السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله لقد من الله علي أن هداني، والتزمت منذ حوالي سنة، وقد كنت مبتلى قبل الالتزام بمشاهدة الأفلام الإباحية، ومشكلتي الآن أني أراجع ذاكرتي بمعنى أدق (أتذكر ما كان في هذه الأفلام)، وقد حدث ثلاث مرات أن أنزلت المني بدون أي ملامسة، ولكن من شدة الشهوة، فما سببها؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أسباب العفة، وأن يثبتك على توبتك واستقامتك.
ووصيتنا لك أيها الحبيب أن تبذل غاية ما تقدر عليه من الجهد في سبيل حفظ خواطرك، فإن حراسة هذه الخواطر، وما يجول في الفكر هو مبدأ الخير، فإن الخاطرة تصبح فكرة، ثم تنتقل لتصير عزيمة، ثم تتحول بعد ذلك، فتصير عملا، وإذا أحسنت حراسة خواطرك بأن صرفت ذهنك عن التفكر في الحرام، فإن الله عز وجل سيجعل ذلك سببا في صلاح قلبك، وسيعوضك سبحانه وتعالى حلاوة الإيمان تجدها في قلبك، وينشرح بها صدرك، وتطيب بها حياتك.
ولا إثم عليك لو حصل شيء من ذلك، وأنزلت المني، فإن الله تعالى تجاوز لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها، لكن كما قلنا أنت محتاج إلى حراسة هذه الخواطر حتى لا تجرك إلى ما بعدها، وما ورائها فحلاوة الإيمان تجدها في قلبك، وينشرح بها صدرك وتطيب بها حياتك.
والشيطان يحاول أن يدعو الإنسان خطوة خطوة، وقد حذرنا الله من اتباع خطواته، فقال تعالى{ يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}.
ومن المعلوم أيها الولد الحبيب أن شهوة الجماع من أشد الشهوات التي ركبت في هذا الجسد، ومن ثم فأنت محتاج إلى تعاطي الأسباب التي تخمد نار هذه الشهوة، وينبغي أن تجاهد نفسك في سبيل غلق الأبواب التي تؤدي إلى تأجيج نارها، ومن ذلك النظر أو التفكر في ما يثيرها، فحاول أن تسد على نفسك هذا الباب، وتأخذ بأسباب الاستعفاف، والله سيتولى عونك، وقد قال سبحانه { وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}، ووصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب معلومة لك، وهي الإكثار من الصيام، فإنه وجاء أي خصاء يقلل من الشهوة.
ونوصيك أيها الحبيب بشغل نفسك بالشيء النافع من أمر دين أو دنيا، فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فحاول أن تملأ أوقاتك بالنافع وحاول أن تصطحب الصالحين، وأن تشترك معهم في برامجهم النافعة، وستجد في ذلك ما يشغلك بإذن الله تعالى عن مثل هذه الخواطر والأفكار.
والله الموفق.