كيف أتخلص من الأفكار المزعجة ومن القلق والخوف من المستقبل والتفكير السلبي؟

0 1166

السؤال

السلام عليكم.

بداية: أحب أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع, وشكر خاص للدكتور الفاضل محمد عبد العليم.

أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما, وأدرس اللغة الإنجليزية, بعد ذلك سأبدأ دراستي الجامعية.

مشكلتي هي كالتالي:
أعاني من وسواس قهري شديد, ومن شدته سيطرت علي أفكار أني مصاب بالفصام, وبدأت أذهب إلى كثير من الأطباء لأكثر من سنتين؛ أملا بأن أشفى من الفصام, وأنا لست مصابا به من الأصل, جربت كل أنواع مضادات الذهان, وبأقوى الجرعات لمدة سنتين, ولم تأت بأي نتيجة, بل على العكس فقد أثرت علي سلبا, ودخلت في دوامة من التفكير السلبي, والتفكير بأني شخص مريض, وأن هناك نقصا, وأني أختلف عن الناس, وبالتالي انعزلت عن الناس, ولله الحمد فقد أدركت أن مشكلتي هي وسواس, وتفكير سلبي, وأنا الآن أحاول أن لا أستجيب له, ولا أتأثر به, في البداية واجهت صعوبة جدا؛ لأني أشعر بقلق وخوف شديد جدا عندما لا أستجيب له.

وأنا الآن أطبق هذه العادة منذ أسبوعين تقريبا, وعاهدت نفسي أمام الله عز وجل أن لا أستجيب مهما كانت الفكرة, ومهما كان مقدار القلق الذي أشعر به, ولله الحمد فقد تحسنت كثيرا, بالإضافة إلى استخدام الأدوية, ولكني لم أواصل إلى مرحلة التعافي بشكل تام.

أتمنى أن تساعدني يا دكتوري الفاضل, وأن توجه لي بعض الإرشادات, كيف أتخلص من قلقي ومن وسواسي بحسب خبرتك في علاج المرضى المصابين بهذا الداء؟

وأنا الآن أعاني من الأفكار السخيفة, وغير المنطقية, والتي تسيطر علي بعض الأحيان, وهي تأمرني بأن لا أفكر بالذي أقرأه, أو أسمعه, أو الذي أراه؛ لأني لو فعلت هذا فلن أستوعب, ولن أتذكر, وأشعر باكتئاب بسبب أني أفكر بهذه الأفكار وأستجيب لها؛ لأني كلما حاولت أن أركز في الذي أقرأه أو أسمعه تأتيني الأفكار وتقطع علي تفكيري, ومن ثم أشعر بالغضب من نفسي بسبب الاستجابة, بالإضافة إلى أني فقدت مهارات الاتصال مع الناس, فعندما يتحدث إلي شخص ويستخدم لغة الجسد تأتيني أفكار تأمرني بعدم النظر إلى عينه, أو تعابير وجهه, أو حركات يديه, وتقول لي هذه الأفكار: توقف فلن تفهم, ولن تتذكر؛ لأنك مريض, بالإضافة إلى كثير من الأفكار التي أشعر بالخجل من نفسي منها عندما أفكر بها.

كيف أتخلص من هذه الأفكار المزعجة
ومن القلق والخوف من المستقبل والتفكير السلبي؟
علما أني أستخدم منذ شهر ونصف 40ملي من البروزاك, و5 ملي من الزيبركسا, واعذرني - يا دكتوري الفاضل - فعندي بعض الاستفسارات بخصوص الأدوية:
هل الجرعة كافية لعلاج الوسواس القهري?
هل الزيبركسا يعتبر علاجا مدعما?
هل هنالك خطورة من تناول العلاج لفترة طويلة?
هل العلاج بدأ مفعوله علما أني تحسنت بشكل جيد نوعا ما؟
وكم ستكون مدة استخدام الدواء?
وهل العلاج السلوكي مفيد?

وأنا أعاني من دوخة شديدة تأتيني تقريبا مرتين في الأسبوع, وهي من الزيبركسا, وأنا لا أستطيع تركه بسب كونه فاتحا للشهية, وبدونه لا أستطيع أن آكل بشكل طبيعي وأنام, علما أن أول مرة بدأت فيها استخدام الزيبركسا لم أعان من هذه الدوخة, فهل هنالك احتمال في أن هذه الدوخة ستزول مع الوقت
أو يجب التأقلم معها؟

وختاما: سامحني للإطالة, وأتمنى لك وللقائمين على هذا الموقع التوفيق والسداد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mazen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

