لا أستطيع أن أعبر عن رأيي عندما أناقش أحدا.. مدوا لي يدي العون؟

0 433

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 20 سنة، لي فترة وأنا أحس أني لا أعرف أن أتكلم، وأعبر عن رأيي عندما أناقش أحدا، أو أسأله عن شيء، أشعر أن كلامي له غير مفهوم، والجملة التي يقولها لا أستطيع قولها على لساني خاصة إذا كنت غاضبة في كلامي.

كلماتي غير مترابطة بالمعنى، أحس أني أفقد كلمات كثيرة كنت أحوزها رغم أني لست خجولة.

أتمنى أن تفيدوني ربي يسعدك؛ لأن هذا الأمر يضايقيني ويتعبني، وأحس أن الأغلبية يلاحظ علي هذا الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأعتقد أن هذه المشاعر التي تسيطر عليك، وهي اعتقادك بضعف إمكانياتك التعبيرية قد نتجت من مزيج من الخوف الاجتماعي البسيط، ونوع من الوسواس.

الإنسان في بعض الأحيان تكون له مشاعر قلق خاصة جدا لا يحس بها كقلق مباشر، إنما تنعكس عليه في مقدراته، وهذا يؤدي إلى نوع من الوسوسة.

أنا لا أقول أنك متوهمة، لكن المشاعر نفسها وبطبيعتها، وبالصورة التي ذكرتها أعتقد أنها مشاعر قلق، ووسواس، وبعض المخاوف.

المطلوب منك هو الآتي:

أولا: أن تصححي مفاهيمك حول نفسك، -فالحمد لله تعالى- أنت لديك مقدرات، وأنا أؤكد لك أنه لا أحد يلاحظك، أو يراقبك أو يحقر مقدراتك، هذا مفهوم خاطئ يجب أن تستبدليه بمفهوم إيجابي.

ثانيا: أرجو أن تطوري من مقدراتك ومهاراتك، وأول الخطوات نحو تطوير المقدرات والمهارات يكون من خلال اكتساب المعرفة، فأرجو أن تكثري من الاطلاع، القراءة الصحيحة والسليمة، التفاعل الاجتماعي مع من حولك، أن تكوني سريعة الملاحظة، وأن تكون لديك الرفقة الطيبة من البنات من ذوات المقدرات والمهارات والفعالية الإيجابية.

توفر هذا المحيط يعطيك الثقة في نفسك، وفي ذات الوقت يغير نمط حياتك ليصبح إيجابيا.

ثالثا: أرجو أن تشاركي أسرتك في كل أنشطتها، بل أريدك أن تأخذي أنت المبادرات الأساسية في الأسرة، هذا نوع من تطوير المهارات، فشاركي الأسرة في نقاش المواضيع الأسرية، والاجتماعية، شاركي في أعمال المنزل، قدمي اقتراحات فاعلة، كوني بارة بوالديك، هذا نوع من تطوير المهارات مفيد جدا.

رابعا: أريدك أن تقومي بإجراء تمارين يومية، هذه التمارين تتمثل في أن تقرئي موضوعا معينا أكثر من مرة - ليس من الضروري أن يكون هذا الموضوع موضوعا طويلا - بعد ذلك قومي بتلخيص هذا الموضوع، وذلك عن طريق كتابة هذا الملخص، بعد ذلك قومي بارتجال ما قمت بتلخيصه، وفي هذا الوقت تقومي بتسجيل ما تقولينه، وهذا يتطلب أن تتحدثي بصوت عال مركز بهدوء، وإخراج جيد للكلمات، بعد ذلك قومي بالاستماع لما قمت بتسجيله، سوف تجدين أن مقدراتك جيدة جدا بعكس ما كنت تعتقدين.

وهكذا كرري مثل هذه التمارين البسيطة، تمارين الأداء، وتطوير الذات بمثل هذه السبل البسيطة، إذا التزم بها الإنسان وجد أنه مفيد تماما.

خامسا: دائما حضري مواضيع بسيطة لتتطرقي لها حين تقابلين صديقاتك وزميلاتك، لا تكوني دائما مستمعة، هذه المواضيع يمكن أن تكون مواضيع عامة، ثقافية، اجتماعية، أمور الدين ... هذه كلها تقوي من شخصيتك، ومقدرتك على التواصل.

سادسا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وإليك بعض الاستشارات السابقة التي تبين وتوضح كيفية ممارستها، وهي برقم(213615)، تمارين الاسترخاء تزيل القلق، وتجعل الإنسان في حالة من السكينة، والراحة النفسية التي تعطيه الثقة في مقدراته، خاصة عند المواجهات الاجتماعية.

في بعض الأحيان إذا كان هنالك خوف عند المواجهات ربما تكون الأدوية المضادة للقلق مهمة، لكن حقيقة لا أعتقد أن في حالتك هذا مطلوب، لأن الوضع بالنسبة لك من وجهة نظري هو أنك فقط لا تقدرين مقدراتك، -وإن شاء الله تعالى- من خلال اتباع الإرشادات السابقة سوف تتحسن الأمور تماما، وإن لم يحدث هذا فأرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، فربما تحتاجين للمزيد من الإرشاد أو وصف أحد الأدوية.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج عدم القدرة على الحديث والتعبير سلوكيا 280676 - 267560.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات