أصيب ابني بالخوف بعد أن فقدته في أحد الأسواق.

0 440

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ابني عمره 10 سنوات, يعاني من الخوف, وهو صغير عمره 4 سنوات كان يلعب في أحد الأسواق, افتقدنا ومع زحمة الناس خاف وبدأ يبول وهو نائم, استمر ما يقرب من السنة, وبعد دخوله المدرسة أول سنة كان يبول وهو نائم, ويخاف إذا سمع أصوات مرتفعة, وتظهر عليه الرهبة, ويحاول أن يقترب مني, ويمسك بيدي, ويلتصق بجسمي.

إذا خرج معي وفقدني دقائق أرجع وأجده في خوف شديد, ويبدأ بمسكي وبالبكاء, رغم أني أخبره بأني قريب ولا يمكن أن أتركه, وأن سيارتي أمامه, وهذا يدل أني موجود, ويتكرر الموقف دائما.

سجلته في نادي فهو يحب الأولاد كثيرا, هو الوحيد في المدرسة والباقي بنات, مستواه ممتاز فقد أجتاز مرحلة الخوف في أول سنة, يحب اللعب والحركة كثيرا, لكن الخوف من دخول الحمام يتكرر, ويطلب من أمه أن تقف عند الباب, وبعض الأحيان يذهب بنفسه, يخاف بعض الأحيان وبعض الأحيان لا يخاف, حتى إنه يذهب للبقالة بجانب المنزل, يذهب بالدراجة بعد العصر للحديقة, ويطلب ذلك بنفسه.

داخل المنزل يتشاجر مع أخواته, ويرفع صوته, بعض الأحيان يلعب بقوة, وإذا ذهبنا لأحد أو أتانا أحد يظهر حركات استهبال, ويرفع صوته, ويعاند الأطفال الصغار إذا كنت غيرموجود, إذا تحدثت معه تجده بعقلية جميلة وذكية, يحاور الكبار, ويقدم نصائح إذا سقت السيارة.

عمره الآن قارب الحادية عشرة, أجد أنه ميال للعب, دمعته قريبة جدا إذا غضب ولم يأخذ حقه وإذا اتهمته بشيء لم يعمله, كما تجده يحب اللعب بكثرة, وينفعل بسرعة, ويرفع صوته, طلب مني أن أتركه في النادي وأذهب لأني كنت مشغولا, بقي في النادي من العصر حتى العشاء يتواصل معي بالجوال, وجدت نفسيته ممتازة بعد مارجع من النادي, ويخبرني ببرنامجه وهو فرحان, تظهر الثقة في نفسه.

إذا جلست وتحدثت معه تستمتع بحديثه, وعندما يلعب كأن عمره 4 - 5 سنوات, أعتذر على الإطاله, وأرجو إعطائي رقما أتواصل معكم.

وجزاكم الله عنا كل خير, وجعلها الله في موازين أعمالكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا.

لقد وصفت في سؤالك الكثير من المظاهر الطبيعية وشبه الطبيعية في عالم الأطفال، وبعض المظاهر تعكس هذا العمر الذي هو 10-11 سنة، وهو على أبواب مغادرة مرحلة واستقبال مرحلة جديدة، فما هي إلا سنة أو أقل أو أكثر إلا وتجده قد دخل عالم المراهقة.

ومن طبيعة هذه المرحلة الانتقالية أنك ستجد ولدك يوما وكأنه راشد ناضج كبير، وبعد سويعات تجده عاد كالطفل الصغير، وكما وصفت في سؤالك، وكل هذا من طبيعة هذه المرحلة الانتقالية.

وأما بالنسبة للخوف فهو كثير ومنتشر عند أغلب الأطفال، بشكل أو آخر. فنجد الكثير من المخاوف عند الطفل ولو لم تمر به حادثة ما، وكما حدث مع ولدك عندما وقع في زحمة الأسواق. ومع المخاوف نجد أيضا مظاهر أخرى كالتبول اللاإرادي والقلق وسرعة التأثر والبكاء والعزلة عن الآخرين.

فما هو المطلوب من الآباء والأمهات؟

أولا: التفهم لطبيعة الطفولة، والنمو والتطور النفسي والعاطفي عند الأطفال، وتقدير أن الكثير من المظاهر إنما هي مظاهر طبيعية.

وثانيا: فتح المجال للطفل لينمو ويتعلم ويكتسب الخبرة في جو آمن، بعيدا عن التعنيف والتوبيخ واللوم لما يشعر به، ولبعض تصرفاته، والتي كما ذكرنا أنها طبيعية وليس من كسب الطفل في كثير من الأحيان.

وثالثا: أن نعامل الطفل -وحتى الطفل بالمواصفات التي ذكرت في سؤالك- أن نعامله معاملة طبيعية، وبشكل لا يربكه، ولا يكون عنده عقدة نفسية من بعض صفاته، وإلا فنكون قد حولنا المشكلة إلى مشكلتين. أن نعامله ونحن مطمئنين وواثقين به، فهذا يغرس فيه الكثير من الثقة بنفسه، متذكرين أن ثقة الطفل في نفسه إنما يكتسبها من ثقة الراشدين به.

ورابعا: أن نتيح للطفل الفرص الطبيعية للقاء الأطفال الآخرين، واللعب معهم، والاكتساب منهم، وتبادل الخبرة معهم.

ولا ننس طبعا دور القدوة الحسنة في حسن التعامل مع هذا الطفل وغيره، فالطفل ينظر لوالديه ليرى كيف يتصرفان في المواقف المعينة من حياتهما، وبما فيها كيفية التعامل مع الخوف والمواقف الأخرى المحرجة، فالاطمئنان الطبيعي وغير المصطنع من أكبر المواقف التعليمية في حياة الأطفال.

ولا بأس طبعا في دراسة كتاب تربوي في تفهم نفسيات الأطفال وعواطفهم، ومهارات التعامل معهم.

حفظ الله أولادنا جميعا، وأعاننا على حسن تربيتهم.

مواد ذات صلة

الاستشارات