الأدوية النفسية التي تناسب جميع الحالات

0 426

السؤال

السلام عليكم

قصتي باختصار: متزوج ولدي طفلة والحمدلله وأنتظر مولودا جديدا, قبل شهرين كنت جالسا أنا وصديق لي نتبادل أحاديث الآخرة وعلامتها, وبعدها بأسبوع رجعت أفكر بالموضوع فأصابتني نغزات في الصدر وضيق تنفس, صرت أحس بالموت من يومها وأصابن وسواس فضيع, ذهبت إلى الطوارئ وعملت جميع الفحوصات وكلها كانت سليمة والحمدلله.

رجعت الأعراض مرة أخرى فذهبت إلى ثلاث مستشفيات ونفس النتيجة كانت, وثمة صديق لي طبيب عام قال لي إنها نوبات هلع, استغربت من كلامه فنصحني بالذهاب لطبيب نفسي ولم أذهب, بحثت في النت عن الموضوع, وقرأت عنه ونفس الأعراض وجدتها مطابقة لما معي.

وجدت أنه يوجد أدوية لهذا المرض وهو سيبرالكس, تناولته لمدة 3 أسابيع وتركته, أعراضه صعبه علي, وبعدها تناولت زانكس من دون وصفة, ربع صباحا وربع مساء.

أريد من حضرتكم أن تدلوني على الطريقة الصحيحة لأني خائف أن أترك الزانكس فجأة, وأريد أدوية جديدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

الحالة التي أصابتك هي مخاوف قلقية تحمل طابع نوبة الهرع كما ذكر لك الأخ الطبيب الصديق الذي استشرته، الحالة مرتبطة بنوع من التماهي والتماثل مع الموضوع الذي كنت تناقشه وهو موضوع الآخرة, بعض الناس تحدث لهم مثل هذه التأثرات, وهي غالبا تكون على نطق أو على مستوى العقل الشعوري، ويظهر أخي الكريم أنه ربما تكون لديك بعض الاستعداد النفسي لسرعة التأثر والرباط النفسي حين تظهر عليك الأعراض, هذا لا يعني أن شخصيتك ضعيفة وإيمانك قليل، هذه مجرد أحوال نفسية بسيطة تحدث للناس في بعض الأحيان إذا وجدت العوامل المهيأة والمرثبة كما في مثل حالتك .

أيها الفاضل الكريم: أهم شيء تواجه به هذه النوبات هي أنها بسيطة وأنها قلقية، الشعور الذي يأتيك قرب الموت هو شعور قلقي وسواسي ناشئ من مخاوف, حين تتفهم أن الحالة ليست خطيرة هذا سوف يساعدك, من أفضل وسائل العلاج هو أن تصرف انتباهك عن مثل هذه الحالة, وذلك بأن تشغلك بأعمالك وأن لا تعريها أبدا اهتماما كحالة نفسية عابرة وطارئة، أخي أيضا تطبيق تمارين الاسترخاء وهو أمر جيدة ومفيد جدا (2136015).

بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية المضادة للمخاوف كلها وجد أنها طيبة وفاعلة وجميلة, وعقار سبرالكس من الأدوية الجيدة جدا, لكن أنت لم تتحمل له ربما تكون قد بدأت بجرعة كبيرة أو شيء من هذا القبيل, أو ربما يكون حدث شيء من عدم التوافق مع هذا الدواء بالرغم من أنه دواء متميز، الزناكس دواء جيد لكن بالطبع هو لا يعالج المرض ويعالج العرض, نعم هو دواء متميز جدا في إزالة الخوف والتوترات, لكن يعاب عليه أن الإنسان حين يتوقف عنه ربما ترجع الأعراض, وفي ذات الوقت هذا يؤدي إلى نوع من التعود لأنه يعمل من خلال ما نسميه بالإطاقة أو التحمل, بمعن أن الدواء لا يؤدي فعاليته إلا برفع الجرعة بعد فترة من الزمن.

عموما الجرعة التي تتناولها ليست كبيرة، أعتقد أنه من الأفضل لك أن تجعل الجرعة الآن ربعا في المساء لمدة أسبوع، أي تتوقف من حبة الصباح وبعد انقضاء الأسبوع اجعل هذا الربع يوما بعد يوم لأسبوع آخر ثم توقف عن تناوله، هذه طريقة جيدة وممتازة في ذات الوقت حتى نضمن أن هذه الأعراض سوف تقل حدتها أو تختفي تماما إن شاء الله تعالى.

أنصحك بأن تتناول دواء زولفت الذي يعرف باسم لسترال واسمه العلمي سيرتللين، السبرالكس لم يتوافق معك لذا من الأفضل أن تتناول دواء مضادا لقلق الوساوس, وأعتقد أن السيرتللين جيد, الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة جدا, ابدأ في تناوله من الآن بجرعة نصف حبة أي (25) مليجراما ليلا لمدة أسبوعين, بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا لمدة ثلاثة أشهر, ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهرين, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين, ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام، لمدة أسبوعين أيضا، ثم توقف عن تناوله.

هذه طريقة متأنية ومتدرجة ومدة العلاج قصيرة, وكذلك الجرعة, أسأل الله تعالى أن ينفعك بها أيها الفاضل الكريم, وإذا تمكنت من مقابلة الطبيب النفسي أعتقد أن هذا سوف يكون أمرا جيدا ومطمئنا لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات