السؤال
الدكتور محمد عبد العليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع الرائع وما تبذلونه من جهود مميزة.
أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاما، بدأت معاناتي مع الاكتئاب منذ 12 سنة، تناولت العديد من الأدوية، لكن لم أجد فائدة.
في عام 2011 زرت طبيب الغدد الصماء، وتبين وجود ورم سرطاني حليمي في الغدة الدرقية، أجريت العملية، ولكن حالتي لم تتحسن كثيرا، زرت طبيبا نفسيا منذ 3 أشهر، وشخص حالتي اكتئاب وذهان، فأنا أسمع أصواتا، وأشاهد صورا، وأعتقد أن من حولي يريدون الإضرار بي، بالرغم أني أحس بعض الأحيان أنها وساوس لا صحة لها، ولكنها قهرية لا أستطيع التخلص منها، صرف لي الطبيب افكسور اكس ار 225 مليغرام وزيبركسا15 مليغرام تحسنت على الأخير كثيرا.
زرت طبيبي منذ 4 أيام، وأخبرني أنه يجب أن أوقف الزيبركسا خلال شهر، وأستمر على الافكسر مدة 6 أشهر، شعرت بقلق شديد جدا، فأنا منذ 9 سنين، وأكثر لم أجد فائدة في كثير من الأدوية التي أستخدمتها، فما توجيهكم حيال هذا الأمر، وشكرا لجهودكم الطيبة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أولا نهنئك على نحاج عملية إزالة الورم في الغدة الدرقية، المطلوب بالطبع هو أن المتابعة في مثل هذه الحالات، ويعرف أن أورام الغدة الدرقية من الأمراض التي يمكن التحكم فيه حتى، وإن كانت أورام سرطانية، أسأل الله لك العافية، وأرجوك أن تتابع مع الأطباء المختصين.
بالنسبة لحالتك النفسية، لا أريد أبدا أن تعتبر معاناتك مع الاكتئاب لمدة
(12) عاما ظاهرة سلبية مطلقة، الاكتئاب وحتى وإن طالت مدته يمكن التغلب عليه والاكتئاب يمكن الآن أن يعالج بصورة ممتازة جدا، ويعرف أن الاستجابة للأدوية تتفاوت من إنسان إلى آخر.
الإنسان نفسه تجده قد يستعمل دواء معينا، وبجرعة صحيحة، ولمدة معينة، ولكن لا يستفيد منه، لكن في مرة ثانية إذا جرب نفس الدواء، وبنفس الجرعة، ولنفس المدة العلاجية تجد الاستجابة لهذا الدواء تكون رائعة جدا، فإذن أيها الفاضل الكريم الأحكام المسبقة عما مضى أرجو أن لا تؤثر فيك أبدا، أنظر إلى وضعك الآن، أنت الآن بفضل من الله تعالى استجبت استجابة ممتازة.
فأرى أن عقار زبركسا بالفعل هو الذي جلب لك المنافع الطبية النفسية التي ذكرتها، فأنت ذكرت بوضوح أنك تسمع أصواتا وتشاهد صورا، إذن هذه هلاوس بصرية وهلاوس سمعية، كما أن لديك بعض الأفكار الظنانية، وحتى وأن أخذت الطابع الوسواسي، فإن الأدوية المضادة للذهان تعتبر ركيزة أساسية للعلاج.
فيما يخص الافكسر هو دواء جيد جدا، لاشك أنه يساعد في الجانب الاكتئابي والوسواسي، أما الجانب الذهاني، فلا شك أن الزبركسا هو العلاج الأفضل، وهو العلاج الأول، أنا أقدر رأي الزملاء الأطباء كثيرا، لكن في مثل حالتك حقيقة أنصحك بأن تأخذ برأي الطبيب الذي طلب منك أن تتناول الزبركسا، أعتقد أنه يسير على الطريق الصحيح، وتجربتك الشخصية أثبتت وبما لا يدع مجالا للشك أنك قد تحسنت على هذا الدواء، كما أن النظم والأساس، والمعايير العلمية الصحيحة تقول أن الإنسان يحتاج لدواء بجرعة علاجية، ثم بعد ذلك يحتاج له بجرعة وقائية خاصة مع هذه الحالات الذهانية البارونية حتى وإن كانت بسيطة ما دامت الاستجابة ممتازة للعلاج، فمن الأفضل أن يكون الإنسان على جرعة وقائية.
أرجو أن لا تقلق، وأنا اتفق معك تماما أن استمرارك على الزبركسا أعتقد أنه القرار الأرشد، والقرار الأصوب، والقرار الصحيح، وربما لا تحتاج لجرعة الـ(15غ) ربما تكون جرعة (10غ) كافية كجرعة وقائية، لكن أترك هذا الأمر لطبيبك المعالج، وشاوره في الأمر أنا متأكد أن الطبيب سوف يجعلك تستمر على الجرعة الوقائية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.