التقلصات العضلية والرعشة الزائدة... أسبابها وعلاجها

0 530

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أنا فتاة عمري 30 عاما, لدي مشكلة, أعاني منها منذ عام وهي رعشة اليد واهتزاز الرأس, الرعشة تحدث عند إمساك أي شيء حتى إن كان ورقة, وتزيد الرعشة إذا كنت خائفة, مثلا إذا أمسكت كوبا به شيء ساخن أو ثقيل تكون الرعشة, وحتى عند كتابتي بالكيبورد أو كتابة رقم بجهاز التلفون.

أما اهتزاز رأسي فيكون عندما أتحدث مع أحد أو أدخل مع الآخرين بمشادة كلامية, وأيضا يزداد ارتعاش رأسي عندما أكون خائفة.

مثال: عملت مقابلة للوظيفة وشعرت باهتزاز في رأسي بشكل واضح أمام من كان يقوم بمقابلتي, ولأني عملت مقابلة وظيفية وأملت كثيرا جدا بقبولي بعدها صدمت لعدم قبولي.

كما أصبحت أتجنب الحديث مع الآخرين لخوفي من أن يلاحظوا, ولأنه يسبب لي إحراجا كثيرا, ودائما عندما أتحدث مع أحد ويهتز رأسي أحاول أن أشده حتى لا يهتز, فأصاب بألم في رقبتي.

كنت أزاول حياتي بشكل عادي جدا, ولم أكن أشعر بشيء, ولكن حصل وأن تعرضت لموقف لا أستطيع أن أفصح عنه لدرجة لم أكن أستطيع النوم من التفكير الشديد والخوف من هذا الموقف, ومن نتائجه علي.

علما أني عملت تحليلا شاملا والحمد الله النتائج مطمئنة, طلب مني الدكتور عمل أشعة رنين مغناطيسي, وقبل الموعد أصابني صداع في رأسي, أخذت مسكنا فلم ينفع, وأصبت بقلق وتفكير شديد, فماذا قد يكون هذا؟ هل هو مرض خطير لا سمح الله؟

أنا إنسانة بطبعي صاحبة تفكير جنوني وخيالي, ويكون سلبيا أكثر منه إيجابيا, علما أن لدي ألما في الرقبة, فهل هذه المشاكل بسبب ذلك؟

أريد حلا فأنا تعبت من هذه المشكلة, فما هي نصيحتكم؟

أتمنى أن أجد لديكم الحل بعد الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الفقيرة إلى الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكر لك تواصلك مع إسلام ويب, رسالتك واضحة جدا، وتفاصيلها جيدة، ومن خلال الإحداثيات التي ذكرت في رسالتك أستطيع أن أقول أن حالة الرعشة واهتزاز الرأس, وكذلك الآلام في الرقبة أرى أن منشأها نفسي.

القلق يؤدي إلى الشعور بالرعشة والارتجاف، كما أن الانقباضات العضلية التي تنتج من التوتر النفسي تؤدي إلى آلام جسدية، وأكثر المناطق التي تصاب بالشد العضلي هي عضلات الرقبة والرأس والصدر وكذلك أسفل الظهر.

هنالك مؤشرات أخرى أكيدة تدل على وجود درجة متوسطة من القلق النفسي لديك، أنت ذكرت أنك تجدين صعوبة في النوم، كثرة التفكير، كما أن هنالك الخوف.

وبالنسبة للصداع الذي أصابك بعد أن طلب منك الطبيب إجراء صورة للرانين المغناطيسي: هذا أيضا صداع قلقي، كثير من الناس الذين يتوجسون ويتخوفون من الأمراض تجدهم يعانون من توتر داخلي حين تطلب منهم بعض الفحوصات الدقيقة، وقد يأتيهم شعور بأن الطبيب ربما يكون مخفيا لشيء ما، والبعض يتوقع وجود شيء غير طيب أو حميد، وهذا كله يؤدي إلى التوتر، والتوتر يؤدي إلى الانقباضات العضلية، والانقباضات العضلية تؤدي إلى الصداع، وكما ذكرنا أن عضلات فروة الرأس هي أكثر تأثرا.

كثير من المرضى الذين يشخص لديهم ضغط الدم تجدهم يشتكون من صداع، ذلك نسبة للفكرة التي انتشرت بين الناس وهي أن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى الصداع، وحقيقة الأمر أن ارتفاع ضغط الدم حين يؤدي إلى صداع هذا لا يحدث إلا في الارتفاعات الشاهقة جدا للضغط والخطيرة، لكن هذا الصداع الذي يحدث بعد التشخيص هو صداع قلقي وليس أكثر من ذلك، وهذا ينطبق على نفس حالتك، أي أن الصداع الذي تعانين منه بعد أن طلب منك الطبيب إجراء صورة الرانين المغناطيسي، هذا نوع من الصداع التوقعي أو التحفزي أو القلقي.

أنت لا تعانين من أي مرض خطير، حالتك هي حالة قلقية، فأرجو ألا تقلقي، قومي بإجراء الفحص الذي طلبه منك الطبيب، وذلك حتى تطمئني أكثر ويزول هذا القلق - إن شاء الله تعالى – وبعد أن يتأكد الطبيب من النتيجة أنا على ثقة كاملة أنه سوف يقوم بوصف بعض الأدوية المضادة للقلق، وهذه سوف تفيدك كثيرا.

ومن جانبي أقول لك: عليك أن تتجاهلي هذا القلق، عليك أن تكوني إيجابية في تفكيرك، هنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، ذات جدوى وفائدة كبيرة جدا في علاج مثل هذه الحالات، وإليك بعض الاستشارات التي بها كيفية تطبيقها وبيانها، وهي برقم (2136015) فأرجو الاستفادة منها.

بالنسبة للرعشة: الأدوية المضادة للقلق سوف تخفف من هذه كثيرا، وهنالك دواء يعرف تجاريا باسم (إندرال) يعطى في مثل هذه الحالات.

وأنا أود أن أشير أيضا إلى حقيقة علمية مهمة جدا، وهو: أن شعورك بهذا الارتعاش والاهتزاز في الرأس قد يكون موجودا لكنه بدرجة بسيطة جدا، ليست بالدرجة التي تتصورينها، دائما الإخوة والأخوات الذين يعانون من القلق النفسي تجد أن الأعراض الجسدية تتضخم وتتجسد لديهم بصورة لا تكون مطابقة لحقيقة الواقع، هذا يجب أن يطمئنك.

طلبت من أحد الأخوة الذي كان يعتقد دائما أنه يرتجف ويرتعش في مواقف في مواقف معينة، طلبت منه أن يطلب من أحد أصدقائه خلال هذه المواقف، وفعلا قام الأخ الذي يرافقه بتصويره عن طريق كاميرا التليفون، في ثلاث مواقف مختلفة، ناقشنا هذه الصور معه اقتنع تماما أن شعوره بالرعشة والرجفة كان فيه مبالغة كبيرة، هذا أيضا مثال وددت أن أسوقه ليطمئنك كثيرا.

بالنسبة لآلام الرقبة: أنا على ثقة أنها ناتجة من انشدادات عضلية قلقية، لكن في ذات الوقت أرجو أن تنامي على وسادة خفيفة ومريحة؛ لأن التقلصات العضلية النوم بصورة خاطئة قد يساهم فيها كثيرا، خاصة الانشدادات التي تكون في منطقة الرقبة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات