أعاني من القلق والخوف من الناس وعدم التركيز

1 689

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 30 سنة، أعاني من الخوف من الناس، وزيادة في ضربات القلب جدا جدا، وتهيج في الجسم، واحمرار الوجه، وتوتر شديد، ومن الخجل الشديد جدا، وأعاني من انعدام ثقتي بنفسي، وأعتقد أن الناس تنظر إلي أني لا أساوى شيئا،وأخاف من الكلام أمام الناس.

هذا المرض كان يلازمني منذ أن كنت صغيرا، وأيضا أعاني من الخوف من سواقة السيارة في الزحمة، أريد أن أكون عند السواقة كأي إنسان عادي، لكني أشعر بالخوف والارتباك، وعندي اكتئاب كثير، وعدم تركيز أبدا.

أيضا أعاني من التفكير السلبي والوسواس، وأيضا أعاني من فقد الشعور بجمال الحياة؛ حيث أن الحياة صارت بدون لذة عندي، وبدون فرح، وأعاني من مشكلة التأتأة عند الكلام، ومن صعوبة في تجميع الكلمات والجمل التي أريد قولها، يتحدثون معي وأوقات لا أعرف ماذا أقول لهم.

بدأت أنسى كثيرا بعض الكلمات التي في ذاكرتي، وأوقات أجلس مع أصدقائي يتحدثون في موضوع، وأود المشاركة لكن لا أعلم ماذا أقول، لا أستطيع التحدث أمام الآخرين، تتزايد نبضات القلب، وتتغير نبرة الصوت، والكلمات لا تكاد تخرج، وأعاني من كثرة التفكير، ولا أعرف ما بي وما هي مشكلتي! وهذا الأمر يسبب لي حرجا كبيرا,

وأعاني من كثرة التفكير، ولا أعرف ما بي وما هي مشكلتي! إذ أنني -والحمد لله- أملك كل ما أريد، وليس لي هم كي أمرض بسببه، من فضلك أنا أعاني جدا من هذا الأعراض التي كتبتها, وألف شكر لك.

وجزاكم المولى خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنشكرك على وصفك الدقيق هذا، وأقول لك إن أعراضك كلها بالرغم من أنها متعددة ومتشابكة إلا أنها تشير إلى تشخيص واحد وهو أنك تعاني مما يعرف بقلق المخاوف، والمخاوف التي لديك أهمها الخوف من المواجهات الاجتماعية.

إذا أنت ليس لديك خوف من الناس كبشر، ولكن خوفك يتأتى عند المواجهة الاجتماعية مع الناس، وهذا نسميه بالرهاب الاجتماعي، ومن أعراضه إفراز مادة تسمى بالأدرينالين بالجسم تؤدي إلى زيادة في ضربات القلب وتورد الوجه واحمراره، وكما تفضلت يكون هنالك توتر وربما تعرق، ويأتي للإنسان أيضا شعور بالرجفة والاهتزاز, وأنه قد يدوخ, أو قد يسقط أرضا، وشيء من هذه الأعراض.

لديك أيضا بعض الوساوس، وحتى موضوع اللعثمة والتأتأة أعتقد أنه مرتبط بحالة القلق التي تعاني منها. وهذا كله أدى إلى شعورك بالإحباط والكدر.

إذا حالتك حالة واحدة وليست عدة أحوال، أي أن التشخيص واحد وهو قلق المخاوف.

أنا أؤكد لك أن حالتك يمكن أن تعالج لدى الطبيب النفسي، فإن تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي سوف يكون هذا هو الأفضل والأحسن، لأن الطبيب النفسي يستطيع أن يضع لك برنامجا علاجيا كاملا، ويستطيع أيضا متابعتك، وهذا مهم جدا، لأن الحالة تتطلب المتابعة، خاصة فيما يتعلق بزيادة الدواء أو نقصانه وتحديد مدته.

وهناك أيضا برامج سلوكية منها التدريب على تمارين الاسترخاء، يمكن للطبيب أن يقوم بذلك، وهذا يساعدك كثيرا, وتوجد أيضا برامج تسمى برامج التعريض أو التعرض مع منع الاستجابة، ويقصد بها أن يعرض الإنسان نفسه لموقف الخوف، ويحاول بقدر المستطاع أن يملك نفسه في مثل هذه المواقف، وبعد مدة سوف يجد أنه قد تهيأ وتعود وارتبط ارتباطا إيجابيا بهذه المواقف، ومن ثم تختفي الوسوسة والخوف.

إذا الوضع المثالي هو أن تذهب للطبيب النفسي، إذا لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب النفسي فسوف أصف لك دواء معروفا جدا بفائدته الممتازة لعلاج هذه الحالات، لكن الدواء يتطلب منك الالتزام التام بتناوله.

الدواء يعرف تجاريا باسم (زيروكسات) ويسمى في الجزائر باسم (ديروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين). الجرعة هي أن تبدأ بعشرة ملجيراما – أي نصف حبة – تتناولها يوميا ليلا بعد الأكل، وبعد عشرين يوما تجعلها حبة كاملة ليلا، وتستمر عليها لمدة شهرين، وبعد ذلك تجعلها حبتين يوميا، يمكنك أن تتناول حبة في الصباح وأخرى في المساء، وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة في هذه الحالات، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر.

بعد ذلك خفض الجرعة واجعلها حبة ونصف – أي ثلاثين مليجراما – تناولها كجرعة واحدة ليلا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا مدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الزيروكسات من الأدوية الممتازة والسليمة جدا، وليس له آثار جانبية، فقط ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن في بعض الأحيان، كما أنه يؤدي إلى تأخير في القذف المنوي لدى بعض الرجال، لكنه لا يسبب أي نوع من العقم أو التأثير على هرمون الذكورة لدى الرجل.

هذا بالنسبة للعلاج الدوائي، وبالنسبة لتمارين الاسترخاء فإليك بعض الاستشارات التي بها كيفية تطبيقها، وهي برقم (2136015).

بعد ذلك بقي أن تسعى دائما إلى تغيير مفاهيمك، فهذه الأفكار التي تأتيك كلها ناشئة من الخوف ومن الوسوسة، ولذا يجب أن تتجاهلها، وأن تدفع نفسك بأن تتواصل مع الناس، كن حريصا على صلاة الجماعة في المسجد - هذا نوع من التعريض الإيجابي جدا - وممارستك لأي رياضة جماعية مثل كرة القدم – مثلا – مع بعض أصدقائك أيضا فيها نوع من التفاعل الاجتماعي الممتاز.

أما في مجال العمل فسوف يكون من الجيد دائما أن تختلط بزملائك وتتفاعل معهم، هذا أيضا فيه نوع من التدريب العملي للتخلص من الخوف والتوتر.

وهنالك حقيقة مهمة جدا أريد أن أؤكدها لك في ختام هذه الرسالة، وهي أن ما تشعر به من خوف وعدم ثقة في النفس وأن الآخرين ينظرون إليك نظرة سلبية، هذه الأفكار ليست صحيحة كلها.

هنالك مبالغة دائما في الشعور تأتي للإخوة الذين يعانون من المخاوف، الآخرون لا ينظرون إليك بسلبية كما تعتقد، و - إن شاء الله تعالى - لك مقومات إيجابية كثيرة.

إذا تصحيح المفاهيم هو أحد الآليات الرئيسية للعلاج.

علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا (265295 - 266962 - 280701 - 2102145)

ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات