السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علمت أن مرضى الزهايمر يتم إعطاؤهم مثبطات إنزيم الاستيل كولين استريز (اريسبت) لمنع تكسير إنزيم الاستيل كولين، وبالتالي تحسين الذاكرة.
السؤال هنا: هل يتم زيادة تركيز هذا الإنزيم عند هؤلاء المرضى، وبالتالي نقوم بتثبيطه لإعادته إلى مستوياته الطبيعية، أم أن نسبته تكون طبيعية حتى مع هؤلاء المرضى، ولكننا نثبطه بهدف زيادة الاستفادة من الاسيتيل كولين الموجود لتحسين الذاكرة؟
يوجد تحاليل تتعلق بهذه الإنزيمات مثل تحليل:
1-acetyl cholin receptor
acetylcgolinesterase(cc/sp)-2
سؤال آخر:
هل يمكن من خلال هذين التحليلين تحديد جدوى هذا الدواء أم لا أو التأكد من أن سبب الخرف هو الزهايمر فعلا أم لا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي: منذ أن وصف الطبيب النمساوي (أليسو الزهايمر) المتلازمة المعروفة بمتلازمة الزهايمر في عام 1907 ظلت الأبحاث مستمرة وبتدفق شديد حتى يومنا هذا.
خلاصة الأمر أنه توجد مؤشرات نستطيع أن نقول بأنها جيدة لمعرفة سبب الزهايمر، لكن الأمر لم ينجل بصورة كاملة، من أكثر النظريات التي راجت وأقول: أنها قد قبلت هي نظرية أن متلازمة الزهايمر سببها هو ضعف تركيز الاستيل كولين في خلايا الدماغ في مناطق معينة، وذلك من خلال ضعف إفراز هذا المستقبل، أو الموصل العصبي، وحتى تهيأ الفرصة لأن يتوفر هذا المكون الفسيولوجي فيتم الإغلاق على الإنزيمات التي تؤدي إلى تكسيره حتى لا تؤثر على ما هو موجود أصلا، حتى وإن كان قليلا، وبعد ذلك تتاح الفرصة للمستقبلات العصبية لأن تكون في وضع أفضل لإفراز مادة الاستيل كولين، هذه هي النظرية - أيها الأخ الفاضل الكريم - لكن لماذا لا يتحسن كل مرضى الزهايمر على الأدوية المعروفة لعلاج هذه العلة؟
ومن أهم الأدوية التي استعمل هو العقار الذي يعرف باسم أرسبت، وهنالك أمبكتيه، وهنالك الريمانيل، الأمر قد لا يكون بهذه البساطة، ليس الاستيل كونين وحده، الآن ظهرت نظريات كثيرة تتكلم عن مركبات وموصلات عصبية أخرى، هنالك كلام عن مستقبلات النوكتين، هنالك كلام كثير عن المنظومات المناعية لدى الذين يصابون بعلة الزهايمر, وأنه توجد أنواع من البروتينات ذات السمية العالية جدا، من خلال طفراتها الشديدة تؤدي إلى تآكل بعض خلايا الدماغ مما ينتج عنه ضعف الذاكرة.
يا أخي: نستطيع أن نقول: إن علة الزهايمر هي علة متعددة العوامل، لكن نظرية الأستيل كولين وضعفه هي نظرية محترمة وجيدة، ونستطيع أن نقول: إنها مقبولة لدرجة كبيرة، لكن لا يمكن أبدا أن نقول إنها هي العامل الوحيد، توجد بعض التحاليل هذه التحاليل تمت من خلال أنواع معينة من الأشعة، خاصة الرنين المغناطيسي الوظائفي، والذي يقاس حقيقة ليس مستوى هذه المركبات إنما النشاط الثانوي لها في مناطق معينة من الدماغ، الوسيلة التأكيدية الوحيدة لتشخيص علة الزهايمر هي أخذ عينة من الدماغ، وهذه بالطبع لا تكون مقبولة لكن في بعض المراكز يتم ذلك.
سؤالك: هل يمكن من خلال هذين التحليلين تحديد جدوى هذا الدواء أم لا، أو التأكد من سبب الخرف هو الزهايمر؟ لا أعتقد أبدا من خلال التحليلين أنه يمكن التأكد، لأنه حتى أنواع الخرف الأخرى مثلا ما يسمى بالخرف الوعائي، والذي ينتج من جلطات دماغية صغيرة جدا، وتصلب في الشرايين، وهذه أيضا يعتقد أن انخفاض الاستيل كولين يلعب فيه دورا، وبعض الحالات تكون فيها شيء من الاختلاط، فعلة الزهايمر قد توجد في ذات الوقت مع علة الخرف الوعائي، وهنالك علاقة بين الشلل الرعاشي وكذلك الخرف، وفي هذه كلها وجد أيضا أن مركب الاستيل كولين ربما يكون تأثر بجانب عوامل أخرى كثيرة.
أخي الكريم: استعمال الأدوية المضادة للخرف في بداية العلة يساعد، وهذه المساعدة قد تكون محدودة، ولكن على الأقل تبطئ تقدم المرض.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.