السؤال
السلام عليكم
أنا يا أستاذي الكريم طالبة جامعية، مشكلتي أني أتكلم مع نفسي كأني أكلم أي شخص آخر، وأتحدث بطلاقة وأخبر نفسي بكل الاشياء التي أتمنى أن تتحقق، أنا لست مجنونة، وأعلم بنفسي لأني محافظة على الصلوات وعلى قراءة القرآن.
أعاني من الوسواس القهري أحيانا حول الذات الالهية، وأحاول إشغال نفسي بأي شيئ آخر، ولكني لا أستطيع منع نفسي من التحدث وإصدار الحركات وكأنني أتكلم مع شخص موجود فعليا! أكره الاختلاط بالناس وأفضل الحديث مع نفسي.
أرجوك ماذا أفعل؟ فقد حاولت أكثر من مرة ولكني لم أستطع، فأرجوك ما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ايناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
فحديث النفس موجود وله عدة أسباب، منها أن القلق والوساوس قد تكون السبب فيه، وفي هذه الحالة نعتبره نوعا من التنفيس للنفس لتجنب احتقانها؛ إذن الذي تقومين به هو مفيد لك ولكنه بالطبع مزعج لك في ذات الوقت؛ لأنه اجتماعيا غير مقبول، كما أن الذي يتكلم وحده قد يتهم بالجنون كما ذكرت.
أؤكد لك أنها حالة مفسرة ومعروفة وهي أنك تحاولين أن تنفسي عن نفسك لتبعدي القلق والوساوس، وهذه الحالات تعتبر حالات مرحلية أي أنها عابرة ولا تستمر كثيرا، الذي أنصحك به هو حاولي أن تعبري نفسك مع صديقاتك ومع إخوانك وأخواتك مع أهل بيتك نفسي عن نفسك من خلال التعبير عن النفس ولا تكتمي، حين تكمتين لابد أن تكون هنالك متنفسات وأحد المتنفسات هو الكلام مع النفس، لكن من الأفضل أن يكون الكلام مباشرا.
ثانيا: مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة.
ثالثا: هنالك تمارين تسمى تمارين الاسترخاء: ( 2136015 ) أرجو أن تقومي بتطبيقها لما فيها من الفائدة.
رابعا: ضعي برامج يومية لتحسن إدارة الوقت، وهي من أحد وسائل التفوق وكذلك من أحد وسائل صرف الانتباه عن حديث النفس ووسوستها، اجعلي وقتك ملئيا بالأنشطة المختلفة، وهذا يضيق الفرصة تماما على الظاهرة التي تعانين منها نسبة لوجود درجة بسيطة من الوساوس، وهذه أيضا مرحلية إن شاء الله تعالى.
والوساوس هي أصلا قلق، الوساوس تواجه من خلال التحقير ولفت الانتباه عنها، وعدم مناقشة الوساوس؛ خاصة إذا كانت حول الذات الإلهية، فيخاطب هذا الوسواس بأنك وسواس وأنك حقير ولن أناقشك، ابتعد عني، هكذا يخاطب الوسواس، وكذلك تستبدل الفكرة بفكرة مخالفة لكن لا تفصليها ولا تشرحيها؛ خاصة حين تكون الوساوس ذات طابع ديني كما ذكرت.
أيتها الفاضلة الكريمة بعد التشاور مع أهلك؛ ربما يكون من الجميل أن تتناولي دواء بسيطا جدا لعلاج القلق والتوتر والوساوس، ومن الأدوية دواء يعرف باسم فافرين، واسمه العلمي فلوفكسمين، تناوليه بجرعة بسيطة وهي: (50) مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم (50) مليجراما يوما بعد يوما لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن الدواء، الدواء سليم وغير إدماني وليس له تأثير على الهرمونات النسوية، شاوري أهلك حوله وهو مفيد، وإن استطعت أن تذهبي إلى طبيب نفسي - فإن شاء الله تعالى - سوف تجدين المساعدة وأنت في حاجة إلى مقابلة واحدة أو مقابلتين.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، فنسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.