علاقة بالتوتر, أي أنها تصدر حتى وإن كنت بالمنزل أو وحدي, علما أني لا أشعر بتعرق, ولا أجد آثارا للعرق, وعندما بحثت في النت وجدت أنه من الممكن أن تكون من الكلى, وقبل عام قمت بعمل تلفزيون ووجدوا بعض الترسبات في الكلى, ولكني أعتقد أنها بسيطة جدا, بالإضافة إلى أني لا أشعر بأي ألم, ولا أي شيء يدل على الكلى.
وأخيرا الرائحة تصدر يوميا بعد الاستيقاظ من النوم صباحا, وقبل النوم بعدة ساعات ليلا, ومن الممكن أن تكون في أوقات غيرها, ولكنها غير ثابتة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
تشكين من رائحة غير مستحبة أثناء التعرق, ومن دون تعرق.
أختي الكريمة: هذه الشكوى يعاني منها كثير من الناس, فبعضهم يشكو من رائحة تشمل كل الجسم كما أشرت في رسالتك, وآخرون يعانون من رائحة الإبطين والرجلين, وآخرون يشتكون من رائحة الفم فقط, وكل ذلك يؤثر على علاقاتهم الاجتماعية بشكل سلبي.
كل هذه الظواهر لها ما يبررها إذا عرفنا أن هناك أسبابا عديدة لهذه الظاهرة, فمعظم هذه الروائح مصدرها الأساسي هو إفرازات الجسم, كالعرق, والبول, والغائط, والنفس, واللعاب, وإفرازات الثديين عند المرأة, والأعضاء التناسلية, وتعود معظم روائح الجسم إلى الغدد العرقية الموجودة في الجلد, والإبط, والمناطق التناسلية, وحلمة الثدي, والخدود, والجفون, وصيوان الأذن, والأقدام, والأيدي.
تزداد هذه الإفرازات عادة بعد سن البلوغ، والعوامل والضغوط النفسية لها دور في زيادة هذه الإفرازات كما أوضحت في استشارتك.
هناك أيضا مجموعة من الأمراض مثل: أمراض الكبد, والكلى, والسكري, وبعض الأمراض الجلدية, وأمراض الجهاز الهضمي, فهي قد تؤدي بدورها إلى تراكم مخلفات التمثيل الغذائي بصورة غير طبيعية؛ مما يؤدي إلى ظهور الروائح الكريهة.
وهناك أيضا بعض الأطعمة التي يمكن أن تسبب رائحة نفاذة, منها: الثوم, والبصل, والحلبة, وكلها يتم إفرازها عن طريق الغدد العرقية والدهنية في الجسم، أما في فترات الحر والرطوبة فإن الجراثيم تحت الإبط تولد أحيانا رائحة غير مقبولة في وجود التعرق.
ومن الأمور التي يمكن أن تسبب رائحة غير مستحبة أيضا التغيرات الهرمونية, كالتي تحصل في فترة المراهقة، حيث تؤدي هذه الهرمونات إلى ظهور رائحة نفاذة.
ولا ننس الاستعداد الوراثي أيضا عند بعض الأفراد فهو قد يسبب رائحة غير مستحبة؛ ولذلك فإنه يفضل مراجعة الطبيب للقيام ببعض التحاليل، والتأكد من عدم وجود أي من الأسباب التي تم ذكرها.
ويتم التخلص من رائحة الجسم غير المستحبة بالقضاء على أسباب وعلاج الحالات المرضية التي تقف وراءها، إضافة إلى اتباع قواعد النظافة العامة، إذ يجب تنظيف المناطق الإبطية والتناسلية والقدمين يوميا بالماء والصابون, ويجب أيضا استبدال الملابس الداخلية والقمصان يوميا, وعدم تناول المواد الغذائية التي تؤدي إلى صدور روائح كريهة من الجسم، مثل: البصل, والثوم, والحلبة, وبعض البهارات, وكما ذكرنا ابحثي عن الأسباب مع المختصين وتجنبيها.
وفي كثير من الحالات فإن هذه الظاهرة تتناقص مع الأيام, وتزول تماما مع زوال السبب.
وفقك الله لما فيه الخير.