ضقت ذرعا بالأعراض الجسدية للقلق.. أرشدوني ماذا أفعل؟

0 413

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم لما تقدموا فيه من خدمات، ونصائح للمرضى وغيرهم.

لقد أرسلت لكم عدة مرات قبل هذه المرة، وكانت إجابتكم شافية، ووافية -ولله الحمد-.

هذه المرة أريد عن أسألكم عن الأعراض الجسدية للقلق، فلقد ضقت ذرعا بها لقد كانت، وما زالت شغلي الشاغل، فهي تلهيني عن عملي، وعن أسرتي، وعن حياتي، وأوجزها بالتالي:

- صداع توتري غير مرتبط بالمكان، ولا بالزمان ولا بالجوع، ولا بالبرد، ولا بالحر ممكن أن يهاجم في أي لحظة يرافقه دوخة خفيفة من شدة الألم، وقلق شديد بطبيعة الحال.

- ألم بالصدر من خفيف إلى شديد في جزء معين من الصدر، أو بالصدر كامل يرافقه ضيق بالنفس أو خفقان أحيانا وطبعا لا أنسى القلق المرافق للألم.

- آلام مختلفة في أنحاء الجسم الأخرى مثل المعدة، والقولون، والتعب العام.

لقد أصبحت أقسام الطوارئ، وعيادات الأطباء مكاني الدائم، وأصبح الخوف والألم رفيقي، دائما متأهب، وحذر وأحاول قدر الإمكان أن لا أكون وحدي خوفا من الخطر، كنت قد أصبت بالاكتئاب قبل سنوات، وأخذت له دواء لسترال لمدة ثلاث سنوات.

هل أعود لأخذ الدواء مرة أخرى أم أراجع طبيبا آخر من جديد، أم أترك هذا وذاك، وألتزم بتمارين الاسترخاء، والعلاج السلوكي، أرشدوني ماذا أفعل؟

ولا تنسوني من الدعاء، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

الأعراض الجسدية كثيرا ما تتكون من مكون أساسي للقلق النفسي، وكذلك الاكتئاب النفسي، وأكثر هذه الأعراض شيوعا هو الألم الجسدي، انقباضات العضلات، الصداع، آلام القولون العصبي، الألم في أسفل الظهر، الشعور بالتنميل، عدم الارتياح العام فيما يخص الصحة الجسدية، والبعض قد يحس أيضا بنوع من الإنهاك، وسرعة الإجهاد، أعراض ضيق التنفس تسارع ضربات القلب، الرجفة، والرعشة، والدوخة كلها قد تكون متواجدة لدى بعض الناس حين يصابون بالقلق، وهذه الأعراض تتفاوت من إنسان إلى أخر، بعض الناس تكون هذه الأعراض الجسدية لديهم كثيرة ومستمرة، وهذا نفضل أن نسميه التجسيد يعني أن الأعراض الجسدية هي الغالبة، وهي المزعجة للإنسان، وهذه الحالات معظمها تعالج أيضا عن طريق الأدوية المضادة للقلق، وكذلك الأدوية المضادة للاكتئاب .

أيها الفاضل الكريم أنت مدرك ومستبصر تماما بحالتك، لاشك أن ممارسة تمارين الاسترخاء، والعلاج السلوكي، والتركيز على الرياضة على وجه الخصوص سوف تصرف انتباهك عن هذه الألم الجسدي، والفسيولوجي المختلف، وفي ذات الوقت يجب أن تحاول وتسعى لتجاهله؛ لأن التجاهل يؤدي إلى نوع من التطبع على القبول، والقبول ينتج عنه التناسي، وعدم الاهتمام بالعرض، فيا أخي اهتم بذلك كثيرا.

الأدوية جيدة ومفيدة أيضا، لكن يجب أن تكون جزءا من العملية العلاجية المتكاملة، ونعني بذلك الطرق السلوكية المعروفة، وتغير نمط الحياة، والتفكير الإيجابي، والتواصل الاجتماعي، واستثمار الوقت بصورة صحيحة، الشعور بقيمة العمل زيادة الأرحام بر الوالدين، هذا يا أخي كلها مكونات علاجية أنا أراها مهمة جدا.

إذا تمكنت من زيادة الطبيب النفسي لاشك أن هذا أفضل وأجود لأن كل كلمة تسمعها من الطبيب سوف يكون لها وقع إيجابي جدا عليك، ويمكن أيضا توصف لك أدوية، وكما ذكرت لك الأدوية يمكن أن تكون جزءا من المكملات العلاجية.

اللسترال لاشك أنه دواء جيد، وفعال جدا، الحالة النفسوجسدية تستجيب بصورة عالية جدا لعلاج دوقماتيل، والذي يعرف علميا باسم سلبرايد، وهو دواء بسيط جدا لا يتطلب أي وصفة طبية، وجرعته تتفاوت من كبسولة واحدة في اليوم إلى ثلاثة كبسولات، وقوة الكبسولة هي (50غ)، وإذا تم تدعيمه بأحد مضادات الاكتئاب، فلا بأس في ذلك مثل اللسترال على سبيل المثال، لكن أخي الكريم مادام لديك استعداد طيب لمقابلة الطبيب النفسي، فهذا أمر أؤيده تماما.

وعليك أخي الكريم أن لا تتردد كثيرا على الأطباء، وعلى أقسام الطوارئ، نعم الإنسان يشفق، ويريد أن يطمئن على صحته، لكن هذا التردد على العيادات وأقسام الطوارئ حين يكثر قد يؤدي إلى نوع من الأرق المرضي، وهذه أيضا علة في حد ذاته.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات