السؤال
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.
الأحبة الكرام، مشكلتي تكمن مع أنفي:
أنفي طويل، ومعوج بشكل غريب حيث أنه سبب لي السخرية، والتندر، ولفت النظر مع كل من رآني في أي مكان، وأيضا في جامعتي.
وسبب لي آلاما نفسية كثيرة جدا، ومنعني من الظهور في أماكن كثيرة، وأشعر أنه العائق الوحيد في حياتي، حيث أني أملك الكثير من المواهب والجراءة، ولكن هذا ما أوقفني، وأوقف حياتي بشكل بطيء، وأنا مازلت في مقتبل العمر.
فأنا محتار، هل أعمل له عملية تعديل، وتحسين، وهل ستنجح؟ وأنا أقطن في مدينة جدة حيث لا أعلم المستشفيات الجيدة في هذا المجال.
لذا أريد مشورتكم حفظكم الله من الناحية الشرعية، ومن الناحية الطبية، هل أعمل العملية أم لا؟ وهل هي مناسبة في هذا العمر؟ ولها تأثير على عظمة الأنف أم لا؟
جزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ براء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشيء الوحيد الذي يحق للإنسان أن يخجل منه هو أن يكون مقصرا في حق الله سبحانه وتعالى، أو حق الناس المحيطين بنا، أو حتى حق أنفسنا، وهذه الحقوق الثلاثة حق الله، وحق الناس، وحق النفس هي التي تدعو للخجل، ومحاسبة النفس، والعودة إلى طريق الجادة عدا ذلك أخي الكريم براء لا يوجد هناك شيء يدعو للخجل أو الحرج.
والذي يسخر من الآخر؛ لأن أنفه طويل، أو أن عينه بها حول، أو أن رجله بها عرج لهو في ابتلاء، وإختبار عظيم، ولهو المفلس يوم القيامة كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: هل تدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا ، يا رسول الله ، من لا درهم له ولا متاع . قال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة ويأتي قد شتم عرض هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، فيقعد ، فيقتص هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار .
وهذه الابتلاءات للتطهير، والتمحيص، وليس مصيدة لإيقاع الناس في المعصية، ثم في النار، ولكن تحذيرية مثل إشارة المرور، إذا سرت والإشارة حمراء، وكسرت الإشارة، فسوف تصطدم لا محالة، فهل جعلت إشارات المرور، لكي تصطدم السيارات ببعضها البعض أم لوصول كل إلى وجهته؟!
إذن الجنة والنار مقصد، والوصول لهما هدف، والوسيلة معروفة، ومدروسة وهي السير بحذر وعلم بمعالم الطريق الموصل إلى الجنة أو النار.
إذن ثق في نفسك، وفي قدراتك، وما وهبك الله من نعم، ولا تلتف إلى الساخرين، والمستهزئين؛ لأنهم زادك إلى الجنة إن شاء الله، وما قيل حتى الآن ليعالج نفسك مما لحق بها من أذى، ولتزيد ثقتك في نفسك، وفي خالقك فقد أعطانا الكثير، والكثير حتى إذا توهمنا أنه أخذ منا نجد أن في ذلك خير أيضا من غير أن نحتسب.
أما من الناحية الطبية إذا كان هذا الاعوجاج أدى إلى حاجز أنفي معوج، وضيق في جانب من الأنف، وشخير مزمن فلك أن تستشير طبيب أنف وأذن لكي يحدد لك طريقة حل المشكلة، أما إذا كان الموضوع فقط للمنظر، والشكل الخارجي فنصيحتي لك ألا تلتفت إلى هذا أو ذاك.
اطبع هذه المشورة، وأعطها لكل ساخر عله يتعظ، ويقلع عن إيذاء الآخرين بشيء ليس لهم فيه يد، ولا ينقص من أقدارهم في شيء، وقل لكل ساخر أن هذا الأنف أكثر شيء أعتز به؛ لأن الله هو الذي خلقه بهذه الصورة، وأنا أثق في خلق الله.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.