السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما, قبل خمس سنوات - في عام 2007 - كنت في المرحلة الدراسية الثانوية, نجحت بالفصل الأول بمعدل جيد جدا, وفي الفصل الثاني أثناء رجوعي من المدرسة؛ أصابني شيء في مؤخرة رأسي, وكأنه صعقة كهربائية؛ مما أدى إلى أني لا أرى الأشياء كما هي بالواقع, كنوع من اللاواقعية, أو أني أعيش بالخيال, وأحسست بأنني غير موجود, ولم يبق لدي قدرة على التركيز, عندها أسرعت إلى طبيب الأعصاب, وعملت تخطيط دماغ وكان سليما, بالرغم من ذلك أعطاني دواء تيجريتول, وبعدها أعطاني دواء ديباكين, لكن دون فائدة.
ومنذ أربع سنوات إلى الآن وأنا من طبيب إلى طبيب, عملت تخطيط دماغ وكان سليما -والحمد لله-وفحص نظر وأيضا كان سليما, وفحص بي تويلف وكان سليما، ومن وقت الحادثة إلى الآن وأنا وضعي الصحي متدهور, لا أعرف كيف أصف ما بي من معاناة؟! فليس لدي القدرة على التذكر, أنسى كل شيء, ولا أحس بطعم الحياة, ولا أحس بأي شيء من حولي, حتى لذة الأكل لا أحس بها, أعيش بحالة من اللاوعي واللاواقعية, وكأني أعيش بخيال أو حلم.
يوجد ألم وثقل بآخر رأسي, وشد في أعصابي, و"غباش" في عيني, وإرهاق بشكل عام دون سبب, كأن شيئا معلقا على رأسي, ليس لدي طموح, وليس لدي أي شيء أفكر به, لا أحس بالوقت, أشعر بخوف دائم من كل شيء, ولدي رهاب اجتماعي, أنا درست دبلوما وكنت الأول على الكلية, والثاني على المملكة بالشامل, لكني لا أعرف كيف نجحت وأنا بوضعي النفسي هذا؟
أنا شخصيتي بشكل عام انطوائية, وخجولة, وعصبية في ذات الوقت.
رحلتي مع الأطباء النفسيين كبيرة, زرت العديد من الأطباء ووصفوا لي العديد من الأدوية, منها: سيروكسات, وأفيكسور, وفافرين, وريسفارم, وبروزاك, وسيبرالكس, واكسل, وديناكسيت ديباكين, ونيوروتوب, وانافرانيل, فالدوكسان, ولوكسول, ولامور, وسيرالين, وريسبال و و و و ........الخ ولكني لم أستفد شيئا, أخذت إبر بي تويلف ومقويات ولم ينفع شيء, وقد عملت صورة طبقية وصورة رنين مغناطيسي والحمد لله سليمة.
وضعي الآن كالتالي:
أولا: أعيش بحالة من اللاوعي, لا أرى الأشياء أو الأشخاص بشكل طبيعي.
ثانيا: ثقل في مؤخرة الرأس أثر على تركيزي, ثقل فوق الحواجب, وأنا الآن أعمل في مطعم بدوام 11 ساعة تقريبا.
وفي أثناء اليوم لا أتذكر الأحداث التي تحدث, وإن تذكرتها فكأنها لم تحدث معي, لا أعتبره نسيانا, ولكن ضعف في التركيز ناتج عن الحالة التي أشعر بها, وقبل الحالة بسنتين أصبت بالرهاب الاجتماعي, وصرت أجلس وحيدا, ولا أكلم أحدا, ولا أختلط مع أحد, أغلق الغرفة على نفسي, وأجلس في العتمة, ولا أحب أن أكلم أي شخص, وكنت هادئا جدا, وأخجل بشكل كبير, وأحس بثقل فوق الحواجب, وعندما أحرك رأسي أحس بصوت كصوت طقطقة, أي عندما أحرك رأسي من اليمين إلى اليسار أو العكس, وأنا أتدرب للحصول على رخصة القيادة الآن, ولا أركز على شيء, مع أني تعلمت القيادة, لكني لا أشعر أني أتقنها, لكني عندما أركب السيارة أتقنها تماما.
ألم في الرقبة ومؤخرة الرأس, وأسفل الرقبة, مع العلم أني أتناول الآن دواء أفيكسور 75 اكس ار, ودواء لامور, لكني أحس مع تناول الأدوية أن الحالة تزيد, هل حالتي لها شفاء مع الأدوية النفسية؟ وكيف؟
علما بأن وضعي المادي ضعيف جدا, والأدوية النفسية باهظة الثمن, أتمنى منك -يا دكتور- أن تدلني على الصواب, وأن تشرح لي طريقة العلاج بالتفصيل؛ لأني أكاد أن أصاب بالجنون, فقد تعبت, لا أشعر بشيء, وعندي فقدان في الثقة بالنفس, هل أتابع مع طبيب الأعصاب؛ لأن أغلب الأطباء النفسيين قالوا لي: إن حالتك لا يوجد لها علاج عندنا, فأنا أناشد الدكتور محمد أن يساعدني بما يستطيع, وجزاك الله كل خير, وأناشدك أن تقف معي موقفا إنسانيا بأن تتابع حالتي, وتشرحها لي, وتدلني على الصواب, وأن ترفع من معنوياتي؛ لأني - والله - أتمنى الموت في كل حين؛ لأني لا أشعر بشيء, وكأني جماد.
علما بأن حالتي تزيد مع تناول الأدوية النفسية, ولا أحس بتحسن نهائيا, حتى لو زدت الجرعة بعد فترة, مع العلم أن من طبيعتي أني كتوم, وعصبي بشكل كبير, مع العلم أني عندما أذهب للأطباء النفسيين أقترض من الناس النقود؛ لأني لا أستطيع الدفع, فأنا منذ شهر فقط عملت في مطعم, علما بأني كنت من الأوائل على تخصصي, وأتقنه تماما, لكني لم أجد عملا, ولا يوجد هدف ولا شيء.
وأتمنى من الدكتور محمد - جزاه الله كل خير- أن يكتب لي إيميله الشخصي إن لم يكن هناك مشكلة, ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة.
آسف للإطالة, وآسف لأن المعلومات غير مرتبة بشكل صحيح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.