لا شك أن المخاوف الوسواسية مزعجة, والخوف الوسواسي بالنسبة للأمراض يمكن أن يكون خوفا من الأمراض العضوية, أو كذلك الأمراض النفسية, وأنت خوفك الوسواسي كان موجها نحو مرض الفصام كمرض عقلي رئيسي, وبالفعل هو مرض مخيف, ولا شك في ذلك, والفكرة رسخت لديك واستحوذت, والذي بالفعل استغربته أنك بدأت تتناول الأدوية المضادة للفصام وللذهان عموما, وأنت الآن مدرك تماما للعلة التي تعاني منها, والذي أعجبني أن آلياتك العلاجية السلوكية هي آليات صحيحة جدا, وأصبحت فاعلة لدرجة كبيرة, والأعراض التي تبقت لديك هي جزء من هذه الحالة, وهذا حقيقة يواجه بالمزيد من التجاهل, والإغلاق عليه, وعدم مناقشته الفكر الوسواسي حين يكون من النوع الذي وصفته, يجب أن لا تناقشه مع نفسك, يجب أن تغلق عليه, وأن تحقره, ويمكن أن تربطه مع فكرة أو فعل مخالف تماما له, وتستبدله بالمضاد.

تمارين الاسترخاء أيضا مهمة جدا ودراسات كثيرة جدا أشارت أنها تفيد الذين يعانون من الخوف الوسواسي, فأرجو أن تكون حريصا عليها، وهذه التمارين وسلية ممتازة للتخلص من القلق الوسواسي, بجانب ما ذكرناه سابقا حول الإغلاق, والتحقير, والفعل والقول المضاد والأخذ به, وانظر (2136015).

آمر آخر وهو صرف الانتباه عن طريق البرامج اليومية الفعالة, برامج تشمل الراحة التامة, ممارسة الرياضة, القراءة غير الأكاديمية, التأمل, والتفكر الإيجابي, الترويح عن النفس بما هو مفيد, وتلاوة القرآن, هذا يا أخي الكريم كله نوع من صرف الانتباه الإيجابي جدا, والذي يفيد الإنسان كثيرا بالنسبة للفكرة التي تأتيك بأن الوسواس يأمرك بأن لا تفكر بالذي تقرأه أو تسمعه أو الذي تراه لأنك لو فعلت ذلك فلن تستوعب ولن تتذكر هذه فكرة يغلق عليها, وهي سخيفة جدا, والشعور بالاكتئاب أعتقد أنه ثانوي, وإن شاء الله تعالى بإدارة الوقت بصورة جيدة سوف تحس بالرضا, وتعدد الأنشطة هو وسيلة من وسائل التحليل النفسي التي تزيل الاكتئاب, وفي ذات الوقت أريدك أن لا تتقبل الأفكار السلبية التلقائية فهذه من أكبر المشاكل التي تسبب الاكتئاب, اطردها وأغلق عليها أيضا، لك أشياء جميلة وطيبة في حياتك دائما ضعها أمام ناظريك؛ لأنها تمثل دافعا نفسيا إيجابيا مهما جدا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن البروزاك بجرعة 40ملي جرام جرعة جيدة جدا, ولا مانع أن ترفع هذه الجرعة إلى 60 مليمجرام, وذلك بعد التشاور مع طبيبك.

أما بالنسبة للدوخة: فالزبركسا قد يسبب دوخة, لكنها غالبا ما تكون في بداية العلاج, وأنا أقول لك: حاول أن تتأكد من قياس ضغط الدم لديك, وإن كان هنالك أي انخفاض فحاول أن تركز على الأطعمة المالحة نسبيا, وحين تنهض في الصباح من السرير فحاول القيام ببطء, واجلس على حافة السرير لفترة قصيرة, ثم بعد ذلك يمكنك أن تنهض, وتأكد أيضا من الأذنين, أحيانا بعض الإصابات الفيروسية البسيطة قد تؤدي إلى دوخة، عموما إن شاء الله تعالى لا يوجد سبب رئيسي, وأنا لا أعتقد أن الزبركسا هو السبب، فالزبركسا أعطاه لك الطبيب كداعم حقيقة للبروزاك, وطبيعة الأعراض التي تعاني منها أعتقد أنها بالفعل تتطلب جرعة من الأدوية المضادة للذهان بجرعة صغيرة كما هو الحال بالنسبة لك, الزبركسا له بدائل أنت تعرفها جيدا منها: السيروكويل, وكذلك الرزبريدون, وهنالك الآن عقار إنفيقا يعتبر أيضا من الأدوية الجيدة جدا لتكون بدائل ممتازة للزبركسا لكني لا أريدك أن تتخذ أي خطوة في تغيير الدواء دون الرجوع إلى طبيبك, إذا لم تستطع أن تتحمل الزبركسا، الدوخة بالطبع سوف تزول, فقط قم بإجراء الفحوصات التي ذكرتها لك, وذلك من أجل التأكد.

أخيرا: أنا متفائل جدا, وإن شاء الله تعالى بالمزيد من الدفع الايجابي, وتأهيل نفسك, والنظرة الجميلة الجيدة المتفائلة نحو المستقبل كل شيء سوف يزول, وعليك أن تلتزم بالعلاج الدوائي, وأن تضع برامج يومية تسير على خطاها من أجل تحسين الفعالية لديك.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, وأسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات