كيفية التخلص من الانعزالية والانطوائية

0 563

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

لدي أكثر من مشكلة لكن الآن سوف أتكلم عن واحدة منهن: أنا شخص انعزالي، وإذا أختلط أختلط قليلا جدا, وبعدها أرجع للعزلة, ليس عندي أصدقاء ولا أعرف كيف أحافظ على الصديق, أو كيف أصادق الآخرين, لا أتكلم عن خصوصياتي حتى لو كانت عدد أفراد أسرتي, وأقول لا يوجد عندي إخوة وأخوات, علما أنه يوجد عندي.

أنا في بلد أجنبي, ولا أعرف الناس مما زاد المشاكل والشكوك في, علما بأني أحترم نفسي, لا أعتدي على أحد, ولا أتجاوز أحد, أشعر أني فاشل غبي وغير محترم, وغير مرغوب به ومكروه, لا أعرف ماذا أقول لك, لكن ليس عندي ناصر ولا معين, فقط الله عز وجل هو وليي, فماذا أفعل أرجوك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

لابد أن يتم تشخيص صحيح لحالتك, أنت انعزالي نسبة لأنك تعاني من نوع من الخجل أو الخوف الاجتماعي، أو أنك انعزالي لأن شخصيتك في الأصل انطوائية, أو أنت انعزالي لأنك تشك في الناس, وفي مقاصدهم, ولا تثق فيهم, وتلجأ إلى سوء التأويل, لذا تحاول أن تبتعد عن التواصل الاجتماعي؛ رسالتك أعطيني حقيقة أن كل هذه الاحتمالات قد تكون واردة.

وعلاجك إن شاء الله تعالى في حالة وجود خوف أو قلق اجتماعي: أن الإنسان لابد أن يتواصل مع شخص واحد ويحدد هذا الشخص, وهذا الشخص يمكن أن يكون زميلا في العمل أو زميلا في الدراسة أو قريبا, وبما أنك موجود في بلاد بعيدة أعتقد أنك تستطيع أن تحتك بشخص تحس أنك بالفعل قريب إليه, والناس جعلت شعوبا وقبائل لتتعارف، وهذه فرصة سانحة جدا, شخص واحد وليس أكثر من ذلك.

التواصل ليس من الضروري أن يكون تواصلا قويا أو ملزما في الأيام الأولى لا، الأمور إن شاء الله تأتي بالتدرج، لو كنت في بلد إسلامي كنت سأقول لك إن أفضل وسيلة للتواصل هي من خلال المسجد وحضور صلاة الجماعة، بما أنك في أمريكا أعتقد أنه توجد أيضا مراكز إسلامية متى ما أتيحت لك الفرصة أيها الأخ الكريم تعرف على الإخوة هناك, وهذا إن شاء الله يقود إلى مسيرة توسيع شبكتك الاجتماعية.

ثانيا: يجب أن لا تنظر إلى نفسك نظرة سلبية حتى وإن كنت انطوائيا بفطرتك أو طبيعتك, أو تعاني من شيء من الرهاب، انظر إلى ما يميزك من إيجابيات شخصيتك, لابد أن تكون فيها نقاط قوة كثيرة, لا تحقرها, ولا تتجاهل, وحاول أن تنميها، إذن إعادة تقييم الذات على أسس جديدة, ومفاهيم جديدة هو أحد وسائل تكوين وبناء الشخيصة وتأكيدها.

ثالثا: ابدأ بنوع من الاختلاط الجماعي، ممارسة الرياضة الجماعية, حضور المحاضرات والندوات، والتواصل المفيد عن طريق الأسكاي والإنترنت, هذه أصبحت الآن فيها خير كثير لمن أراد أن يستفيد منه بصورة حكيمة ومفيدة.

عليك أيضا أن تضع في خيالك وتبني مزاجا نحو تكوين موقف اجتماعي, هذا نسميه سيكودراما أن تمثل موقف اجتماعيا معينا, على سبيل المثال سقط شخص أمامك في الطريق وتجمهر الناس حوله, وأن كنت أحد هؤلاء الناس وقمت بإسعافه لأنه لديك فكرة جيدة جدا عن الإسعافات الأولية وهكذا، وعلى ضوء ذلك تستطيع أن تكشف وتعرض نفسك في الخيال لموقف اجتماعي, وهنالك مواقف كثيرة جدا يمكن أن يضعها الإنسان في شكل دراما هذه مفيدة جدا.

من الملاحظات العلمية النفسية أن بر الوالدين يقوي الشخصية, ويوطدها, ويعطي الإنسان حقيقة الدافعية نحو التواصل المفيد، صلة الرحم هي أساس عظيم جدا للتواصل الاجتماعي الذي نراه ايجابيا جدا، فكن حريصا على ذلك، بالنسبة للشكوك حقيقة مهمة أن توجد في حياة الإنسان، الإنسان محتاج لدرجة معقولة من الشك ليحمي نفسه لكن هذا يجب أن لا يصل إلى مرحلة مرضية، والإنسان لا يتحكم في شكه, يحاول دائما أن يقابل بإحسان الظن في الناس، وأن تحصن نفسك بالأذكار والأدعية المأثورة.

نسأل الله تعالى أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن يسارك ومن فوقك، هذا دعاء عظيم حيث يستشعره الإنسان يشعر أنه محاط بهذه الرحمة الإلهية العظيمة, وأن لا أحد يستطيع أن يضره هذا مهم، ومتى ما أخذنا مثل هذه الاسترشادات الإسلامية مأخذ الجد؛ فإن فائدتها العلاجية والسلوكية عظيمة جدا.

أخي ربما تحتاج إلى علاج دوائي أيضا، العلاج الدوائي هنالك أدوية تحسن المزاج, وهنالك أدوية تزيل الرهبة الاجتماعية, وتقلل من الشكوك, هذه قد تتطلب أن تقابل أحد الأطباء الاستشاريين.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد وأشكرك أيها الفاضل الكريم على ثقتك في إسلام ويب.

وللفائدة راجع علاج الانطوائية والعزلة سلوكيا: ( 265122 - 263794 ).

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات