السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو تكرمتم عندي مشكلة، وأتمنى أن ألقى الحل عندكم، وهي ابن أختي يبلغ من العمر أربع سنوات وثمانية شهور، عصبي ويغار من أخته، وعمرها ثلاث سنين، يضربها ويأخذ كل شيء معها بالضرب.
إذا قمت بسبه كأن أقول له إذا أخطأ وضربها أنت لست بالجيد، ولا الذكي، يغضب بسرعة، ويقول لماذا؟ وأي شيء أمامه يأخذه ليضربني أنا أو أمه أو أي أحد يقوم بسبه.
لا أخفي عليك أن أختي تحب أخته، وتقوم بضمها أمامه، وإذا قام بضربها ضربا مبرحا تقوم بضربه، ودائما أقول لها لا تميلي لها أمامه، ووالده يحب أخاه الأكبر منه، وأختي تميل للبنت التي أصغر منه، فهل تتوقعون أن هذا هو السبب الذي جعله عصبيا مع أن فيه حنية بعض الشيء، وهذا ألاحظه إذا كان عندنا، فنحن نحن عليه ونحبه كثيرا إذا أتى عندنا.
بعض الأحيان إذا قام في الصباح يأتي إلي ويقول تحبيني؟ فأقول له نعم، وبعض الأحيان يعطيني خده ويقول حبيني، وهكذا مع بقية أخواتي، أنا أحس أنه يحتاج إلى الحنان، فأبوه عصبي معه، ويضربه على وجهه لأنه بنظره يعانده.
كيف أوجه أختي وزوجها للتعامل معه؟ فهو يكسر خاطري كثيرا، وكيف تعالج عصبيته؟ وكيف نجعله يتقبل أخته؟ مع أن أخته تحبه كثرا، لكن هو يعتبرها فريسة له، ينتقم منها بأي لحظة، كيف أبعد عنه ضرب الآخرين؟ فهو يضرب بمجرد أن يقال عنه شيء.
نسأل الله أن يصلحه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم صالح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فشكرا لك على السؤال، وعلى اهتمامك بهذا الطفل وأسرة أختك.
مسكين هذا الطفل فهو يحتاج لجرعة كبيرة من الحنان والعطف، وليس عقابه بحرمانه منها.
لا بد من قراءة كتب متخصصة عن تربية الأولاد، وهي كثيرة، وكلها أو معظمها طيب ومفيد، والكتاب يرشدك، وبحسب الحالة العمرية للأطفال.
قاعدة بسيطة في علم النفس والتربية أن السلوك الذي نلاحظه ونعززه بانتباهنا إليه يتكرر عند الشخص، بينما السلوك الذي لا نلاحظه أو نتجاهله يقل ومن ثم يختفي مع الوقت.
بناء على هذا أن تحاولوا وخلال الأسابيع القادمة أن تلاحظوا أي سلوك حسن إيجابي يقوم به هذا الطفل، فلاحظوا ذلك واشكروه عليه، وفي نفس الوقت اصرفوا النظر عن السلوك السلبي، إلا إذا فيه إيذاء لنفسه أو لغيره، فعندها لابد من تدخلكم لمنع هذا الأذى.
ستلاحظون وخلال وقت قصير أن السلوكيات السلبية قد خفت كثيرا وربما اختفت كالعناد وعدم الاستجابة إليكم، وسيقترب الطفل منكم أكثر، بل سيركض إليكم كلما كنتم أمامه.
وتقوم هذه الطريقة على المبدأ البسيط الذي ذكرته من أن السلوك الذي نعطيه الانتباه يتكرر مرات ومرات، والسلوك الذي نتجاهله يخف ويختفي مع الوقت، فانظروا ما هو السلوك الذي تريدون من الطفل أن يكثر منه، وما هو السلوك الذي تريدون اختفاءه؟ والخيار لكم.
أرجو أن تشرحي لأختك هذه الأمور، وأحسنت في نصحها بالتخفيف من تفضيل ابنتها، والإسلام يطلب العدل بين الأولاد (اتقوا الله واعدلوا في أولادكم)، وكذلك تفضيل الأب لابنه الأكبر، وعدم ترك هذا الطفل بين الاثنين محروما من مثل هذا الاهتمام، ولما لهذا التفضيل من أثر سيء على نفسة الطفل، وبالتالي ينقلب سلبا على أخته الصغرى.
وفقك الله وجزاك خيرا.