انتكاس الفطرة في الميول الطبيعة...المشكلة والحل

0 745

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أجد نفسي منجذبا أكثر للشباب الحلوين أكثر من انجذابي للبنات، وهذه سببت لي مشاكل كثيرة، فكيف يمكنني التخلص من ذلك؟ علما بأنني حاولت من قبل، ولم أستطع، ولكم من كل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فلا شك أن هذا سلوك مشين، ومشاعر بغيضة، نحن نحترم حقيقة مشاعرك كثيرا، ونشكرك على تواصلك معنا، لكننا لابد أن نكون من الوضوح والصراحة العلاجية والسلوكية التي نراها - إن شاء الله تعالى – تفيدك.

أولا: كلمة (الحلوين) كلمة قبيحة جدا، بل هي رديئة جدا، وأعتقد أنها هي لب المشكلة بالنسبة لك، فأنت وضعت صورة ذهنية معينة للذكور، وأصبحت تبحث عن من تسميهم (الحلوين) وهذا أدى إلى ارتباط شرطي لديك في داخل الدماغ وفي وجدانك، وأصبحت منظومة القيم الرفيعة تتساقط لديك، وتم بعد ذلك استمرار هذا الارتباط الشرطي الغير حميد.

وليس من الضروري أن تبحث عن الانجذاب نحو البنات بصورة سلبية، نعم الرجل يستشعر وجدانيا حول المرأة، ولكن هذا يجب أن يكون تحت الضوابط الشرعية.

أنت مطالب بالآتي: أولا أن تعرف ضخامة وجسامة وفظاعة هذه المشاعر.
ثانيا: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وهذا يعني أن التغيير وإرادته وآلياته وطرقه وسلوكياته هي مسؤوليتك الشخصية.

ثالثا: العواقب وخيمة، ووخيمة جدا لمن يتعلق أو يمارس الجنسية المثلية، هذا أمر مغضب لله تعالى، الموت له سكرة، القبر له ضمة، البرزخ به سؤال، وما يأتي في الآخرة أشد وأنكى وأمر إلى الله تعالى. فيجب أن تتذكر هذه الأحداث الآتية، وتنقذ نفسك من خلال فك الارتباط الشرطي بما أسميته (الانجذاب نحو الشباب الحلوين) يجب أن تقبح هذا المفهوم، ويجب أن تربطه بمفاهيم أكثر صراحة.

رابعا: هناك ما نسميه بفضح الذات، أي يجب أن تفضح نفسك لنفسك أن هذا تفكير مشين، وهذه انجذابات أثيمة ومشينة، وهي حقيقة إهانة للإنسان مصدر نفسه، وانظر هذا العجب من سيدنا لوط كيف يتعجب من فعل قومه: {أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم} قال: {أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون} وقال: {إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون} {بل أنتم قوم تجهلون} {بل أنتم قوم عادون}.

خامسا: يجب ألا تنبهر ولا تتساهل مع نفسك الأمارة بالسوء فيما تروجه جمعيات الشواذ، والمنحرفين هنا وهناك.

سادسا: يجب أن تكون صحبتك مع الأتقياء والصالحين وتتخلق بخلقهم.

سابعا: حين تنظر إلى أي شاب انظر إليه كأخيك أو كابنك، وابحث عن مكامن الرجولة فيه.

ثامنا: تذكر عذاب من قاموا بفعل قوم لوط، وكيف خسف الله بهم الأرض، وجعل قريتهم عاليها سافلها، ثم أمطر عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك للمسرفين، ثم الظالمين والفاعلين فعلهم من عذاب الله غير بعيد.

تاسعا: أرجو أن تتواصل مع إمام مسجدك، وإن كان هناك إمكانية التواصل مع طبيب نفسي هذا أيضا سوف يكون مفيدا، لكني أؤكد لك أن القرار لك، وما ذكرته لك من مؤشرات سلوكية مهمة إذا أخذت بها كإرشاد واسترشاد أعتقد أنك سوف تغير من تفضيلك وانجذابك الجنسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات