بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيخة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك في موقعك ونشكر لك هذا التواصل, ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح الزوج وبعودته إلى الصواب, وأرجو أن تعلمي أن البخل داء وبيل, وهو من أدوى الأمراض, خاصة عندما يكون من الزوج, وعندما يكون البخل بنوعيه النوع المادي والنوع العاطفي.
نسأل الله تعالى أن يصلح الأحوال, وأرجو أن يعينك الله تعالى بفضله ومنه على الصبر على هذا الزوج؛ الذي أتمنى أن تتعرفي على ما فيه من إيجابيات, ثم تخضمي هذه الإيجابيات وتشجعيه عليها, وتشكريه على ما يبذل من الإنفاق ولو كان قليلا, وعندها سيأتيك الكثير.
وأرجو كذلك أن تبيني له أنك بحاجة إلى المساعدة, فإما أن يقوم بمساعدتك بنفسه, وإما أن يجلب لك الخادمة, خاصة إذا كان المجتمع الذي حولك فيه دائما الخادمات, والأسر تحتاج إلى من يعين على مهام البيت, وإذا عمل هذا الرجل بعض المهام في البيت فإنه سيعرف صعوبة هذا العمل, وسيتعرف على حاجتك إلى المساعدة.
ولسنا نحن معشر الرجال أفضل من رسولنا, ولا من الصحابة الكرام الذين تأسوا به صلى الله عليه وسلم, حيث كان بمهنة أهله يعاونهم, ويخيط ثوبهم, ويقم بيته صلى الله عليه وسلم, وربما شارك الزوجات في تقطيع اللحم, أو في الأعمال التي تحتاج إلى أكثر من فرد من أجل أن يؤديها ويقوم بها.
فما أحوجنا إلى أن نتذكر هذه المعاني العظيمة, هذا الرجل إما يأتي لك بخادمة, وإما أن يقوم بمساعدتك بنفسه, وأنا حريص حقيقة على أن يجرب مثل هذا العمل, لأنه عندما يجرب سيعرف صعوبة مثل هذه الأعمال المنزلية التي تقوم بها البنات والزوجات في المنازل, ونسأل الله تعالى أن يعين الجميع على كل أمر يرضيه, وأرجو كذلك أن تحاولي أن تتأقلمي مع هذا الوضع, فأنت ولله الحمد مكثتي سنوات مع هذا الرجل, وأنت أعرف الناس بالمداخل إلى نفسه, ونتمنى أن ألا يقصر, ولا يبخل في الأمور الاساسية على أولاده أيضا.
وليته أدرك أن الزوجة يمكن أن تصبر لكن الأبناء آثار البخل عليهم تكون خطيرة؛ لأنهم نشؤوا عن حرمان, وينظروا إلى ما في أيدي الناس, وينشؤوا ضعافا في هذه الحياة؛ لأن الوالد ما لبى لهم الرغبات، فنتمنى أن يتخلص من هذا الداء, خاصة إذا كان عنده ما يستطيع أن يقدمه, وطبعا هذا معروف بالنسبة لك وواضح, ولذلك ما احتجنا إلى أن نسأل, فإنا نسأل هل هذا الرجل مثلا قادر على أن يأتي بخادمة؟ وهل سيكون مرتاحا من الناحية المادية ومع ذلك يرفض؟ أم أن الوضع فيه صعوبة معه؟
ولست أدري بماذا يعتذر لك عندما تطلبي منه المجيء بخادمة، فنحن نقترح عليك كما قلنا أن تكوني معه واضحة جدا, وأن تبيني له مثل هذه الأمور, وأن تحاولي أن تطالبيه بأن يساعدك في العمل, تأسيا برسولنا صلى الله عليه وسلم, فإذا عمل معك وعرف صعوبة هذا العمل فعندها قد يستيجيب لأمر الخادمة على الأقل لحماية نفسه من التعب, ومن مثل هذا العمل, وليته علم أن الزوجة في بداية حياتها قد تعمل لأنها فارغة, لكن لما يكون عندها أولاد ويتكرر لديها الحمل يصعب عليها أن تواجه المهام بنفس النشاط, وبنفس القوة التي كانت عليها في شبابها وأيام فراغها.
ونسال الله تعالى أن يعينك على الخير, وأن يعينه على تفهم هذا الوضع, نحن قطعا نتفهم المشكلة, ونتمنى أن يقوم بما طلب منه من المساعدة, ومن أداء دوره, وهذا أقل ما يجب عليه من الناحية الشرعية, حتى لا يدفع الثمن غاليا لأنك إن تعبتي في العمل فإن هذا المرض يمكن أن يتطور, وليس هذا في مصلحة أحد, فما أحوجنا إلى أن نذكر مثل هذه المعاني, والإنسان ينبغي أن يشفق على من يعمل, والنبي صلى الله عليه وسلم قال في الخدم والأجراء قال " أخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، ومن كان أخوه تحت يديه فليطعمه مما يطعم, وليلبسه مما يلبس, ثم قال ولا تكلفوهم ما لا يطيقون" مع أنهم يأخذون راتبا, ويأخذون أجرة على هذا العمل.
ثم قال" فإن كلفتموهم فأعينوهم" الني صلى الله عليه وسلم حتى الخادم, وحتى الأجير إذا كلفناه بعمل يصعب عليه الشريعة تدلنا على أن نعينهم في الأعمال التي فوق طاقتهم, وأن نراعي إنسانيتهم, وأنهم ليسوا آلة, وإنما يعملون بمقدار وطاقة لأنهم بشر، فكان هذا بالنسبة للأجراء فكيف الحال مع الزوجة التي شريكة هي الرجل, والتي همه أن تكون مرتاحة حتى تواصل مسيرة العطاء في تربية أبناءها, وفي رعاية زوجها.
فنسأل الله أن يسهل أمرك, وأن يلهمك السداد والرشاد, ونتمنى أن تديري هذه المسألة بإقناع وبهدوء, ونكرر ترحبينا بك في موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرك هو ولي ذلك والقادر عليه.