السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 27 عاما, متزوج, ومشكلتي أنني أعاني من عدة أشياء:
عدم ثقة بنفسي, ورهاب اجتماعي, وانطوائية, وكرهي لعملي ولزملائي في العمل, وشرود ذهني, والشك والريبة في كل فعل وشيء, أعيش كثيرا في الخيالات, أخاف من أي شيء وكل شيء.
أنا لا أثق في نفسي, ولا في إمكانياتي, وأخجل من مظهري؛ فأنا سمين جدا, وهذا أحد أسباب عدم ثقتي في نفسي, ففي جميع مراحل حياتي تعرضت لمواقف محرجة, وكثيرا ما يسخر مني الناس بسبب هذا الوزن, حتى أصبحت لا أقوى على مواجهة الناس, وأتجنبهم فأصبحت انطوائيا.
الرهاب الاجتماعي :
أخاف وأرتجف ويتصبب جسمي عرقا أثناء التحدث أمام مجموعة من الناس, أو أمام شخص مهم, وأحيانا أتلعثم في الكلام.
عند أي تصرف ألوم نفسي كثيرا وأعاتبها لماذا تصرفت هكذا؟ من المفترض أن أتصرف هكذا, وأسرح في الخيال.
عند حدوث أي موقف - كشخص غريب اتصل بي على سبيل المثال- يسرح خيالي من هو المتصل؟ وماذا يريد؟ وأدخل في خوف وقلق وأقضي اليوم كله في التفكير فيه.
أكره عملي جدا ولا أحبه, وأنا خريج حاسب آلي, وفي بلدي نادرا ما تجد وظيفه في تخصصك أيا كانت, وقد رزقني الله بالعمل بوظيفة مساعد مفتش قضائي بتسجيلات الأراضي(الشهر العقاري) التي تتبع في بلدي للقضاء.
في العمل كل زميل يطعن في نزاهة زميله, ويتهمه بالرشوة (من خلفه), والعمل عبارة عن صراعات لا تنتهي أبدا, ودائما أخاف من أن أتهم بالرشوة مثل الباقين, وأصبحت لا أثق في أحد من الزملاء, وأذهب إلى العمل مرعوبا, وأعود منه مرعوبا.
أيضا أعاني من شرود ذهني, فلا أستطيع التركيز كثيرا, ودائما أجد نفسي أفكر في أشياء أخرى تافهة, وأعيش في خيالات وأوهام, وهذه الحالة ظهرت لي بعد أن تم تعيني في عملي سيء الذكر.
أيضا أصبحت أشك في أي أشيء وفي كل شيء:
في نوايا الناس من حولي, وأرى أنهم يريدون بي شرا, وخصوصا زملاء العمل.
من واقع عملي استنتجت أني أعيش في مجتمع تحكمه شريعة الغاب: القوي يأكل الضعيف, مجتمع تتفشى فيه الرشاوي والمجاملات والواسطة, وتسيطر عليه الحزبية الضيقة, ويسيطر عليه الجشع والطمع, مجتمع فاسد فاسد فاسد.
أشياء إيجابية في حياتي :
أثق في والدي كثيرا فهو مثلي الأعلى في كفاحه, وأعشق الحديث معه, ولولاه لكنت الآن مجنونا, وأعشق والدتي وإخواني وزوجتي جدا فهم كل حياتي, ولدي عدد من الأهداف أريد تحقيقها, ولكني لا أدري من أين أبدأ وكيف أبدأ؟!
أحيانا هناك من يصفني بالذكاء, وهذا الوصف يسعدني كثيرا وأحب أن أسمعه, ولم أكن ملتزما في السابق, وقد هداني الله -والحمد الله- فأصبحت ألتزم بالصلاة, وذكر الله, وتلاوة القرآن.
أرجو أن تفيدوني في حل مشكلتي, وجزاكم الله خيرا.