السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي حالة الرهاب الاجتماعي الناتج عن القلق والخوق من التأتاة والتعلثم في أي مكان, وفي جميع الحوارات في البيت, وفي الجامعة, وفي الدوام, وأستخدم السيروكسات سي ار, ثم أنقطعت عنه, وأستخدم الآن سيروكسات العادي بجرعة 20, طبعا أستخدمه منذ 6 سنوات.
الآن تعبت من استخدام العلاج, فذهبت إلى طبيب لاستخدم العلاج السلوكي, وحتى الآن أنا معه وأستخدم الدواء ولكن من دون تحسن, أتمنى يوما من الأيام أن تذهب هذه الحالة مني, وهي القلق الشديد الذي يؤدي إلى الخوف, واحمرار الوجه, والارتباك, والرعشة, والتأتأة, والتلعثم.
ما الحل؟ لأني توظفت قريبا ومحرج جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيدي هاي كلاس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هنالك حالة خاصة جدا نسميها (إرادة التحسن) وهي يعني أن الإنسان حين يكون لديه علة جسدية أو نفسية يجب أن يقدم على العلاج ويطبقه بصورة صحيحة، وفي ذات الوقت يكون مفعما بالأمل والرجاء أن هذا العلاج سوف يفيده, هذا ليس خداعا للنفس أو طمسا للحقائق، هذه إرادة حقيقة, ووجد أن مرضى السرطان الذين يتعلقون بالأمل, والتوكل, ولا يسيطر عليهم اليأس والقنوط, وجد أن نتائجهم العلاجية أفضل من الذين يفتقدون إرادة التحسن.
فالقلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي هو حالة قلقية وليس أكثر من ذلك، والتأتأة والتلعثم الذي نتج لديك قد يكون ثانويا لحالة القلق وعدم التفاعل الاجتماعي، الذي أصابك بالرهاب وجعلك تستكين وتستسلم له.
ما دمت أنت تتواصل مع طبيب نفسي فأعتقد أنك على المسار الصحيح، والحمد لله تعالى المملكة العربية السعودية بها إمكانيات طبية نفسية عالية جدا، وخضوعك للبرنامج الدوائي والسلوكي لابد أن ينتج عنه تحسن، لكن أنت من جانبك يجب أن تحسن درجة الدافعية من أجل التحسن لديك, والتطبيقات السلوكية بجدية لابد أن تؤدي إلى نتائج، يضاف إليها العلاج الدوائي.
أفصح لطبيبك عن أنك لم تتحسن تحسنا حقيقيا، سوف يغير الخطة العلاجية معك، غالبا يعطيك المزيد من الواجبات المنزلية السلوكية، ويناقشها معك في الجلسة التي تلي، هذا منهج طيب وفعال جدا. الواجبات المنزلية السلوكية تتمثل في تحديد نقاط العلة لديك، ووضع البدائل السلوكية، وكيفية مواجهة المواقف.
من المهم لك أيضا أن تغير مفهومك حول الرهاب الاجتماعي: الرهاب الاجتماعي يعطي صاحبه الشعور بأنه ضعيف أمام الآخرين، وأنه سوف يفقد السيطرة على الموقف، والبعض يعتريه الشعور بالحسرة وأنه مصدر استهزاء واستحقار الآخرين. هذا الكلام خطأ وليس صحيحا، فإن كان يعتريك شيء من هذا أرجو أن تصحح هذا المفهوم، وللفائدة راجع العلاج السلوكي للرهاب: ( 269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).
الأمر الثاني – وهو مهم جدا - : نحن لا ننكر أن القلق والخوف تنتج عنه تغيرات فسيولوجية، هذه قد تؤدي إلى رعشة بسيطة أو تلعثم، ويكون هنالك تسارع في ضربات القلب، ويزداد نسبة ضخ الدم وجريانه في الجسم خاصة في المناطق الطرفية، وهذا ينتج عنه احمرار وتورد بسيط في الوجه.
الذي أريد أن أوصلك إليه أن هذه الأعراض حتى وإن وجدت ليست بالشدة, أو الحدة, أو القوة, أو الكمية التي تتصورها، هي أقل بكثير مما تتصور، وهي نتاج طبيعي للتغير الفسيولوجي الذي يحفز الجسم عند المواجهات.
أمر آخر مهم جدا، وهو أن تحقر فكرة الخوف، وأنت لست بأقل من الآخرين، والخوف الاجتماعي لا يعني ضعفا في شخصيتك أو قلة في إيمانك، ربما يكون ناتجا من تجارب سلبية مبكرة في أثناء الطفولة كالتعرض للخوف مثلا من جانب الكبار.
هنالك سبل ووسائل ممتازة جدا لما نسميه التعرض الاجتماعي المباشر، مثلا ممارسة الرياضة الجماعية فيها خير كبير جدا للإنسان. الإصرار على المشاركات الاجتماعية والثقافية والخيرية، وأن يكون الإنسان من رواد حلقات التلاوة. هذا فيه تفاعل اجتماعي ممتاز، يجعل النفس في حالة من التأهب الإيجابي جدا، لأن المحيط الذي فيه الإنسان أصلا قائما على الطمأنينة والمودة، وهذا مهم جدا. الإنسان إذا شعر بالأمان يأتيه دفع كبير جدا لأن يتفاعل اجتماعيا أكثر وأكثر، فكن حريصا على هذا الأمر.
العلاجات الدوائية كثيرة جدا وممتازة، إذا لم يفدك الزيروكسات فهنالك اللسترال، وهنالك الإفكسر الآن، الدراسات كثيرة جدا تشير أنه جيد، وهنالك دواء يعرف باسم (ماكلومابيت) هذه كلها يمكن أن تناقشها مع طبيبك، والتزم بالجرعة، ويجب أن تنطلق انطلاقة إيجابية، وأسأل الله لك الخير في هذه الوظيفة التي سوف تبدأها، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
وللفائدة راجع علاج التلعثم والتأتاة سلوكيا: ( 265295 - 266962 - 280701 - 2102145 ).
والله الموفق.