هل علي أن أمنع زوجتي من لبس المطرز؟

0 500

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كيف حالكم؟ أتمنى أن تكونوا بأفضل وأحسن حال.

سؤالي هو: زوجتي ملتزمة, وطيبة, وصاحبة أخلاق عالية, وتؤدي حقوق ربها بأداء واجباته, واجتناب نواهيه, وتؤدي حقوقي, ولكن هناك شيء واحد فقط وهو أنها تريد في بعض المرات أن تلبس عباءة فيها زينة, وهي تقول لا يوجد فيها زينة كثيرة, وأنا وجهت لها النصيحة من باب خوفي عليها أن تكون من المتبرجات, فهل علي منعها أو السماح لها؟ أم أستمر في توجيه النصيحة وأترك الأمر لها؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يعيننا وإياك على طاعته، وأن يصلح أحوالنا وأحوال الزوجات والبنات والأولاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وحقيقة نشكر لك هذا الثناء على هذه الزوجة، ونسأل الله تبارك وتعالى لها الثبات والسداد، ونتمنى أن تتذكر هذه الزوجة – وكل زوجة – أن الزينة الجميلة وأن الجمال في الملبس إنما يكون للزوج، أما إذا خرجت المرأة من بيتها فإن عليها أن تلبس اللباس الذي لا يكون زينة في نفسه؛ لأن الثوب والعباءة إذا كانت مطرزة وفيها زينة هي تحتاج لعباءة لسترها، تحتاج لعباءة من أجل أن تستر هذه العباءة، ولذلك ينبغي أن تستمر على ما كانت عليه من الخير، وتبتعد عن إظهار مثل هذه الزينة أو تغيير ما كانت عليه من الخير، فإن الإنسان ينبغي أن يكون في صعود لا أن ينزل إلى الأسفل، ينبغي أن يذهب إلى الأمام لا أن يرجع إلى الوراء.

وما أحوج هذه الأخلاق الجميلة والطيبة وأدائها للحقوق وحرصها على الطاعة، هذه الكمالات ينبغي أن تتوجها بالمحافظة على حجابها – أكرر على حجابها الكامل – لأن الإنسان الذي عنده هذه الفضائل ينبغي ألا يرضى بالرجوع إلى الخلف، وينبغي ألا يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.

لذلك ندعوك أن تستمر في نصحها، وحبذا لو قرأت هذه الإجابة التي نشكرك أولا على الثناء عليها، ونحن ندعو الله تبارك وتعالى لها، ونقول لها - ولأمثالها من الفاضلات – أنت مقام القدوة الحسنة للنساء، وإذا تحجبت المرأة الحجاب الكامل وتغطت وتسترت وخرجت فإنها داعية إلى الله تبارك وتعالى، تثبت أخواتها الصالحات، وتعين الأخريات على العودة إلى الخير والصواب.

أما إذا رجعت الملتزمة وبدأت تغير في لبسها وهيأتها فإن هذا هو صد عن سبيل الله، وفيه تشجيع للمتبرجات، وفيه إطالة اللسان والكلام وقالة السوء على أهل الخير، وأنهم لا يلتزمون، وأن فلانة تغيرت، وأن فلانة تركت عباءتها، وأن فلانة بدأت تلبس المطرز.

نحن لا نقصد أن يلتزم الإنسان من أجل الناس، لكن لا بد أن نتذكر أننا دعاة لديننا، ودعاة إلى الله تبارك وتعالى بأقوالنا وسلوكنا وأفعالنا، فهذه المرأة المتزوجة – ولله الحمد – يهمها أن تكون جميلة في عين زوجها، أما في عين الآخرين فيكفي أن تكون محتشمة ومحترمة، لذلك دائما نسأل أي امرأة: لمن تتزينين؟ ما هو المكان الذي ينبغي أن تظهر فيها المفاتن والمحاسن؟ إنه بين المحارم وعند الزوج، أما إذا خرجت من بيتها فينبغي أن تخرج بكامل جلبابها وبكامل سترها.

هذا هو الجمال، أكمل جمال المرأة في حيائها وفي سترها وفي حجابها، أما إن كانت مع زوجها فإنها ينبغي أن تبالغ وتتفنن في إظهار مفاتنها من أجل أن تعف نفسها وتعف زوجها، لكن عندما تخرج ينبغي أن تخرج باللباس الساتر الذي يدل على أنها درة غالية وعلى أنها عفيفة طاهرة {ذلك أدنى أن يعرفن} بأنه العفيفات، بأنهن الطاهرات، بأنهن الخيرات {فلا يؤذين} والناس دائما يحترمون المرأة بمقدار ما عندها من ستر وحجاب وأدب.

ونسأل الله تبارك وتعالى لكم التوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك الحرص على طرح هذه المسألة، ونحن نقول: هذه الزوجة ولله الحمد على خير، فواصل النصح لها والتذكير لها، ونحن نتمنى أن تثبت وتزداد خيرا وقربا من الله تبارك وتعالى الذي أنعم عليها بهذه النعم، وأنعم عليها كذلك بهذا الزوج المتفاهم الذي أحال الأمر لأهل العلم وإلى هذا الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات