أصبت بنوبة اكتئاب ورهاب اجتماعي، أريد علاجاً مناسباً.

0 510

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية شكرا لكم ولموقعكم المتميز.

أنا فتاة أبلغ 25 عاما، أصبت بنوبة اكتئاب ورهاب اجتماعي من عامين، هكذا شخصتني طبيبة أمراض نفسية، ووصفت لي عقار فلوتين (فلوزاك) قرصا واحدا كل صباح، وتحسنت عليه كثيرا وبشكل ملحوظ إلا أنه قد أحدث لي أوجاعا بالمعدة وفقدانا للشهية بشكل كبير، وأنا أصلا مصابة بفقر الدم، فكنت أتركه أحيانا ثم أعود إليه، وهذا جعله لا يحدث لي أي تأثير.

وأخذت (سيتالوبرام) من نفسي، صحيح حسن مزاجي بدرجة بسيطة، لكنه لم يحدث أي تأثير إيجابي في علاقتي بالناس.

وأنا الآن عدت كما كنت من البداية نوم لساعات طويلة، والجلوس بمفردي، وعدم الرغبة في التحدث مع أهلي وأصدقائي، حتى هاتفي لا أرغب في الرد عليه، وعملي لم أعد أذهب إليه إلا للحصول على إجازات مطولة .

دكتور من فضلك أريد عقارا للاكتئاب والرهاب يماثل فلوتين دون التأثير على الوزن، احتاج أن أعيش حياتي كما عشتها بهذا العقار الساحر .

انتظر إجابتكم، وفقكم الله، ورزقنا شفاءه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما دمت قد قابلت طبيبة نفسية فهذا يجعلني مطمئنا حول التشخيص، ونوبات الاكتئاب قد تكون مرتبطة بنوبات الخوف والهلع في بعض الأحيان، ومن أهم أنواع المخاوف هي الرهاب الاجتماعي، والاكتئاب نفسه يفقد الإنسان الثقة في قدراته مما يجعله يقلل من تواصله الاجتماعي، فتقليل الكفاءة الاجتماعية قد يكون ناتجا من الاكتئاب، أو تكون المخاوف قد لعبت دورا فيه.

أنت ذكرت أنك مصابة بفقر الدم، وهذا لابد أن يعالج، هذه علة عضوية بسيطة، اذهبي إلى الطبيب لتحديد سبب فقر الدم هذا، هل هو ناتج من نقص الحديد – فيتامين B12 – حمض الفوليت، أو أنه ناتج من أسباب أخرى؟ لابد أن يعالج، لأن فقر الدم في حد ذاته يؤدي أيضا إلى نوع من الإجهاد النفسي والجسدي، وهذا قد يزيد من وطأة الاكتئاب. أرجو ألا تهملي هذا الجانب أبدا.

بالنسبة لتحسين علاقتك بالناس: لا شك أن الدواء لن يكون سببا في ذلك، الدواء يحسن الدافعية ويحسن المزاج، لكن لابد أن تتخذي أنت الخطوات العملية، وذلك من خلال تحديد برامج صارمة جدا تلتزمي بتنفيذها، هذه البرامج تشمل الأنشطة الحياتية المختلفة: الواجبات الوظيفية، الواجبات المنزلية، صلة الرحم، والتفكير الإيجابي يجب أن يوضع كمكون أساسي ليتحرك من خلاله الإنسان ليزيد من فعاليته.

أرجو ألا تستقبلي الأفكار التلقائية السلبية، حاولي أن تقطعي الطريق أمامها، لأن الفكر التلقائي السلبي مشكلة كبيرة في استمرارية الاكتئاب.

إذا استطعت أن تتواصلي مع طبيبتك النفسية مرة أخرى أعتقد أن هذا جيد، لأن التواصل مع المختص يعود بخير كثير على الإنسان، ليس فقط من أجل ترتيب جرعة العلاج الدوائي، ولكن الدفع المعنوي السلوكي من خلال الحوار والتنفيس النفسي نعتبره محورا علاجيا مهما جدا.

إذا لم تستطيعي الذهاب إلى الطبيبة فأنا أقول لك: هذه الأدوية متشابهة جدا، فالفلوتين – أو الفلوزاك – عقار رائع، ذكرت أنه قد سبب لك بعض المشاكل فيما يخص الهضم، هذا يمكن التخلص منها من خلال تناول الدواء ليلا وبعد الأكل، وإن استطعت أن تتحصلي على البروزاك الأصلي – الذي تنتجه شركة ليلي – هذا أيضا قد لا يؤدي إلى هذا الأثر الجانبي، فهذا حل ويعتبر حلا جيدا جدا.

البديل الآخر هو عقار فافرين/ فلوفكسمين، لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، لكن يعاب عليه أنه قد يؤدي إلى عسر في الهضم، وبعض الآلام بالمعدة، فإذن يعتبر غير مناسب بالنسبة لك.

بقي أمامنا الخيار الآخر وهو عقار مودابكس والذي يعرف علميا باسم (سيرترالين) له مسميات تجارية أخرى منها (زولفت) و(لسترال) هذا دواء جيد، أنا أفضله كثيرا، وإيجابياته كثيرة، لا يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن، قد تحدث زيادة في الوزن بنسبة أربعة إلى خمسة بالمائة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم قابلية للزيادة، ولكن مثل هذه الزيادة يمكن التحكم فيها من خلال تنظيم الغذاء وحساب السعرات الحرارية اليومية، وكذلك ممارسة الرياضة.

جرعة السيرترالين هي: أن تبدأ بنصف حبة - هذه الجرعة متحفظة جدا حتى لا تحدث أي آثار جانبية – ونصف الحبة تحتوي على خمسة وعشرين مليجراما، تناوليه بعد الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة – أي خمسين مليجراما – استمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك أفضل أن ترفعي الجرعة إلى حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – هذه الجرعة شبه وسطية، لأن الجرعة الكاملة هي مائتا مليجرام في اليوم، لكن لا أعتقد أنك تحتاجين إلى أربع حبات يوميا.

استمري على جرعة الحبتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، وبعد ذلك يمكن التوقف من تناول الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات