السؤال
السلام عليكم.
دكتورنا الفاضل:
أعاني من قولون عصبي، واضطراب نفسي خصوصا القلق والاكتئاب, ووصف لي الدكتور -الابراكس- حبة واحدة قبل النوم لمدة شهرين، ولي إلى الآن 6 أسابيع، ولم أشعر بتحسن ملحوظ, فهل تقترحون دواء داعما للابراكس، وقليل الأعراض الجانبية لعلاج القلق، واضطرابات النوم؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: القلق والاكتئاب النفسي إن وجدت طريقة تفسر آلام القولون العصبي، حيث أن الرابط السببي للاثنين قوي جدا، ولذا يجب أن تتم معالجة القلق، والاكتئاب بصورة صحيحة، ولا نعتمد فقط على علاج أعراض القولون العصبي دون أن اقتلاع الأمر من جوهره، هذه المقدمة مهمة؛ لأن الابراكس هو في الأصل دواء لا يعالج الاكتئاب، ربما يخفض القلق قليلا، وفيه مكون أيضا يقلل من تقلصات القولون، لذا يؤدي إلى تخفيف الآلام، كما أن مكون اللمبريم الموجودة فيه يساعد أيضا النوم قليلا، لكن يفضل أن تنتقل إلى أدوية أخرى أدوية تساعدك كثيرا في علاج القلق والاكتئاب -إن شاء الله-.
هنالك مجموعة من الأدوية القديمة لا زلنا نعتبرها أدوية مثالية جدا، وفاعلة لعلاج مشاكل القلق، والاكتئاب، وهنالك مجموعة من الأدوية الحديثة أيضا هي ذات فعالية لاشك أنها ممتازة وتتميز بأن آثارها الجانبية قليلة.
سأذكر لك دواء من المجموعة القديمة، وأذكر لك دواء من المجموعة الجديدة، الدواء من المجموعة القديمة ينتمي إلى مركبات تعرف بمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، وهذا الدواء يعرف باسم تربتزول Tryptizol والاسم العلمي هو امترتلين Amtriptyline، وربما يكون له مسميات تجارية أخرى في اليمن.
الجرعة التي تبدأ بها هي ( 25) مليجرام تناولها ليلا ساعتين قبل النوم، وبعد أسبوعين أجعلها (50) مليجرام ليلا، وهذه الجرعة سوف تناسبك جدا، سوف تحسن النوم، وسوف تحسن المزاج، -إن شاء الله تعالى-، وبالطبع ينعكس ذلك إيجابيا على صحتك النفسية كاملا، مما يثبط أعراض القولون العصبي.
يعاب على التربتزول أنه ربما يؤدي إلى جفاف في الحلق في الأيام الأولى للعلاج، والثقل بالعين، وبعض الناس قد يشتكون من وجود إمساك.
بالنسبة للرجال نحذر قليلا من التعاطي مع هذا الدواء؛ لأنه قد يؤدي إلى ضعف في تيار البول إذا كان الرجل أصلا لديه تضخم بسيط في غدة البروستاتا.
ملاحظة أخرى، بالنسبة للذين يعانون من ارتفاع في ضغط العين، أو ما يسمى بالماء الأزرق، هنا لا ننصح باستعمال هذا الدواء، لكن بخلاف ذلك فهو دواء ممتاز، وفاعل، وسليم جدا، ويتميز بأنه قليل التكلفة المالية جدا.
مدة العلاج ستة أشهر على الأقل، وبعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى (25) مليجرام لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكن التوقف عنه.
أما الدواء الأخر، وهو من المجموعة الجديدة يسمى ريمارون Remeron واسمه العلمي هو ميرتازبين Mirtazapine ، وله مسميات أخرى في اليمين، هو دواء جيد، ودواء سليم، ودواء فعال، وليس له أي آثار جانبية حقيقية، آثاره الجانبية معروفة، فقد يؤدي لزيادة في شهية للطعام لدى بعض الناس، هذه الزيادة ليست شديدة، لكنها قد تحدث لكن ليس له أثار مثل آثار التربتزول.
يعاب عليه أيضا أنه مكلف نسبيا، من حيث القيمة الدوائية يعطى بجرعة نصف حبة أي ( 15) مليجرام، يتم تناولها ليلا لمدة شهر، بعدها ترفع الجرعة إلى حبة كاملة أي (30) مليجرام، يتم تناولها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض الجرعة مرة أخرى إلى نصف حبة ليلا لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف عن تناول الدواء، فإذن أخي الكريم هذه الخيارات العلاجية التي أمامك.
بالنسبة للابراكس، أرجو أن لا تستعمله كثيرا، لكن لا مانع أن تتناولها عند اللزوم مثلا بمعدل مرتين أو ثلاثة في الأسبوع قبل النوم، وفي هذه الحالة نعتبره دواء تدعيميا لأي من الدوائيين المذكورين سلفا.
أيها الفاضل الكريم أنصحك بإجراءات علاجية أخرى مثل ممارسة الرياضة، الرياضة ممتازة للتخفيف من وطأة القولون العصبي، قلل من شراب القهوة والشاي، نظم وقتك أيها الأخ الكريم، وكن دائما متفائلا وإيجابيا، في هذه دعامات علاجية أساسية للإنسان.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.