السؤال
أنا طالبة دخلت البكالوريا من جديد، والآن ستبدأ الدورات من أجل المواد الدراسية والتحضير للبكالوريا، أريد أن أعرف كيف أنظم وقتي بدءا من صلاة الفجر وحتى نهاية اليوم، علما أن وقت الدورات التعليمية يمتد من 12 إلى 4.
كما أنه ليس لدي انشغال في أعمال أخرى خارج المنزل أو ما شابه، لكن أريد تنظيما لوقتي بحيث أكون متفوقة جدا ليس فقط في دراستي بل في طاعتي لله أيضا، وعلما أيضا بأن موادنا التعليمية ثقيلة وأنني أنسى ما حفظته بسرعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ esraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال.
إن اهتمامك من الآن ومن بداية الطريق في تنظيم وقتك من أجل البكالوريا، لمؤشر على نجاحك وتفوقك بعون الله، وخاصة أنك حريصة مع دراستك على طاعة الله تعالى، فإذا اجتمع الإيمان والعمل، فهذا مؤشر للنجاح، بل للتفوق، فكم يقول تعالى في القرآن "إن الذين آمنوا وعملوا...".
تختلف برامج توزيع الوقت ومناهج الدراسة من شخص لآخر، وصحيح أن هناك ملاحظات عامة، إلا أن الأمر في النهاية يتبع للشخص نفسه.
فمثلا يمكنك قضاء عدة ساعات في الصباح الباكر في الدراسة، وقد روي عن الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - قوله "بورك لأمتي في بكورها"، فيمكنك بعد صلاة الفجر وشيء من القرآن أن تتناولي شيئا من طعام الفطور، ومن ثم تستغلين ساعتين تقريبا في دراسة مادة ما، ومن ثم تأخذين بعض الراحة لمدة نصف ساعة تقريبا، وربما تقومين ببعض الأعمال المنزلية التي تريدين القيام بها، ومن بعدها يبقى عندك ما يقارب الساعتين أيضا للمزيد من الدراسة، وربما في مادة أخرى غير مادة الصباح، وكل هذا قبل بداية الدورة على الساعة 12.
ومما يفيد جدا لو استطعت أن تدرسي في هاتين الساعتين الأخيرتين المواد التي ستحضري فيها في ذلك اليوم من 12 إلى 4، فهذا من أروع الأمور المفيدة لو استطاع الإنسان أن يقوم بها، فعندما تحضرين الدروس ستجدين من نفسك تفاعلا عجيبا مع المحاضر، وسيمكنك هذا من الاستفادة القصوى من المادة المقدمة.
وأقول أنك لو قمت بهذا، مع الحضور المنتظم للدورة والمحاضرات، فقد لا تحتاجين للدراسة في المساء، وإن كنت أشعر أنك ممن سيحاول قضاء ساعة أو ساعتين من الدراسة في المساء.
إن انتظام أمر الصلاة على وقتها قدر الإمكان، من شأنه أن ينظم حياتنا كلها، ويوزع ساعات يومنا نهارا وليلا، وبشكل يمكننا من العمل والإنجاز، وهذا ما كان يستفيد منه علماؤنا قديما وحديثا.
وبهذا الشكل سيبقى عندك الكثير من الوقت للقيام بالأعمال الأخرى التعبدية والأسرية والاجتماعية والترفيهية...
وبالنسبة لموضوع النسيان، فلا تقلقي منه، وخاصة إن اتبعت بعض ما ذكرته أعلاه، وستجدين مع الوقت أن ذاكرتك أصبحت أقوى وأقوى، وذلك نتيجة تضافر الدراسة وطاعة الله، حيث يقول تعالى "واتقوا الله ويعلمك الله".
وفقك الله وجعلك من المتفوقات، وأرجو أن تخبرينا بنتائج النجاحات، وانظري: كيفية المذاكرة الصحيحة وعدم النسيان: ( 235849 - 3139 ).
والله الموفق.