السؤال
أنا كنت أعاني من سحر، وعندما ذهبت إلى شيخ قال لي: أني موهوم، وبالفعل عندما نزعت الفكرة من رأسي شعرت بالراحة، فماذا أفعل كي أزيل مثل هذه الأوهام حتي لا تكرر؟
أنا كنت أعاني من سحر، وعندما ذهبت إلى شيخ قال لي: أني موهوم، وبالفعل عندما نزعت الفكرة من رأسي شعرت بالراحة، فماذا أفعل كي أزيل مثل هذه الأوهام حتي لا تكرر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابي سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فربما تكون أحسست ببعض الأعراض الغريبة في طبيعتها، وكثيرا ما يلجأ الإنسان في مثل هذه الحالات إلى تفسيرات من عنده ليجد نوعا من الفكرة التي تقنعه حول أعراضه، وموضوع السحر والعين والحسد – وهي ثوابت نؤمن بها تماما – معروفة في مجتمعنا، لكن المشكلة أن هذه الغيبيات شرع، وتدخل الكثير من الناس في تفسيرها وشرحها بصورة خاطئة جدا، وأصبح هنالك من يدعي أنه يعرف كل ما يتعلق بالسحر أو العين أو الحسد، وظهر أهل الشعوذة والعقيدة غير السليمة، وأصبحوا يشخصون الناس، يقولون لهذا أنت فيك عين ولذاك أنت فيك سحر، وهذا هو الذي أدى إلى خلل كبير وضرر كبير.
والشيخ الذي ذهبت إليه وقال لك أنك موهوم، هذا الشيخ جزاه الله خيرا يقصد أنك لست بمسحور، ولا فيك عين، ولا فيك شيء من هذا القبيل، جزاه الله خيرا، وأعتقد أن هذا الشيخ يؤمن تماما بوجود العين والسحر والحسد، لكنه يؤمن كما نؤمن بأن الله خير حافظ، وأن الإنسان مكرم، وأن الذي يؤدي صلاته وأذكاره ويؤمن بأن الله تعالى هو النافع وهو الضار ويحصن نفسه، هذا لا يصيبه مكروه أبدا.
هذا هو الذي قصده الشيخ بكلمة (موهوم) أي أنه ليس فيك شيء من هذا الأمر، والذي أتصوره إنه ربما كانت لديك أعراض نفسية عادية، فمثلا القلق، التوترات، شيء من الوساوس والمخاوف، هي بالفعل حين تهجم على الإنسان كأعراض تكون غريبة، الإنسان لم يتعود عليها، لا توجد خبرة سابقة حولها، فهذا يجعل كثيرا من الناس يفسر الأمر بأنه نتيجة لسحر أو عين أو شيء من هذا القبيل، وبكل أسف هذا الموضوع ترعرع وانتشر في كثير من قطاعات مجتمعنا.
هذا الشيخ جزاه الله خيرا يجب أن تأخذ كلمته هذه بقوة وإيجابية، وتكون فقط حريصا في صلاتك ودعائك وأذكارك وتلاوة القرآن، وتعرف أن الله تعالى هو النافع وأنه هو الضار، وأنه لن يصيبك أي مكروه إلا ما كتب الله لك، كما قال تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} وكما قال: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} فعش حياتك بقوة وبفعالية، وركز على دراستك، ويجب أن تكون لك صحبة من الشباب الطيب، الشباب الصالح، وحين تراودك أفكار غريبة أو شيء من هذا القبيل اسأل أهل العلم من المشايخ، لا تذهب إلى الدجالين والمشعوذين، وفي ذات الوقت مارس الرياضة – مفيدة جدا – وزع وقتك بصورة جيدة، هذا يشغلك ويجعلك تصرف نفسك وتفكيرك عن ما أسميته بالأوهام، وبر الوالدين أيضا مطلوب، فهو يعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة، هذا هو كل الذي يطلب منك، وجزى الله هذا الشيخ الذي أرشدك إلى أن تنزع فكرة العين والسحر من تفكيرك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.