السؤال
الدكتور الفاضل:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
بادئ ذي بدء، أود أن أشكركم على جهودكم المبذولة في هذا المنتدى المفيد, وأرجو التفضل بتشخيص الحالة الآتية ووصف العلاج المناسب لها.
شاب يعاني من: ضعف شديد في التركيز والذاكرة, وعدم القدرة على الدراسة, إحباط دائم وفقدان الأمل, شعور دائم بالوهن, اجترار فكري دائم للأحداث, التأجيل والتسويف غير المبرر, عدم القدرة على الالتزام بأداء أي عمل لمدة طويلة, آنس الجمادات من خلال التحدث إليها والشفقة عليها, اتهام الله بالظلم ( بصوت مرتفع ) لعدم توفيقي في أموري الحياتية, سرعة الانفعال.
شهية الطعام جيدة, لا يوجد أرق, لا يتناول أي أدوية, لا توجد أفكار انتحارية, غير ممارس للرياضة, أعزب.
تجدر الإشارة أن الحالة مزمنة, فقد بدأت منذ ما يقارب 14 سنة, إلا أن الحالة تفاقمت بعد سفره إلى فرنسا من أجل الدراسة بسبب الصعوبات التي لقيها في دراسته هناك.
فهل هذه علامات اكتئاب أم وسواس قهري أم إصابة عين أم مس شيطاني أم كل كل ذلك أم .. ؟
وتفضلوا بقبول فائق الشكر و التقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عدنان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
وجهة نظرنا التي سوف ندلي بها بالطبع في حدود المعلومات التي أوردتها في رسالتك وهي ممتازة لاشك في ذلك, لكن حقيقة التشخيص النفسي لا يمكن أن يكون مكتملا إلا إذا تمت مناظرة المريض وفحصه وتحليل أوضعه، وكثيرا ما نحتاج إلى أن نناظر الشخص أكثر من مرة ونفحصه بدقة حتى نصل إلى للتشخيص.
مجمل القول أن هذا الشاب من وجهة نظري أنه يعاني من اكتئاب نفسي، نوعية الاكتئاب الذي يعاني منه يظهر أنه اكتئاب مزمن, في ذات الوقت الأفكار السخيفة التي تأتيه تكون غالبا منبثقة من الفكر الاكتئابي السلبي, قد يصل الاكتئاب في بعض الأحيان لمرحلة الذهانية, أي إن الإنسان يفقد البصيرة, وربما تبدوا منه أفكار وتصرفات غير صحيحة في بعض الأحيان.
فيا أخي الكريم: هذا الشاب يحتاج إلى العلاج ويجب أن نتفق عليه، تكون خطوطه ممتازة إذا أرشدته إلى إمكان العلاج النفسي, وكنت مساندا له في هذا السياق.
أخي لا شك أن العين حق, وكذلك المس, لكن المؤشرات تشير أن هذا الأخ لديه اكتئاب نفسي, ربما يكون اكتئاب ذهانية, وفي ذات الوقت ربما تكون أيضا لديه بعض العلل في شخصيته، لا أعتقد أنه توجد لديه أي مؤشرات تدل على وجود الوساوس القهري.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.