كيف أتخلص من الغضب وتبعاته؟

0 374

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة، أعاني من مشكلة خاصة بي وهي الغضب، أنا لست من النوع الذي يغضب بسرعة، ولكن إذا وصل الموضوع إلى الغضب فغالب الأمر أني أكتم غيظي ولكن هذا الأمر يسبب لي انزعاجا كبيرا حتى أحس أنني سأنفجر وربما حاولت ضرب الجدران.

على سبيل المثال خلال الفترة الماضية علمت أن شخصا كان يتكلم عني بالسوء، وهذا الأمر أغضبني بشدة، وظللت أفكر في الموضوع كثيرا وصرت أكره الجلوس في مكان واحد، وأخذت أتجول ماشيا، وأنا أفكر في الموضوع وأتخيل لو أنني واجهته، فإنني سأقوم بضربه ضربا مبرحا, ودائما ما يأتيني هكذا شعور، وبأنني سأرتاح نفسيا إذا ما قمت بذلك, وأحيانا أتخيل أنني أضربه وربما لكمت الجدار من شدة الغضب.

مشكلتي هي في كتمان غضبي, عندما أكتم غضبي فإن هذا الأمر يسبب لي ضغطا كبيرا, أحيانا أفكر في أن لا أكتم غضبي وأن أواجه بعض الأمور ولكن لو فعلت ذلك ربما قد يتسبب الأمر في مشاكل أكبر!

حاولت كثيرا إشغال نفسي عن هذه الضغوط ولكن من دون فائدة, أحس بأن هذا الأمر يؤثر كثيرا في نفسيتي ويسبب لي انزعاجا كثيرا, لدرجة أن أهلي يلاحظون ذلك علي, أريد حلا حتى لا أحس بمثل هذه الضغوط.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

من جانبي أقول لك إن الغضب هو نوع من الشعور والتعبير الوجداني الإنساني، إذن إذا أخذناه بهذه الكيفية فهو لا يمثل مشكلة، لأنه ضروري متنفس سلوكي للإنسان، لكن الإشكالية تأتي في أن بعض الناس لا يستطيعون إدارة الغضب بصورة صحيحة، كل الناس تغضب والرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفضل خلق الله كان يغضب حين تنتهك حرمات الله، فإذن الغضب يوجد كسمة من سمات البشر.

الذي لاحظته من خلال الرسالة الكتمان، ووجود القلق النفسي المتأصل في شخصيتك هو الذي يدفعك لأن تفور عند الغضب، وأرى أيضا أن فكرة الغضب وانفعالاته أصبحت تسبب لك هاجسا وسواسيا، تفكيرك حول أن تتخيل عندما تواجه أحدا سوف تقوم بضربه ضربا مبرحا، هذا إن شاء الله لن يحدث، هذا فكر قلقي وسواسي ناتج من الغضب.

إذا المطلوب هو الآتي:

أولا: يجب أن تكون معبرا عن نفسك وتتجنب الكتمان والسكوت عن ما لا يرضيك، وهذا يكون من خلال عدم كتمان الأمور البسيطة، وبهذه الطريقة يستطيع الإنسان أن يعبر عن نفسه في حدود الأدب والذوق، وهذا أمر مرضي جدا.

ثانيا: أخي دائما حاول أن تضع نفسك فيمن تغضب في وجهه مهما كنت على اختلاف مع هذا الشخص، لكن غضبك وانفعالك في وجهه وأمامه سوف تكون له تبعات سلبية عاليه، فيجب أن تضع نفسك في مكانه، وهذا إن شاء الله تعالى يدربك ويعملك على تجنب الغضب الغير منضبط.

ثالثا: السنة المطهرة ورد فيها دروس نبوية بليغة لكيفية مواجهة الغضب، فيا أخي ما ورد في الطب النفسي من أن الإنسان حين تأتيه بوارد الغضب يجب أن يغير مكانه، ويغير وضعه إن كان جالسا يقف وكان واقفا يجلس، وهذا في علوم النفس نسميه بصرف الانتباه، وبعد ذلك يتفل الشخص الغضبان على شقه الأيسر ثلاثا، وهذا أيضا من صميم صرف الانتباه الإيجابي، وربما تكون له تفسيرات أخرى، وبعد ذلك يستغفر الإنسان أو يكثر من الاستغفار، ويا حبذا لو توضأ لأن نار الغضب شديدة والنار تنطفئ بالماء، ومن يصلي ركعتين يكون أحسن في مواجهة غضبه.

الذين جربوا هذا العلاج النبوي تخلصوا من انفعالات غضب السلبية بصورة ممتازة، فأرجو أخي الكريم أن تتطلع على العلاج النبوي للغضب.

خامسا: من الضروري أن تكون لك رفقة طيبة تخير الرفقة الطيبة الصالحة هنا يحس الإنسان بالطمأنينة والأمان وتتدرب نفسه وتتأهل وتتواءم مع البيئة التي هي موجودة فيها، ومثل هذه البيئة الطيبة سوف ترسل لك رسالة إيجابية جدا، تجعلك تكون من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وهذه درجة عظيمة من الإحسان .

أيها الأخ الكريم، بقي أن أقول لك من الضروري جدا أن تتدرب على تمارين الاسترخاء وهي جيدة ومفيدة تجدها على هذا الرقم(2136015)، وممارسة الرياضة أيا كان نوعها أيضا تمتص الغضب وانفعالاته.

أخيرا: سوف أصف لك دواء بسيطا جدا يعرف باسم فلوناكسول هو مضاد للقلق، ومن ثم يطفئ إن شاء الله تعالى نار الغضب، وهذا الدواء ينتمي إلى مجموعة نسميها بالمطمئنات البسيطة، وجرعة الفلوناكسول نصف مليجرام وهي حبة واحدة تناولها ليلا لمدة عشر أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهرين ثم اجعلها حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

لمزيد الفائدة يراجع علاج الغضب والعصبية سلوكيا 276143 - 268830 - 226699 - 268701
.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات