زوجتي مؤدبة وجميلة ولكني أحس بضيق عندما أجلس معها؛ فماذا أفعل؟

0 466

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا على جهودكم، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

أنا شاب عمري 25 سنة، كانت لي علاقات مع بنات قبل ثلاث سنين من الآن، وبعد الهداية والتوبة قررت أن أتزوج، فذهبت أمي وأخواتي للبحث عن الفتاة المناسبة، وبعد ذلك رشحت لي أمي فتاة من أقاربنا مؤدبة، وخجولة جدا، وعلى قدر عال من الأدب والجمال والتعليم.

ذهبت لأراها وعندما رأيتها أحسست بضيق شديد في صدري، ونفور بعد عدة أسابيع، وبعد الاستشارت والاستخارة عقدت عليها، وما زلت بعض الأحيان أشعر بضيق، ونفور منها، وأقول في نفسي لماذا استمررت في الموضوع، عندما أزورها من حين لآخر أجدها قليلة الكلام جدا، لا أدري لماذا لا أشعر بالانجذاب الشديد والحب الشديد نحوها ربما؛ لأنها لا تتكلم كثيرا، وأنا الآن محتار، هل أكمل الزواج أم لا؟

وهل سيأتي الحب بعد الزواج، مع أن الفتاة تحبني، وتحترمني جدا، وتطيعني كثيرا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رجائي بالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا، ومرحبا بك.

ونسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يتقبل توبتك خالصة لوجهه الكريم.

وبخصوص ما ورد في رسالتك أخي الكريم الذي أراه أن تتوكل على الله، وأن تمضي في هذه الزيجة الأخيرة؛ لأن هذه الأخت تتمتع بمواصفات رائعة، فكونها مؤدبة، وخجولة، وعلى قدر عال من الجمال، والتعليم، أرى أن هذه كلها مقومات نجاح والنقص الذي فيها تستطيع أن تستثمره خاصة، وأنها تسمعك، وتطيعك، وهذه المسائل مع الأسف الشديد نادرة في النساء اليوم، فقل أن تجد فتاة مطيعة لزوجها مع الأسف الشديد، التربية والتعليم الذي تلقته الفتاة في الفترة المتأخرة جعلتها تشعر بنوع من الندية، وأنها قد يكون من العيب في حقها أن تتنازل لإرضاء زوجها حتى وإن كانت ارتكبت خطئا.

فكونك ترى فتاة بهذا المستوى، أرى أن هذه نعمة عظيمة من نعم الله، فأرى أن لا تفرط فيها بارك الله فيك، وفعلا الحب سيأتي بعد الزواج مع كثرة العشرة، والاختلاط، وسوف يجمع الله قلبك على قلبها؛ لأنها تتمتع بمواصفات تجعلها مقبولة فهي مؤدبة، وليست بذيئة، ولا متفحشة في القول وكذلك هي خجولة، معنى ذلك أنها لن تنظر لغيرك، وكذلك على قدر من الجمال، فستكتفي بها عن غيرها، وبنفس الوقت مثقفة، ومتعلمة، فهذه كلها عوامل نجاح رائعة، ولكن أنت تستطيع أخي الكريم أن تحاول أن تضيف إليها العمق الشرعي، وأن تطلب منها الآن أن تقرأ بعض الكتب عن آداب الحياة الزوجية، وفن معاملة الزوجة لزوجها، وكيفية تربية الأبناء، وفن العلاقة الأسرية، وكيف تكون مسعدة لزوجها، وأبناءها هذا أمر أرى أنه من الممكن أن يكمل جانب التعليم والثقافة عندها، حتى تستطيع أن تؤدي رسالتها على أكمل وجه.

أرى أنها مناسبة لك أخي، وأن مواصفاتها رائعة، وأنها نادرة في هذا الزمان مع اجتماع هذه المواصفات التي ذكرتها أنت، فأنت قد شهدت لها بهذا كله، وأنت لست مجبرا إلى أن تقول فيها شيئا ليس فيها، فأنا أرى بارك الله فيك أن تستعين بالله، وأن تواصل.

وبخصوص موضوع عدم شعورك بالانجذاب مثلا أو عدم الراحة عندما تجلس معها أرى أن هذا قد يكون بسبب شيء من حسد أو مس أو عين، فلذلك أرى أن تقوم بعمل الرقية الشرعية لنفسك، قم بارك الله فيك بعمل الرقية الشرعية، إما أن ترقي نفسك، وإما أن تستعين بأحد الرقاة الثقات المعالجين الذين يستطيعون أن يعالجوا هذه المسألة لديك، وكذلك هي تقوم بعمل الرقية الشرعية لنفسها أيضا أو تذهب لأحد الرقاة الشرعيين الثقات.

وأنت قد استخرت الله تعالى، وتقدمت إليها بعد الاستخارة والاستشارة، وإن شاء الله لن يخيب الله ظنك؛ لأنها تتمتع في المواصفات التي تؤهلها لأن تكون زوجة ناجحة، كما ذكرت لك أتمنى أن تعمق لديها المدلول الشرعي لمفهوم الحياة الزوجية في الإسلام، ومن حق الزوج على زوجته حتى تستطيع أن تعاملك معاملة رائعة، وأن تستمتع بها وتستمتع بك في الحلال الطيب المبارك، استعن بالله ولا تتردد، وحاول أن تقوم بعمل رقية شرعية لنفسك، أو يقوم بها، أحد الرقاة الثقات، وهي كذلك أيضا عسى الله أن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، وأسأل الله أن يبارك لكما، ويبارك عليكما وأن يجمع بينكما على خير.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات