السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب مغترب منذ 4 سنوات في دولة خليجية، وأعمل في شركة خاصة كمصمم، عمري 30 سنة، متزوج منذ سنتين وعندي طفل عمره 6 شهور.
وضعي المادي جيد، وزوجتي تعمل معلمة في مدرسة خاصة، وأهلي يقيمون في سوريا بمدينة حمص، وقد تعرضوا للقصف والتهجير، واستشهد عدد من أقربائنا.
وزني 110 كيلو وطولي 76 سم، وطعامي طبيعي جدا، وأحب الحلويات، ولا أمارس الرياضة، لكنني أمشي ساعة يوميا بحكم عملي.
مشكلتي أنني منذ سنة تقريبا أعاني مما يلي:
توتر، وضغط أثناء العمل؛ مما يسبب لي وجعا في صدري، خصوصا منطقة وسط الصدر، وصعوبة في التنفس، وعصبية شديدة لم تكن موجودة من قبل؛ حيث إنني أصبحت أغضب لأتفه الأسباب في البيت والعمل والشارع.
إذا تعرضت للحر - ولو قليلا - أو للشمس الحادة ينتابني صداع شديد, ونخز في الصدر, وضيق تنفس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يتقبل شهداءنا في سوريا، وأن يشفي المرضى، وأن يرفع عن سوريا هذا الظلم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
حالتك هذه التي وصفتها من: توترات, وضغوط، وألم في الصدر؛ ناتجة عن القلق النفسي، وسرعة الانفعال والغضب، كذلك يمكن أن نربطها بهذه الانفعالات، والتعرض للحر أو للشمس الذي يؤدي إلى صداع شديد، ووخز في الصدر، وضيق في التنفس، هذا أيضا ناتج من القلق؛ لأن الإنسان في بعض الأحيان تؤثر فيه العوامل الطبيعية وكذلك العوامل النفسية، ويتأتى عن ذلك الأعراض القلقية.
سيكون من الأفضل أن تذهب إلى طبيب عمومي، أو طبيب في الرعاية الصحية، أو طبيب باطني؛ لمجرد إجراء فحوصات عامة، ويفضل أن تشمل هذه الفحوصات تخطيط للقلب، حيث إن وزنك زائد نسبيا، والتأكد من وضعك الصحي الجسدي مهم.
أنا لا أرى أبدا أن الأسباب أسباب عضوية، ولكن ضوابط الجودة الطبية تتطلب إجراء هذه الفحوصات الأساسية.
بعد أن تتأكد أن كل شيء على ما يرام من الناحية العضوية، بعد ذلك أقول لك: يمكنك أن تتناول دواء مضادا للقلق، ومن هذه الأدوية دواء يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول)، واسمه العلمي هو (فلوبنتكسول)، ابدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة –وقوة الحبة هي نصف مليجرام – تناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
بجانب الفلوبنتكسول هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (بروزاك)، ويعرف علميا باسم (فلوكستين)، وهو من الأدوية التي أثبتت كفاءتها وجودتها لعلاج الاكتئاب النفسي والقلق، أنت لست مكتئبا بالطبع، لكن عامل القلق الذي تعاني منه يؤدي إلى عسر المزاج، وعسر المزاج نعتبره مدخلا للاكتئاب النفسي، لذا سيكون البروزك دواء جيدا وفاعلا ورائعا، خاصة أنه غير إدماني، ولا يزيد الوزن، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه الأدوية - إن شاء الله تعالى – سوف تفيدك كثيرا، وفي ذات الوقت لابد أن تقوم بترتيبات معينة لخفض الوزن: ممارسة الرياضة مهمة، أنت تمشي لمسافة ساعة، هذا لا بأس به، لكن الرياضة المفيدة لها ضوابطها، وهو أن يسير الإنسان مشيا، ويكون مسرعا، ويحس بالأثر الرياضي، يعني شيء من التعرق الجسدي، وتسارع قليل في ضربات القلب، وهكذا، وهذا نسميه بالأثر الرياضي الحقيقي.
تنظيم الأكل، وتحديد عدد السعرات الحرارية أيضا هي وسيلة طيبة جدا من وسائل خفض الوزن.
هنالك أيضا تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء وهذه التمارين جيدة جدا ومفيدة، فيمكنك أن تتدرب عليها، وإليك هذه الاستشارة التي تبين وتوضح كيفية تطبيقها (2136015).
أنت - والحمد لله تعالى - لديك أشياء جميلة في حياتك، الأسرة الكريمة، الذرية، العمل، هذه يجب أن تكون منطلقا للتفكير الإيجابي لديك، وأن تكون أكثر فعالية، ولا شك أن الوضع في سوريا مؤلم ومؤسف ويشغل الجميع، لكن قطعا أنتم لكم خصوصيتكم النفسية حول ما يحدث، فنسأل الله التوفيق والسداد، وأن يرفع هذا البلاء والابتلاء عن أهل سوريا.
جزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية, والتوفيق والسداد.