هل يؤثر السكر على الحمل والولادة؟

0 573

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا حامل في الشهر الثامن في آخر أسبوع, حيث أن آخر دورة لي كانت بتاريخ 24-9,
وفي بداية السادس علمت بإصابتي بسكري الحمل, ومنذ الشهر السابع بدأت بالحمية الغذائية, مع حبة غلوكوفاج 500 مساء, علما أن وزني كان ببداية السابع 70, وقبل الحمل كان 60, والآن في آخر أسبوع في الشهر الثامن وزني 67.5, وكان وزن الجنين في أول الشهر السابع 1,6 أو 1,8 كغ.

سؤالي يا دكتور: هل من خطر لو تمت ولادتي طبيعية خوفا من هبوط السكر عندي أثناء آلام المخاض؟ ولأني لا أقدر على تناول العسل والتمر عند بدء المخاض الذي يمد الحامل بالطاقة ويقويها جدا, وأنا متخوفة من هذا الموضوع.

سؤالي الآخر: عانيت من قبل حملي من نوبات الهرع, وتعالجت بالانديرال وسلبيريد, وأثناء حملي في الشهر الواحد أعاني منها مرتين, حيث أني فجأة أتعرق, وأصاب بدوار, وزغللة, وخفقان قلب, ورعشة في كل جسمي لثلاث أو أربع ساعات, حتى أهدأ وحدي, وتذهب الأعراض وحدها.

في الليلة الماضية شعرت بها فتناولت على مدار الساعتين كوب حليب قليل الدسم, وكوب لبن قليل الدسم, وقطعتين من الخبز بحجم الكف, مع جبن قليل الدسم و 3 أكواب ماء؛ لأني خفت أن يصاحبها هبوط سكر, أو هبوط ضغط, فتناولت كل هذه الأشياء, وبعد مرور ساعتين زاد الدوار والتعرق, وبدأت نفسي بالغثيان, وأخرجت كل شيء من معدتي تماما, واصفر لوني, وبعدها هدأت ولكن لم أستطع النوم طوال الليل, وحتى اللحظة التي أكتب فيها لكم هذه الكلمات.

فما الذي حصل معي؟ هل هي نوبة القلق نفسها؛ فقط فزاد الاستفراغ؟

أرجوكم أرجوكم ولادتي مع نوبات القلق كيف ستتم وبدون تناول السكريات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

النوبة التي تحدث لك هي نوبة هرع, ونوبات الهرع يعرف أنها نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، ومهما تسبب للإنسان من مخاوف إلا أنها لا تعتبر خطيرة, وكثير من هذه النوبات حين يتعود عليها الإنسان يستطيع أن يتواءم معها, وأن يتكيف معها, وتكون النوبات التالية إن حصلت قليلة جدا وضعيفة, ولا يهتم بها الإنسان حتى تنتهي.

وكثير من الناس يتحكمون في هذه النوبات من خلال القيام بتمارين الاسترخاء بصورة مهنية ومنضبطة وصحيحة، فأرجو أيتها الفاضلة الكريمة أن تتدربي على هذه التمارين (2136015)، وهنالك بعد آخر لحالتك وهو موضوع السكر والحمل, وانخفاض السكر وزيادته هذا الموضوع سبب لك بعض القلق, أصبح الجانب الوسواسي القلقي وجانب المخاوف لديك واضحا جدا.

أتصور أن ما هو نفسي قد اختلط مع ما هو عضوي ومن وجهة نظري أنها حالة بسيطة ومطمئنة جدا، الولادة إن شاء الله سوف تتم على خير، والأطباء لديهم تحوطات كاملة مادام لديك ارتفاع في السكر، أنت الآن محتاجة إلى متابعة أسبوعية مع طبيبة النساء والتوليد، وأنا أعرف أن الطب متقدم جدا في دولة الإمارات سوف يكون هنالك تعاون بين الفريق العلاجي المكون من طبيبة النساء والتوليد وطبيب الغدد المتخصص في أمراض السكر، فلا تنزعجي أبدا حول مستوى السكر قد لا تحتاجي أبدا لتناول أي من نوع من السكريات فالأمر سوف يكون إن شاء الله تعالى مراقبا من خلال الخطط الطبية التي سوف توضع لك.

المهم والمهم جدا والذي أريد أن أركز عليه هو المتابعة مع قسم النساء والتوليد هذا مهم جدا، وبالنسبة لنوبات الهلع والفزع طبقي تمارين الاسترخاء (2136015) وأعتقد أنك حين تكونين مواصلة في المتابعة الطبية مع قسم النساء والتوليد, حتى قابليتك للإصابة بالهلع أو الفزع سوف تكون قليلة جدا، فأرجو أن تطمئني، ما حدث لك هي نوبة قلقية ربما يكون هنالك نوع من عدم الاستقرار في مستوى السكر, وهذا أيضا قد يزيد من القلق والتوتر في بعض الأحيان خاصة التغيرات النفسوجسدية المتعلقة بهبوط أو زيادة في السكر معروف جدا، لا تهمي ولا تنشغلي, وعليك بالدعاء وإن شاء الله تعالى لن يحدث لك أي مكروه.

بعد الولادة إن شاء الله تعالى إذا حدثت هذه النوبات الهلعية - أنا لا أتصور ذلك - لكن إذا حدثت فالعلاج سهل جدا، توجد أدوية ممتازة مثل عقار سبرالكس أو عقار سيرتللين يمكن تناولها مع الاندرال, لكن بالطبع لابد أن ينظر في أمر الرضاعة، هذا الأمر يجب أن نتعامل معه في لحظته.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
---------------------------------------------------------------
انتهت إجابة المستشار/ د. محمد عبدالعليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليه إجابة المستشارة/ د. رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والتوليد وأمراض العقم:
-------------------------------------------------------------------
إن السكري الحملي لا يعرض الأم إلى الخطر على الإطلاق, لا خلال الحمل ولا خلال الولادة, وذلك لأنه ليس ناتجا عن قصور في البنكرياس, وإنما ناتج عن تأثير هرمونات الحمل, ولذلك فأغلب الحالات تتراجع وتزول بعد الولادة مباشرة.

والولادة الطبيعية لا تسبب هبوطا في السكر, وفي الحالات التي تستدعي الجهد مثل الولادة الطبيعية, سيقوم الكبد بآلية فيزيولوجبة معجزة, بتحويل مادة تسمى (الغلكوجين ) مخزنة بكمية كبيرة إلى الغلكوز, أي إلى سكر حسب حاجة الجسم, بحيث يبقي على مستواه ثابتا في الجسم, فلا داع للقلق بهذا الشأن, حتى لو كنت صائمة ولم تتناولي أي طعام.

ولا خطر من الولادة الطبيعية على الإطلاق على السكري, بل إنها مفضلة عن القيصرية, وفي غرفة الولادة سيوضع لك محلول مغذي, وسيتم عمل تحليل للسكر بشكل دوري, وإن حدث أي هبوط أو ارتفاع فمن السهل جدا علاجه وبسرعة فائقة, وأسرع من تناول العسل أو التمر.

لا داعي للقلق فغرف الولادة من الأماكن المجهزة بكل الوسائل اللازمة للتعامل مع الحالات الإسعافية.

ندعو الله العلي القدير أن يتم لك الولادة على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات