السؤال
أعاني من زيادة في إفراز كمية اللعاب بشكل غير طبيعي، مما يسبب لي الإحراج، فعندما أكون مستيقظة أشعر بكمية كبيرة من اللعاب في فمي، وأضطر إلى البلع المستمر، حتى أثناء حديثي أخجل كثيرا بسبب هذه المشكلة، ووقت النوم تزيد الكمية، علما أن مشكلة سيلان اللعاب أثناء النوم موجودة منذ صغري، لكنها زادت وزاد إفراز اللعاب منذ خمس سنوات.
أنا منزعجة جدا، فهذه المشكلة تؤرقني، هل أعاني من مرض؟ وما هو علاج مشكلتي؟ أيضا لعابي لزج، ويوجد بلغم مستمر في الحلق، كيف أستطيع تشخيص سبب اللعاب الزائد والبلغم؟ وهل هناك تحاليل أو فحوصات معينة؟
أيضا: أعاني من حساسية في الأنف، ولا أدري ما إذا كان لها علاقة بالجيوب الأنفية أم لا! وأحيانا بعد الاستيقاظ من النوم أشعر بحرقان في الحلق، مع العلم أني كنت أعاني من الالتهاب المستمر للوز سابقا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
في الحالة الطبيعية يتم إفراز حوالي لترين من اللعاب يوميا، ولا يتم ملاحظة ذلك في الإنسان السليم؛ لأنه يقوم بالبلع بشكل دائم، ومن أهم الأسباب والاحتمالات التي تزيد من إفراز اللعاب:
1- إذا كان هناك بروز للأسنان الأمامية، فينفتح الفم أثناء النوم فيسيل اللعاب، وهذا يمكنك اكتشافه بنفسك.
2- التهاب الأسنان ونخورها(تسوسها).
3- قد يتعلق الأمر بالأنف والجيوب الأنفية، مثل: الحساسية، أو التهابات الأنف، أو التهاب في اللوزتين، مما يضطر الإنسان للتنفس من فمه دون أن يشعر أثناء النوم فيسيل اللعاب.
4- خلل في إفراز الغدد اللعابية في الفم بحيث يزيد إفرازها عن الطبيعي، وفي هذه الحالة عليك مراجعة طبيب الغدد الصماء لإعطائك العلاج المناسب.
5- وجود طفيليات بالأمعاء، وهي التي تتسبب في خروج هذا اللعاب أثناء النوم، ويترافق مع هذه الحالة إمساك وانتفاخ، وهنا يجب عمل تحليل براز للتأكد من عدم وجود طفيليات بالأمعاء .
6- ارتخاء في العضلات المحيطة بالفم، بحيث إنها تتفتح تلقائيا بعد النوم ويسيل اللعاب، وهذه الحالة خلقية يصعب علاجها .
7- القلق والانفعال الشديد .
أما عن علاج سيلان اللعاب:
يمكنك استخدام بعض الأدوية للتخفيف من هذه الحالة، مثل دواء (الأتروبين) لكن لا ينصح بأخذ هذا الدواء إلا بعد استشارة الطبيب المعالج؛ للتأكد من عدم وجود أي موانع لاستخدام مثل هذا العقار، والذى يقلل من إفراز اللعاب.
لذلك أنصحك بإجراء الفحوص المناسبة للفم من قبل الطبيب المختص لمعرفة السبب المحدد المسبب لزيادة إفرازات اللعاب لديك حتى يمكنك علاجها، وكذا اختصاصي الغدد الصماء للوقوف على سبب زيادة تلك الإفرازات.
أما عن لزوجة اللعاب، فالبعض بالفعل يكون لعابه مركزا ولزجا؛ وذلك لفرط إفرازات الغدة اللعابية تحت الفكية، وهي غنية بإفراز مادة الميوسين، وهي مادة لزجة سميكة، ولذا ننصح بشرب كميات كبيرة من المياه؛ والتي من شأنها تخفيف لزوجة إفرازات هذه الغدة اللعابية تحت الفكية.
أما بشأن البلغم الزائد، فكونك تعانين من حساسية بالأنف، فهذه الحساسية تسبب انسدادا بالأنف، مما يضطرك للتنفس أثناء النوم من فمك، فلذا تقومين في الصباح عند الاستيقاظ من النوم تعانين من حرقان بالحلق؛ نتيجة دخول الهواء باردا إلى الحلق دون تدفئة أو ترطيب كما يحدث خلال التنفس من الأنف، إذ أن الفم ليس له صلاحيات الأنف، والتي ترطب الهواء وتدفئه وتنقيه.
كما أن انسداد الأنف المترتب على تلك الحساسية يساعد على التهاب الجيوب الأنفية بسبب افتقارها إلى التهوية اللازمة، فتتكالب البكتيريا على الإفرازات المتجمعة في تلك الجيوب لتغير من طبيعتها ولونها، والتي تصبح سميكة وملونة، وهو ذلك البلغم الزائد الذي تعانين منه، ولذا ننصح بالآتي:
- علاج حساسية الأنف بالبعد عن مهيجاتها، وأهمها: التراب والدخان، والعطور والبخور، والمناديل المعطرة، ومعطرات الجو، والمنظفات الصناعية، والمبيدات الحشرية، ووبر الصوف والغنم، وزغب الطيور، ورائحة الطلاء والوقود، وبعض المأكولات، مثل البيض والسمك، والموز والفراولة، والمانجو، والشيكولاتة، والحليب، وغيرها من المهيجات، والتي تتفاوت من شخص لآخر.
- كذلك بتناول مضادات الهيستامين، مثل حبوب كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء، مع استخدام بخاخ فلوكسيناز مرة يوميا، أو رينوكورت، أو رينوكلينيل مرتين يوميا للتغلب على أعراض حساسية الأنف.
وأما لعلاج البلغم فيجب المبالغة في الاستنشاق والاستنثار حال الوضوء -وهذه من سنن الوضوء كما علمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما لم نكن في حال الصوم- حتى نتخلص من تلك الإفرازات، وهذه من أفضل الطرق لتنظيف الأنف، ويمكنك أيضا استخدام الغسول القلوي لتنظيف الأنف، وهو بودرة ملعقة صغيرة على كوب ماء دافئ للاستنشاق والاستنثار، وفي حالة ثقل البلغم وكثافته وصعوبة التخلص منه يمكنك استخدام أي مذيب للبلغم، مثل بيسلفون أو ميكوسلفان حبوب أو شراب 3 مرات يوميا لإذابة البلغم.
والله الموفق.