السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 28 سنة، ومبتعثة لدراسة الماجستير منذ حوالي سنة ونصف، تقدم لي شاب حسن الأخلاق كما سمعنا عنه ولا يوجد ما يعيبه سوى أنه عصبي ويشرب الشيشة، واستخرت عدة مرات ثم بعد ذلك أخبرنا عن طريق أخي أنه إذا تمت الموافقة لا يريدني أن أكمل دراستي، مع العلم أن دراستي تحقيق لحلم أمي وأبي وحلمي أن أحقق رغبتهما وأن يفرحوا بإنهائي الدراسة، علما بأنه تقدم وهو يعلم أني مبتعثة وفي منتصف الطريق، بماذا تنصحوني؟ وجزاكم الله خيرا.
أرجو الرد في أقرب وقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا في موقعك، ونسأل الله أن يعينك على تحقيق هذا الحلم، وأن ينفع بك البلاد والعباد، وأن يردك إلى ديارك غانمة سالمة، وأن يعينك على الثبات على هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وعليك أن تتقي الله تبارك وتعالى في تلك الديار، وتظهري الحجاب والالتزام بهذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
أما بالنسبة لهذا الشاب فنحن نتمنى أن توضحي الأمور أكثر، فلا يكفي أن يكون حسن الأخلاق ويشرب الشيشة وهو عصبي، لأن هذا الكلام لا يخلو من التناقض، لابد أن يصلنا كلام واضح عن هذا الشاب، عن قدرته على تحمل المسؤولية، عن صلاته على وجه التحديد، عن طاعته لله تبارك وتعالى، لابد أن نعرف استعداده في أن يترك هذه الأشياء التي يقوم به خاصة ما يتعلق بالشيشة أو نحوها، فإن الشيشة قد تكون مفتاحا لما بعدها، وقد تكون مؤشرا ليس بالطيب.
ولذلك إذا كان يريد أن يشترط أنتم أيضا ينبغي أن تشترطوا أن تكون هذه الأمور واضحة جدا، وبعد ذلك أنت أعلم بنفسك وبالفرص المتاحة وبالمستقبل الذي أمامك، وبالخيارات المطروحة والبديلة، وأحسب أن الأمر يحتاج إلى تفكير، والإنسان إذا تحير في أمر عليه أولا أن يصلي الاستخارة، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، تصلي ركعتين وتدعي بدعاء الاستخارة، ولأهمية هذه الاستخارة فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن.
وأيضا نتمنى من إخوانك ومحارمك أن يتعرفوا أكثر على الرجل، يعرفوا قدرته على تحمل المسؤولية، الأصدقاء الذين حوله، الطريقة التي يفكر بها، لأن المسألة لا يكفي أن نقول أنه حسن الأخلاق، وأنا متعجب كيف حسن الأخلاق وهو يشرب الشيشة وهو عصبي، لأن هذه الأمور مهمة جدا، وهل حسن الأخلاق يقصد به أنه يصلي؟ يصوم؟ مطيع لله تبارك وتعالى ويفعل هذه المعاصي؟ هذا أمر. أم نقصد بحسن الأخلاق أنه فقط محترم مهذب مع زملائه يضحك معهم ليس عنده مشاكل؟ هذه أمور تحتاج إلى توضيح.
وأنت حتى يحصل هذا عليك أن تستخيري، ثم تواصلي معنا بمعلومات أكثر، ولا تستعجلي في ترك الدراسة، لأن إلى الآن هذا الرجل مثل البطيخة لا ندري هل تكون حمراء أم بيضاء أم صفراء، هل تكون صالحة أم غير ذلك، ولذلك الفرص أمامك وأمام أسرتك، وأرجو أن نعرف رأي الوالدين أيضا، والفرص المتاحة لك في الزواج، فإن الفتاة تستطيع أن تحدد هذه الأشياء وتعرف ما يصلحها. نريد أن نسأل عن ميلك إلى هذا الشخص؟ هل وجدت في نفسك ميلا وانسجاما له، أم الأمور مجرد شاب حسن الأخلاق وتقدم يطلب يدك؟ فالمسألة نرجو أن يأتينا فيها توضيحات، وستأتيك الإجابة الكاملة، ونتعاون جميعا في الوصول إلى ما يرضي الله إلى الصواب، إلى ما فيه مصلحة لك وله، وأيضا إلى ما فيه رضى بعد الله لوالديك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكتب لك التوفيق والسداد، وأن يعينك على طاعته، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
ونوصيك بتقوى الله تعالى، وكثرة اللجوء إلى الله تعالى، وبالاجتهاد في دراستك، والمحافظة على نفسك، بالاقتراب من الوالدين وطلب الدعاء منهم، وبالحرص على إرضائهم، واعلمي أن من سعادة المسلمة أن تفوز برجل حسن في دينه وخلقه يرضاه الوالدين وترضاه العائلة، لأن في هذا عون للمسلمة أن توفق بين الواجبات المختلفة من أداء حقوق الزوج وبر الولدين، إلى غير ذلك من الكمالات والواجبات التي جاءت بها هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها.